اجتماع النقيضين

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

لقد تخلي الليبراليون عن كل موائد الحوارات التي دعي إليها الدكتور مرسي كرئيس للجمهورية وكل القوي الوطنية والسياسية، ورفضوا الحوار الهادف البناء واكتفوا بحوارات الجرائد الصفراء المغيرة للحقائق.

إن هؤلاء الليبراليين لم يجدوا طريقاً إلا أن يصلوا للحكم من خلال الإنقلاب العسكري الخائن تحالفاً مع أصحاب المصالح الخاصة والنفوس المريضة التي تكن كل العداوة للإسلام والإسلاميين.

واليوم بعد أن وصلوا إلي بغيتهم وإنقلبوا علي الحق وأهله وتحالفوا مع الباطل وحزبه يقولون إننا سنفتح حواراً مع كل الأطراف ولن يستثني أحد من ذلك!

بالأمس نطقوا كذباً أن ثورة 30  يونيو أتت لتحقن دماء المصريين!

واليوم رأينا بأعيننا كيف أسالوا الدماء بحاراً.

وكيف حرقوا بيوت الله دماراً.

وكيف إستحلوا أرواح المصريين إقتناصاً.

فكيف بمن انقلبوا علي الديمقراطية أن يطبقوها؟

وكيف بمن رفضوا الحوارات مجالساً يقيموها؟

وكيف بمن جعلوا لغة الحوار طائرات يقلوها؟

كيف بهؤلاء أن يقيموا دولة مدنية أو ديمقراطية ينشدوها!

إن دولة الظلم لن تدوم، فقد خارت أركانها قبل أن يبنوها.

 

أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ ورِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) سورة التوبة.

فلن ينخدع الشرفاء بمن استعانوا بالبلطجية ليكونوا لهم عوناً وسنداً.

ولن ييأس الطائعون من روح الله العليم الخبير.

ولن يستكين حرٌ أبيٌ يرى الهوان يلحق بوطنه ثم يصمت.

ولن ينخدع العقلاء بما يفعله المغرضون الفاشلون.

فسيكشف الله كيدهم، ويفشل خططهم، ويردهم خائبين.

( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ واللَّهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) سورة يوسف.