دفاعا عن المرأة

معمر حبار

[email protected]

أتابع الفضائية المغربية السادسة باهتمام شديد، لما تضمه من علماء وفقهاء في التخصص الذي أبدعوا فيه. وما شدني أكثر، تلك المرأة العالمة الفقيهة ، التي تقدم الدروس للرجال وأكيد للنساء داخل المسجد، في جو كله خشوع وإنصات وإهتمام، وأدب وإحترام من الرجال التلاميذ المتتبعين لها باهتمام شديد، لما تقوله المرأة وترويه وتمليه..

إحذري أن تلقي الدرس في المسجد.. إذن، لماذا تحرم المرأة من إلقاء الدروس في المساجد، ولو كانت الفقيهة العالمة المحدثة المفسرة، وتجبر، وإذا سمح لها، بالاستماع إلى رجل أقل منها علما وفقها وحديثا وتفسيرا، إن لم يكن الجاهل الضعيف.

هذا الإجحاف في حق المرأة المتمكنة، حرمها من أن تفيد المجتمع، بما تملكه من علم وفقه، وما يمكنها أن تبدع فيه. وفي نفس الوقت حرم الرجال من معين ومنافس على مخاطبة المجتمع، والوقوف على أمراضه، ومحاولة تقديم العلاج المناسب له.

لم يكن في يوم من الأيام، إلقاء الدروس في المساجد ، حكرا على الرجال دون النساء، إلا حين تقهقرت الأمة، وأصبحت تمنع من الذهاب إلى المساجد، ناهيك عن إلقاء الدروس في المسجد.

منع المرأة من الإعلام باسم الدين.. أتذكر جيدا، ومنذ سنوات، قال شيخ عبر الفضائية المصرية التي يملكها، لايمكن الاستعانة بالنساء في فضائيتي، بل إنه لا يجوز لها تقديم برامج مخصصة للنساء، لأن ذلك حسب رأيه، يضر بالدعوة الإسلامية !!.وباسم الدين يمنعها من تقديم حصص نسوية عبر الفضائية التي يملكها الشيخ، مابالك بإلقاء الدروس عبر المساجد.

النساء إلى الخلف.. خلال هذا الأسبوع، تابعت محاضرة علمية، شد إنتباهي جلوس النساء في الخلف، وقد سبق أن حضرت محاضرة منذ 10 سنوات في كلية الاقتصاد بجامعة الشلف، فأجبرت الطالبات على الجلوس في الخلف.

لماذا يفرض على المرأة المتعلمة المثقفة، أن تجلس في الخلف، وقد تكون أحسن علما، وأفضل خلقا، وأدرى بموضوع المحاضرة من الرجل، الذي يتصدر المجلس؟. لماذا إذن، يفرض الجلوس في الخلف على النساء، من طرف رجال متعلمين مثقفين متدينين؟.

ممنوع المرأة أن تتحدث عن نفسها.. بين يدي الآن، أسبوعية جزائرية، تعرض على قراءها، أرقام هواتف 07 رجال مكلفين بالإجابة على تساؤلاتهم، فيما يتعلق بالفتوى والدين، وامرأة واحدة، تجيب على الأسئلة المتعلقة بالنساء.

أمتنا لاتعرف فقها للنساء وفقها للرجال، وحين كانت في أوجها ، كان هناك الفقيه، رجل كان أو إمرأة، يتطرق للمسألة، من جوانبها العلمية، التي تخدم المجتمع، دون أن يحتكر الرجل ، التحدث عن الرجل والمرأة معا.

بأي حق، يتحدث الفقيه من الرجال، ومن دونه في العلم والأدب والفقه عن أدق تفاصيل النساء، ومن خصوصيات المرأة، ثم يأتي ويمنع المرأة عن التحدث عن نفسها، وخصائصها، وميزاتها، ناهيك عن أن تتحدث عن "فقه الرجال !!".

هذه بعض الملاحظات السريعة، والتي أمكن إستحضارها، دون الإشارة إلى ملاحظات أخرى، سبق لصاحب الأسطر أن تطرق إليها في مقالات سابقة، عبر سنوات لمن أراد الزيادة والوضوح.