لا تبكوا على الشهداء...!

هنادي نصر الله

[email protected]

والذين قَتلوا الشرفاء الأطهار الأحرار الثوار في ميداني النهضة ورابعة العدوية؛ فبشرهم بعذابٍ أليم، يوم يُسحبُ " السيسي" على وجهه مع أعوانه من الانقلابيين وأسياده الأمريكيين والإسرائيليين؛ ليذوقوا ما اقترفته أيديهم؛ وما لوثته ألسنتهم؛ يوم تشهدُ عليهم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يفترون، يوم لا تنفع أمريكا ولا ربيبتها المدللة " إسرائيل" ...

يوم يفرحُ المؤمنون بنصرِ الله؛ وتُزغردُ الأمهاتُ ابتهاجًا، بعد أن كُن يُذبحنّ وأبناؤهن ويصرخنّ استغاثةً " أين أنتَ يا معتصم" فلا لبى المعتصم ولا أصلاً سمع...

لنُذبح جميعًا ولنقتلْ عن بكرةِ أبينا، ما فائدةُ صمتنا؟ وما جدوى مواقفنا الخجولة بينما تُحاصر الرجولةُ وتُذبح الطفولة وتُقبرُ الأمومة؟؟ ماذا تُساوي بيانات المؤسسات الإنسانية والحقوقية أمام الدم الذي هُدرّ  ظلمًا  في النهضة ورابعة العدوية وسائر الأرجاء المصرية؟؟في مثلِ هذه الأحداث المأساوية يجبُ أن يكون موقفًا حازمًا من كل من يتشدقون بالديمقراطية، الموقفُ الحاسم ليس شعاراتٍ ثورية وأغانٍ وطنية، الموقفُ الشجاع يقتضي فدية المهج والأرواح التي تُزهق بالأرواح؛ لنعلنها" سنحمل أرواحنا على أكُفنا؛ فإما حياةٌ تسر الصديق وإما مماتٌ يغيظ العدى"..

مخطئٌ من يقفُ في منتصف الطريق؛ أُشفقُ عليه؛ لا ينالُ شرف التضحيةِ والمقاومةِ، ولا يرضى عنه أسياده الإنقلابيون، في مثل هذه الظروف لا حل وسط، إما أبيض أو أسود، فحدد موقفك إما أن تكون أو لا تكون...

لا يُعدمُ من تشبثّ بالحق وإن صعدتْ روحه إلى بارئها، جناتُ  عدنٍ تنتظره، وحورُ العينِ تستقبله، وقبرٌ هو أشبه ببيتٍ في الجنة، فلِم البكاء على الضحايا الذين زُفوا إلى الفردوس الأعلى، البكاءُ علينا إن لم نتحرك صدق التحرك ونكنْ بحقْ وطنيين وثوريين؛ فالثورةٌ لا تحتاجُ إلى بياناتٍ خجولةٍ، تحتاجُ إلى وقفةٍ صادقةٍ قويةٍ من اللحظة الأولى، فكن قويًا يهابك أعداءك، كن قويًا، قويًا، قويًا...

لا تخشَ المنايا، من خشيّها قبلك لقيّ المنون صاغرًا مستسلمًا عاجزًا جبانًا، اعملْ بصدقٍ لنصرةِ الحق والحقيقة، عملك لن يكون صادقًا إلا إذا جردتَ نفسك من متاع الدنيا، وهجرتَ لذاتها، وقُمت تُنادي ربك جل وعلا، سائلاً إياه أن يكون وقت مناداتك له ساعة استجابة، ناديه بصدقٍ" أن يتقبل الشهداء، وأن يحقن دماء المسلمين، بعد أن ينالوا حقوقهم الثورية كاملاً، وعلى رأسها عودة الشرعية سالمةً غانمةً إلى شعبها وأهلها"..

حرر نفسك من جبنها، وتحلى بأقصى درجات الشجاعة، لن تكون شجاعًا إلا إذا عرفتَ الله حق المعرفة، وسعيتَ لضبط نفسك ومحاصرتها؛ وقطعت عنها ها كل إمدادات وإغراءات الحياة الدنيا الفانية، فلا حياةَ لمن تمرغ في الذل... لحظةُ كرامةٍ واحدةٍ كفيلة بأن تُحطم أهواءك التي تُعمي قلبك وبصرك؛ لا تكن إمعة لأحد، ولا تكن مثل هؤلاء يُشترون بالمال...

يا من تعبتْ أعصابهم غضبًا وحزنًا على ما يجري للأبرياء في قلبِ الأمةِ والعروبة؛ رفقًا بأنفسكم.. إن الشهداء مضوا إلى سبيلهم؛ فهلا اطمأننتم على سبيلكم أنتم؟؟

هذا أوانُ الجدِ فاجتهدوا،كي يُكتبَ لكم شرف المشاركةِ في صناعةِ مستقبل الأمة العربية والإسلامية؛ كونوا معول  بناءٍ عبر أحاديثكم المنصفة،تحروا الدقة، ولا تسمعوا لمن أرهقونا فجورًا وكذبًا عبر وسائل إعلامهم المزيفة..

لا أطلبُ منكم أن تكونوا" اخوانيين" بل أطالبكم بصفتكم " مسلمين" أن تنتفضوا ضد صمتكم، وأن تكفوا عن إلحاق تهمٍ عاريةٍ عن الصحة...