البابا والفتح

البابا والفتح

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

كشفت وسائل الإعلام الايطالية أن بابا الفاتيكان يسعي لعقد اجتماع قمة مع قيادات الديانات اليهودية والإسلامية والمسيحية بالعاصمة روما‏.‏ويهدف الاجتماع الي إعلان القيادات الروحية للديانات الثلاث بشكل رسمي التزامهم بالسلام‏,‏ و نبذ العنف و الإرهاب‏.‏

 وقدأبلغ الرئيس الصهيوني شيمون بيريز بالأمر في اللقاء الذي جمعهما بالفاتيكان في30 إبريل الماضي.

كان البابا فرانسيس قد أقام احتفالا كبيرا في ساحة القديس بطرس بمشاركة عشرات الآلاف, منح مايزيد علي800 مقاتل مسيحي قاوموا الفتح الإسلامي للقسطنطينية لقب قديس, وأعلن في كلمة له عن كثير احترامه لأولئك المقاتلين وطلب من الرب أن يمنح الشجاعة المسيحيين الذين يعانون العنف في العالم!

زعم البابا في كلمته أن قوات السلطان محمد الفاتح قتلت المقاتلين الثمانمائة وقطعت رءوسهم بعدما رفضوا الدخول في الإسلام, وهو ما لم يرد في أي كتاب موثق يتحدث عن فتح القسطنطينية, بل إن ما ذكر عكس ذلك تماما.

كنت أظن أن البابا الجديد جاء ليلتزم بما يدعو إليه من التزام بالسلام ونبذ العنف والإرهاب, ولكنه جاء ليكون امتدادا لسلفه الذي أهان الإسلام واتهمه بالدموية, فلاخلاف بينهما شكلا أو مضمونا. وهاهو يؤجج مشاعر أتباعه ضد المسلمين في المشرق والمغرب, ليهيئ لموجة هجوم جديدة علي المسلمين خاصة في أوروبا حيث ازداد عددهم, وصاروا يشكلون وجودا ملموسا يزعج الاتجاهات العنصرية والمتعصبة. واضح أن الدعوة للسلام ونبذ العنف والإرهاب تخص الكيان الصهيوني والغزاة الأوروبيين في الدول الإسلامية, والمطلوب من ممثل الإسلام في الاجتماع المنتظر إدانة مقاومة الغزاة والاحتلال, والإقرار بتسمية المقاومة أو الجهاد ضد المعتدين عنفا وإرهابا. والتسليم بجريمة لم يقترفها السطان محمد الفاتح, وهو الرجل الذي علمه الإسلام الرأفة والرحمة, وعدم الإكراه في الدين. أتمني من الذين يريدون الحوار مع الفاتيكان أن يطلبوا تفسيرا لتصريحاته, وتصحيحا لها, وقبل ذلك وبعده إيقاف الحملة المسمومة ضد الإسلام والمسلمين, وتحريم غزوهم واحتلالهم, والتسليم بحقوقهم في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان والغرب الإفريقي ووسط آسيا.