لماذا تخاذلتَ عن الجهاد ؟؟!!!

أحلام النصر

قال أحد المجاهدين في رسالة له : "ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻌﻴ ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻵﺧ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺨﺎﺫﻟﺍ؟ ﻫ ﺗﺤﺴ ﺃﻥ ﻣﺤﺎﺿ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫ ﻟﻴ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻋﻲ؟ﻙﻼ ﺇﻧﻪ ﻋﻠ ﻣﻊ ﺑﻛﺔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻣ ﺫﺍﻗﻬﺎ؟ ﺃﻣﺎ ﺗﻬﺘ ﻧﻔﺴ" ا . هـ .

إن أردتُ الإجابة عن نفسي : فإنها بالكاد تكون نفسي ! .. لسان حالها هو قول الشاعر : خذوني للجهاد وأنقذوني ...... وأكملها بقولي : جهادكمُ هو العيشُ الرَّغيدُ

ولكن يا له من سؤال مزلزل : لماذا تعيش على قناعات الآخرين ؟!!!! .. حقاً لماذا !!!! ..

لماذا ؟!!! ... رغم أن الحقيقة واضحة لكل ذي عينين !!! ..

لماذا ؟!!! ... رغم أن رائحة شواء اللحم المسلم تملأ الأجواء كيفما اتجهتَ !!! ..

لماذا ؟!!! ... رغم أن أعداءنا هم الذين يقتلوننا ويعتدون علينا !!! ..

لماذا ؟!!! ... رغم أن أعداءنا لا يبالون بنا ، فلمَ نسمح لحمقى المسلمين أن يجعلوا من اهتماماتنا متمحورة حول ما يريده الآخرون وما يرضون عنه وهم بلا ذوق ولا عقل ولا فهم ولا إحساس ولا إنصاف ولا عدالة حتى يكون رأيهم جديراً بالاعتبار ؟!!!! ..

لماذا ؟!!! .. رغم أن أعداءنا لن يستثنوا أحداً ، ولن يرحموا شخصاً ، ولن يفرقوا إبان العدوان بين مجاهد وقاعد !!! ، ولن يتركوا رجلاً ولا امرأة ولا طفلاً ولا حجراً ولا شجراً !!! ..

لماذا ؟!!! .. وهذه القناعات الجبانة الضعيفة المقززة لن تفيدنا عندما يأتي دورنا في المعاناة !! .. بل ستكون هي السبب في جعلنا ندفع ثمن جبننا وتخاذلنا غالياً !!! .. فلو دعمنا إخواننا لما وصل الأعداء إلينا ولما عاقبنا الله تعالى بشرورهم !! ..

لماذا ؟!!! ... لماذا نرهن أنفسنا لقناعات الآخرين على ما فيها من تخريف وتخبيص وأخطاء .... في حين أننا جميعاً سنأتي الله تعالى فرادى يوم القيامة ؟!!!! ..

ولعل متخاذلاً منا يريد الاعتذار يومها فيقول : أي رب ! .. لقد اتبعتُ فلاناً وخشيتُ من السياسيين الظالمين !!! .. وفكرتُ بيأس مَن يريد العيش ولو في غرفة حقيرة ذات إيجار باهظ ، ولو على فضلات السادة المتأنقين أصحابِ الأصابع الحمراء من دماء المسلمين : من أين لي أن أحاربهم ؟!! .. ونسيتُ - أي رب - أنك أمرتنا بالعمل ولم تكلفنا بالنتيجة !!! .. وعهدتَ لنا ببذل الأسباب ، وأعلمتنا أنك على نصرنا لقدير ، وأنك ترحم العبد الفقير ، وتجبر القلب الكسير ! ..

خشيتُ منهم - أي رب - فهم ذوو بطش عظيم وفتك أليم !!! ..

ليت شعري : هل ستقول له ملائكة العذاب ساخرة عندها : أتقصد تلك الجيف النتنة التي عاث بأمعائها الزقوم وأذاب وجهها الزيت المغلي المنصهر ؟؟ ..

فينظر : فإذا بمشهد تتقزز له النفوس ، وتشيب له الرؤوس ، ويكاد رائيه يراه أفظع من طرق الفؤوس !!! ، وإذا به يرى عياناً : الحال الحقيقية لأولئك الذين كان يخشاهم في الدنيا وينبذ الجهاد لإرضائهم ويحارب المجاهدين ويفتري على المخلصين لابتسامة أعدائه الساخرة المقرفة ! .. أي ضياع سيشعر به يومها عندما يرى المنزلة الوضيعة التي ارتضاها لنفسه ؟!!!! .. ومن أجل من !!! .. من أجل حفنة من اللقطاء المجرمين الذين يرتعدون من المجاهد ويشمئزون من الخائن الوضيع !!!! ..

فلماذا ؟!!! .. لماذا ؟!!!! .. لماذا تخاذلتَ عن الجهاد ؟!!!!!! ..