هكذا يا قوم !

(ثلاث رسائل)

أحلام النصر

(الرسالة الأولى)

هذه هي القصة : تتكرر في كل بلد تقريباً .. كل أعدائنا لا يريدون من الإسلاميين (العاملين في الإسلام) أحداً ، ولا يرضون عن أحد ... إلا إن صاروا إسلاميين بالاسم ذئاباً في الواقع ! ، وعندما يرضى أي إسلامي لنفسه بذلك : فسيخرج عن كونه إسلاميّاً ! .. لذلك نجد في تصرفات بعض هؤلاء الإسلاميين ميلاً وارتباكاً وقلقاً ؛ هو بين نارَين : خشيته مِن أن يتحول إلى خائن صميم ، وظنه بأن مجاملة العدو إلى حين : فيها مصلحة للمسلمين ! .. ولذلك يتشاجر مع مَن لا يرى مثل رؤيته ولو كان مسلماً مثله ! ..

طيب يا سادتي : أولاً : موضوع (إلى حين) هذا : هو كذلك بالنسبة لكم أنتم ، لكنه ليس كذلك عند العدو ! ..

أنتم تجاملون (إلى حين) حتى تتمكنوا برأيكم من العمل بالصواب كما تريدون - وأنا أحسن الظن - ، ولكنه يتحمل مجاملتكم الجزئية (إلى حين) ريثما تصبحون خونة في الصميم فتنفّذوا ما يريد كما يريد ! ..

المشكلة أن تعاملكم مع العدو يكون وفق نواياكم أنتم ! – ما زلتُ أحسن الظن - ، بينما الصواب أن تتعاملوا مع الآخر بحسب أخلاقه هو ! .. فلا تقيسوا قياساً فاسداً : إن صَدَقنا نحن فسيصدُق هو ! إن وفّينا نحن سيوفي هو ! .. هو لا يملك المقوّمات التي تجعله صادقاً ووفيّاً كما تملكونها أنتم ! .. لا شيء يجبره على ذلك ؛ لذلك لا قياس ! .. والقانون لا يحمي المغفلين ! ..

العدو يا سادتي : لا يعطي عطاء حقيقيّاً إلا إن كنا معه ندّاً لند ، ولا بد أن نكون أقوياء كي يكون الوضع هكذا ، ولكن ! .. إن بدأنا بشكل خاطئ في سلك طريق القوة : فلن نحصل على نتيجة صائبة ! ..

ثم موضوع مصلحة المسلمين : لا مصلحة للمسلمين قدر أن يعيشوا آمنين على دمائهم وأعراضهم وحقوقهم ، يمارسون شعائر دينهم دون أن يمنعهم من ذلك أحد ! ..

وما دمنا شعوباً ثائرة أو حديثةَ عهد بثورة ، وما دامت دماؤنا تضاهي البحار غزارة : فعلامَ نجامل عدوّاً هو - من رحمة الله - بات ضعيفاً مفلساً شحاذاً ؟! .. لمَ ؟! .. ألأننا في حالة ضعف ؟! .. وهل بالمجاملة سنصبح أقوى ؟!!! .. ((ومَن قال لكم إنهم سيسمحون لكم أن تصبحوا أقوياء أساساً)) ؟!!! ..

ولماذا لا تجاملون المسلمَ المجاهد الذي لا يريد مجاملةَ العدو أو تغضّون الطرف عما يفعل على الأقل كما تغضونه عن غيره ؟!! .. هل عليه أن يصبح مجرماً ليكون جديراً بهذا ؟! ..

لمَ لا نتعاون ويكمّل بعضُنا بعضاً ؟! .. هل هناك شخص أو فئة أو جماعة جمعت جوانب الكمال واستكملت عوامل النقص كلها فيها ؟ لا ! .. ولكن إن تم التعاون فيما بينكم فسيحدث ذلك ! ..

لنركز في استكمال جوانب القوة ، وليساعد بعضنا بعضاً بدل السخرية والانتقاص - فهي أمور سيقوم بها أعداؤنا خير قيام أتعهّد لكم بهذا ! - .. لنعمل جميعاً على بناء دولة إسلامية فهي تحتاج إلينا كلنا كما نحتاج إليها ، دولة .. تُرضي ربنا وتُسخط عدونا .. نعم تسخطه ؛ فهو لن يرضى إلا إن صرنا مثله ! ، ولا أظن أن واحداً منكم يرضى ذلك لنفسه ! ..

وتذكروا :

عندما يتكلم رصاص العدو ... فلا مناص من الجهاد ، والجهاد هو الذي سيزيح مَن يمنع صوت الحق وكلام الصواب ودعوةَ الرشاد ! ..

فالظالمون يكمّمون أفواه المصلحين والعلماء والمخلصين !!! .. ويسفكون الدماء ويسلبون الحقوق ! .. ولا شيء غير الجهاد سيردعهم ؛ فساعدوا المجاهدين ليساعدوكم ..

عندما يتكلم الرصاص : فلا شيء سواه سيعرف لغته ليحسن الجواب عليها ! ، ولا يفل الحديد إلا الحديد .

========================

(الرسالة الثانية)

مَن الذي قال إن علينا أن نحكم بالإسلام ؟!!!!! .. مَن الذي قال : {ومَن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون *} ؟!!!! .. آلله تعالى قال هذا ؟! .. متأكدون ؟!!! .. طيب ! .. ومَن هو الله تعالى ؟!! .. ربنا ؟! .. يعني هو الرب ونحن العبيد وليس العكس .. صحيح ؟!!! .. يعني علينا أن نسمع الكلام ونطيع الأوامر ؟! .. صحيح ؟!!! ..

طيب ... ما رأيكم إذاً أن نركز في موضوع الدولة الإسلامية بغض النظر عن الأفراد - فكلهم سيموتون يوماً - .. بغض النظر عن الأوقات ؟!! ، فنحن نُذبح ليل نهار ، وغيرنا يخطط دون كلل ، وما دامت المشروعات تُطرح : فقد طُرحت وانتهى الأمر ولا سبيل للعودة بالزمن إلى الوراء ، بل الاستفادة من الإيجابيات وتلافي الأخطاء وحشد الطاقات هي المُجدية ، خاصة وألا بديل لدينا إلا خطط الأعداء !!! ..

إن غيرنا يعمل !!! .. إن أعداءنا يتحدون ضدنا رغم أنهم مختلفون بين نصراني ويهودي ومجوسي وعلكاني وهندوسي وسيخي وعفريتي ومريخي وجني ، ولكنهم اتحدوا على الأهم !!!!! .. ما رأيكم أن نتحد نحن الذين نعبد ربّاً واحداً ونصلي الخمس صلوات نفسها ونصوم الشهرَ عينه ونعود للكتاب ذاته ... ما رأيكم أن نتحد من أجل الدفاع عن وجودنا ووجود أمتنا وكرامة ديننا وحرمة أوطاننا وصيانة حقوقنا ومقدساتنا ؟!!!!!!! ..

القول بأن هذا الفلان غير صالح ، والآخر ضعيف ، والثالث مَن هو ليقول ما يقول ، والرابع يسوى رأس الخامس ، والخامس لا يُقارَن بالسادس ، والسادس يضع السابع في جيبه الصغير ، والسابع شرف له أن يكون تلميذاً عند الثامن ، والثامن زعلان من التاسع ولا أدري ماذا ..... إلخ : هذا كله لا يُطعم خبزاً ولا يحسم قضية ولا يرد عن المسلمين الأذى ! .. أرجوكم تجاوزوا خلافاتكم وركزوا على حماية الجهاد وبناء الدولة الإسلامية ! .. أرجوكم ! .. فالذي أمر بها هو الله تعالى وليس فلان وعلان ! .. فلان وعلان وغيرهما سيموتون يوماً ولكن الدولة يجب ألا تموت !! .. الدولة يجب ألا تموت !!!!! .. لقد مات من هو خير منهم جميعاً : محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكن الإسلام ما مات !! .. الأشخاص (محتمل) أن تتغير وتتبدل و(مؤكد) أن تموت ، غير أن الإسلام ليس كذلك .. فلنركز عليه وحده .

نريد الإسلام ... انتهى الأمر ، صار في الزمن الماضي ، لن يستطيع أحد العودة بعقارب الساعة إلى الوراء ، فلنعمل عليه حتى ينجح ، ولنترك مهمة معاداته لغيرنا .. يعني لا يصح أن نتعدى على اختصاص أعدائنا !! .. هذا ليس من شمائلنا !!!! ..

==========================

(الرسالة الثالثة)

هه ! .. بأمانة تامة : حتى لو أردنا أن نضرب بديننا ومبادئنا عرض الحائط وطوله لنرضي الآخر : فنحن أمام مئة (آخر) ! .. فأي (آخر) علينا أن نرضيه إن شاء الله ؟! ..

أمريكا تقول إنها لو أرادت الناحية الإنسانية : فستسمح لبشار الجزار بالانتصار ، ولكن هذا المسكين يتكبد الكثير وسيتكبد أكثر في هذه الحال هو وإيران وحزب اللات - وهذا يستدعي البكاء بأسرع مما تصنع أدوات أبطال الديجتال !!! - هه ! ..

أمريكا ومَن معها يجدون الموقف صعباً ؛ فالمجاهدون - الله يرضى عليهم - أقوياء وجلبوا لهم أحدث الأمراض العصبية والقلبية العصرية في أفغانستان والعراق ، فكيف لهم أن يتورطوا في سوريا من أجل أهداف (غير واضحة) حسب كلامهم – وفهمكم كفاية ! - ؟! .. وهل سيقدّمون السلاح لنا من أجل أن نفجعهم بعميلهم الذي ما ظفروا بمثل إخلاصه لهم ؟!! .. لا طبعاً ! .. بنفس الوقت : كيف سيجابهون هؤلاء المجاهدين وقد بات الشعب يدرك الألاعيب ويدرس الأحداث السابقة ويميّز جيداً بين المجاهدين وبين المخابرات المجرمة ؟! .. وأي شخص أحمق ذاك الذي يريد أن يبيع نفسه لأمريكا ومَن معها مجاناً ليلفظه الشعب ويخوّنه ثم تركله أمريكا - فهي تجعل عملاءها يقومون بالمهمات المتناهية في السوء والتي لا خط رجعة من ورائها !!! وكل هذا كي لا تلوّث نفسها بالتورط بشكل مكشوف !!! - فإذا تورطت : فما لها مصلحة من العميل كله ! .. بل ستحب أن تلعب دور البطل المخلّص أمام الشعوب بقتله ! ...

أفلا ترون أن من الأيسر علينا أن نرضي الله تعالى وحده ؟! .. سبحان الله : دائماً إرضاء الله عز وجل : هو الصواب من كل النواحي ! ..

إن المسألة وإن كانت صعبة : ولكنها ليست كذلك بالنسبة لنا وحدنا ، بل هي عليهم أشد .. نعم أشد بشرط واحد ؛ وهو أن نكون كما يريد الله تعالى لنا أن نكون : أن نصحح نياتنا ونكون صادقين مع أنفسنا .. هل نقاتل من أجل الإسلام وبناء دولة إسلامية يرضى الله تعالى عنها ؟ هنا علينا أن نطمئن تماماً ، أم نقاتل من أجل كلام فارغ ولكي ترضى عنا أمريكا العجوز وأوربا المفلسة وروسيا الشرشوحة وإيران البلهاء واليهود الشحاذون ؟! ... هنا علينا أن نكون في قمة القلق لأننا سنكون خاسرين ! ..

يقول تعالى : {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون} ... أكملوا الآية ! .. {وترجون من الله ما لا يرجون *} !!! .. إذاً علينا ألا نسمح للوهن بالتسلل إلى أنفسنا ! ، ولا لأعدائنا بأن يضحكوا علينا !! .. نعم ثرنا على ظالم ثورة كانت مباشرة عليه وضمنية على مَن جعله حاكماً علينا !! ؛ لأنه ما كان سيكون ظالماً لولا خدمته لهم !!!! ، ولولا هم لبقي يرعى القرود في مجاهل القرداحة !! ... نحن نثور للإسلام ، وفقط للإسلام ، وسينصرنا الله تعالى الذي أمرنا بأن نعمل ونتنفس للإسلام ، ووعدنا إن صدقنا وعملنا بالنصر والتمكين .. ومَن أصدق مِن الله قيلاً ؟!!!! .. لا أحد !!!! ..

ليست لهذا علاقة بالأشخاص ولا بالجماعات ولا بأي أحد كان ، إنما له علاقة بأمر الله تعالى في العمل للدولة الإسلامية - فالإسلام هو الغاية وهو فوق الجميع - ، وبعد ذلك : مَن كان مخلصاً فسينصره الله ، ومَن كان غير ذلك : فلن يُعجز اللهَ ولن ينجو من عقابه ! .. فليفهم هذا مَن يحاول التنصل من أداء الواجب بذريعة وجود التشابك في الأمور والشك بالأشخاص ! ؛ فإن كانت أمور كثيرة غير واضحة للناس : فالشيء الواضح كالفجر الأبلج : هو أمر الله تعالى ! ، وما دمنا على قيد الحياة : فعلينا أن نعمل كلٌّ حسب طاقته وخبرته وجهده ، خاصة وأننا غير مطالَبين بالنتيجة ، وغير مسؤولين إلا عن أنفسنا أمام الله عز وجل ! .. هكذا يا قوم : انتهت القضية ! ..