انقلاب مصر الكارثي ومجزرة مروعة بحق مؤيدي الرئيس مرسي

انقلاب مصر الكارثي

ومجزرة مروعة بحق مؤيدي الرئيس مرسي

تقوى حسن

إستفاق الشعب المصري صباح الأثنين الموافق8/7/2013 على مشهد بحر من الدماء الجارية أمام بوابة القصر الجمهوري حيث قتل جيش مصر الإنقلابي 50 شخصا من مؤيدي الرئيس المصري  المعزول محمد مرسي  و322 جريحا و كشف إمام المصلين أمام مقر الحرس الجمهوري - حيث يعتصم مؤيدو الشرعية – وهو يروي  تفاصيل المجزرة الدموية التي أوقعت أكثر من 50 شهيدًا، في حصيلة قابلة للزيادة. حيث أكد الإمام أن الهجوم بدأ على المصلين "أثناء اعتدالهم من ركوع الركعة الثانية في صلاة الفجر؛ أُطلق الرصاص الحي والخرطوش علينا، كما أطلقت قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع". وأوضح إمام المصلين: "لم أستطع أن أكمل الدعاء عقب اعتدالي من ركوع الركعة الثانية، حيث شاهدت بعدها الشهداء والمصابين بأعداد غفيرة في الساحة، وكان بعض الشهداء ساجدًا لحظة استشهاده ، وشدد إمام المصلين على المؤيدين لشرعية الرئيس محمد مرسي الذي أطاح به الجيش قائلًا: "أدعو معتصمي رابعة العدوية للثبات والاعتصام في الميادين مهما كان عدد الشهداء والمصابين، فالنصر صبر ساعة" وفي أول رد فعل للمجزرة الدامية التي أرتكبها الجيش المصري ، أعلن نادر بكار مساعد رئيس رئيس حزب النور لشؤون الإعلام انسحاب حزبه من أي مفاوضات مع القوى الوطنية المؤيدة لثورة 30 يونيو. ودعا رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح الرئيس المؤقت إلى الاستقالة من منصبه احتجاجا على "المجزرة", وقال إن مرتكبيها يجب أن يحاسبوا. كما شكك أبو الفتوح في دعوات الحوار والمصالحة في ظل هذه الأجواء.وأصدر حزب الحرية والعدالة بيانا جاء فيه: إن المجزرة البشرية التي ارتكبها هؤلاء المجرمون ضد المعتصمين السلميين الرافضين للانقلاب العسكري والمطالبين بعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي إلى منصبه لم يشهدها تاريخ الجيش المصري من قبل ولعل هناك عقلاء داخل المؤسسة العسكرية يمنعون استمرار تلك الأوضاع الانقلابية الشاذة والغربية على الجيش المصري. ويؤكد حزب الحرية والعدالة أن دماء الشهداء لن تبيدهم إلا إصرارا وتمسكا وأن هذه الدماءستكون لعنة على الانقلابيين المجرمين ومن عاونهم ومن جالسهم ومن ساندهم. ويدعو الشعب المصري العظيم إلي الانتفاضة ضد من يريدون سرقة ثورتهم بالدبابات والمجنزرات ولو علي جثث الشعب ، كما يدعو الحزب المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية وكل أحرار العالم إلي التدخل لوقف المزيد من المجازر وإسقاط الغطاء عن ذلك الحكم العسكري كي لا تكون هناك سوريا جديدة في العالم العربي





وقال موقع جماعة الإخوان المسلمين على الإنترنت 'فضت قوات الحرس الجمهوري والشرطة اعتصام الآلاف من رافضي الانقلاب العسكري أمام نادي الحرس الجمهوري بالقوة وكسرت خيام المعتصمين وسرقت محتوياتها وأخلت الميدان وساقت المعتصمين باتجاه رابعة العدوية وأكد القيادي ياسر حمزة، عضوة اللجنة القانونية في الحزب صباح اليوم: "إن عدد الشهداء من مؤيدي الرئيس محمد مرسي ارتفاع حتى الآن ليصل إلى خمسة وخمسين شهيدًا، بينهم خمسة أطفال، في حين هناك ثلاثمائة جريح، إصاباتهم حرجة، حيث أصيبوا جميعهم بالرصاص الحي الذي أطلقته قوات الحرس الجمهوري على المعتصمين فجر اليوم الاثنين ووصفت الفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل عبدالسلام كرمان ما تعرض له المعتصمون السلميون أمام الحرس الجمهوري فجر اليوم بأنها مجزرة ضد الإنسانية ارتكبها الجيش المصري. وقالت: إن هذا هو التوصيف الملائم لما حصل فجر اليوم، حيث لقي نحو 50 من أنصار الرئيس محمد مرسي مقتلهم صباح اليوم أثناء اعتصاماهم أمام مقر الحرس الجمهوري الذي يعتقل فيه الرئيس محمد مرسي.

Bottom of Form

 وقال نادر بكار القيادي بحزب النور أن الحزب لن يسكت على مجزرة الحرس الجمهوري اليوم؛ مضيفاً "كنا نريد حقن الدماء ولكنها الان تهراق انهارا وتابع النور "أعلنا انسحابنا من كل المسارات التفاوضية كرد فعل أولى. وكان الجيش الإنقلابي بقيادة وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي يعول كثيرا على وجود حزب النور السلفي لأكمال خارطة طريق انقلابية متعثرة، غير أن حزب النور السلفي الذي اتهمه الشارع الإسلامي المصري ببيع القضية الإسلامية أعلن بشكل قاطع إنسحابه من كافة المسارات التفاوضية التي كانت تجري لإختيار رئيس وزاء ورفض ترشيح الدكتور محمد البرادعي كما رفض ترشيح زياد  بهاء الدين

وقامت  قوات السيسي الإنقلابية   قوات الجيش بفض اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي أمام دار الحرس الجمهوري بالقوة، حيث تم إلقاء القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين لإخلاء  المنطقة، التي  كان يعتصم فيها مؤيدون للرئيس المعزول منذ الجمعة الماضي وقام جنود الجيش بمطاردة مناصري مرسي حتي ميدان رابعة العدوية  وقال مراسل قناة الجزيرة الفضائية :أن الجيش المصري استخدم الرئيس  الرصاص الحي في مواجهة مؤيدي مرسي مما أدى الى سقوط هذا العدد الكبير من القتلي والجرعي  وقال أحد الأطباء في المشفي الميداني برابعة العدوية حيث يعتصم مئات الالاف من أنصار الرئيس مرسي أن عدد القتلي مرشح للإرتفاع في غضون ساعات الي 55 قتيلا.

كما أشرنا في مقالنا السابق فإن مصر سوف تشهد كل ما حدث في الجزائر عام 1992 حينما حل الرئيس الشاذلي بن جديد البرلمان  المنتخب بأمر الجيش  حيث  تدخل الجيش معلنا رفضه لنتيجة الإنتخابات وعدم تقبلهالنتائج، واصفا  الحزب الإسلامي بالخطير والتكفيري. وطالب استقالة الرئيس،  الشاذلي بن جديد وكانت  جبهة الإنقاذ  برئاسة عباس مدني  قد فازت في الجولة الأولى للانتخابات التشريعية بـ188 مقعدا من أصل 380 هي عدد مقاعد المجلس الشعبي الوطني  ووقعت  اإشتباكات عنيفة  بين مؤيدي الجبهة الإسلامية للإنقاذ والقوى الأمنية

وأعلن قانون الطوارئ، مما أدى إلى اندلاع عمليات عنف في البلاد راح ضحيتها بحسب المصادر الرسمية أكثر من 100 ألف قتيل. وأكثر من 180000  الف جريح سقطوا في تلك المواجهات الدامية وفي شهر مارس 1992 حظر السلطات الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وحلت كل المجالس المحلية التابعة لها. استعمل العسكر ضد الإسلاميين، تقاليد الفرنسيين العسكرية ( التعذيب) وأصبح الاشتباه في أي شخص بلحية، عقيدة. رد الإسلاميون بعنف أيضا، قاتلين أفراد العسكر، إداريي الحكومة، وأفراد الشرطة. خلال سنة واحدة، مات 600 فرد من قوات الأمن، والمئات من المواطنين العزل. وقف الجمهور الجزائري متفرجا، بين كره العسكر ومقت الإسلاميين. كما يفعل الجيش المصري الان بالإسلاميين حيث إعتقل منهم حتي الان  قرابة خمسمائة  قيادي.

مخطئ من يظن أن الجيش المصري قادر على أقصاء فصيل الإخوان المسلمين تماما من المشهد السياسي المصري صحيح أنه وجه ضربة قوية اليهم لكنهم إعتادوا على السجون والتعذيب ومقارعة الإنظمة الإستبدادية  العسكرية ردحا طويلا من الزمن  وحينما يتضح للمواطن المصري مرة أخري أن من أغتصبوا السلطة الشرعية ومن ساندوهم لم يقدموا شيئا جديدا في حكم البلاد سوف يلتفوا من حولهم من جديد .

نعم ما حدث مؤخرا في مصر هو إنقلاب واضح الأركان بين المعالم وكما قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في جريدة الإندبندنت  البريطانية  مجيبا على سؤال متي لا يكون إغتصاب السلطة  إنقلابا ؟ بقوله: إنها المرة الأولى في التاريخ، التي لا يتم النظر فيها إلى اغتصاب الجيش للسلطة على أنه "انقلابا"، حيث استولى الجيش المصري على السلطة، وعزل واعتقل رئيسا منتخبا انتخابا ديمقراطيا وعلق الدستور وإغلاق بعض المحطات التليفزيونية ووقف نشر الصحف ، وأكد فيسك على "أن مرسي وصل إلى سدة الحكم في مصر عبر انتخابات ديمقراطية، حصل فيها على أصوات ربما تزيد عما حصل عليه كثير من القادة الغربيين، الذين التزموا الصمت حيال الانقلاب", موضحًا "حتى لو انخفضت شعبيته، فإنَّ ذلك لا يُعتبر سببًا لتنفيذ انقلاب، وإلا فعلى الجيوش الأوروبية أن تضع يدها على السلطة في حال أظهرت استطلاعات الرأي انخفاض شعبية رؤساء الوزراء في دولها ،و أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنَّه "مهما كان أداء الرئيس محمد مرسي, الذي انقلب عليه الجيش, فلا يمكن تمامًا نسيان أنه منتخب ديمقراطيًا وإن عزله من قبل الجيش هو انتكاسة وهزيمة للديمقراطية والحكومة الدستورية، حتى وإن أجريت بعد هذا العزل انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت، وتابعت الصحيفة الأمريكية قائلة: "إنَّ المأساة ستكون كاملة إذا سمح المصريون لثورتهم التي أطاحت بالديكتاتور المخلوع مبارك, أن تنتهي برفض الجيش للديمقراطية وانقلابه عليها", مضيفة أنَّ الأمر الذي لا يمكن تجاهله وينبغي التأكيد عليه أن الإخوان المسلمين سيظلون داخل المشهد, إن كانوا يسعون للديمقراطية الحقيقة, رغمًا عن الجميع. بيد أن صحيفة "يو أس إيه توداي " الأمريكي تطرق إلى أمر غاية في الخطورة وبالغ الأهمية, حيث قالت: "إذا كان إلغاء الانتخابات ممكنًا بهذه السهولة، فهذا بدوره قد يفقد المتنافسين في الانتخابات الثقة فيها مرة أخرى كوسيلة سلمية لتداول السلطة", كما وصفت الانقلاب بأنَّه "سيطرة الغوغاء" المدفوعة بالجيش للإطاحة بحكومة انتخبت قبل عام واحد فحسب، وحذرت الصحيفة الأمريكية من "فقدان, جماعة الإخوان المسلمين, التي لا تزال هي القوة السياسية الأكثر شعبية بالبلاد, الثقة في العملية الانتخابية مرة أخرى، حتى لو سُمح له بتقديم مرشحين", مؤكدة على حقيقة ما قاله الرئيس مرسي "أنَّ الثورة قد سرقت بعد سرقة الانتخابات", مشيرة إلى "أنَّ "الحشود الغوغائية" لا تقيم ديمقراطية حتى إذا كانت نواياها طيبة، وإن الديمقراطية تقيمها الانتخابات، بشرط عدم حرمان جزء من الشعب منها. ومهما يكن من أمر فإن المجزرة التي إرتكبها الجيش المصري  مهما كانت مبرراته الكاذبة والمضللة بحق مواطنين عزل سوف يدفع الجيش ثمنها إن اجلا أو عاجلا وربما تسرع في عودة الرئيس مرسي قريبا الي قصر الإتحادية حيث  السلطة الشرعية ، ويستغرب المرء كيف لا تصدر إدانات بالجملة من الحكومات العربية والغربية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية التي  أصبحت تخشي بطش جيش مصر الإنقلابي  والصحافيون وأيضا  الشرفاء والأحرار  ولكننا سنظل نفضح جرائم هذا الجيش الذي بات كل همه قتل مؤيدي مرسي ناسيا أن عدوا كبيرا وقويا هو العدو الصهيوني ينتظره ويتربص به على تخوم سيناء.