حوار في جنيف

حامد بن أحمد الرفاعي

2003م

حامد بن أحمد الرفاعي

أما ما يتعلق بما ذكـــره الزميل الدكتـور محمد أركون عن الأصولية وقد أحالنا إلى كتابه (من الأصولية إلى العدمثم وجه الخطاب إليّ شخصياً قائلاً بالعربية:"إنني أوجه هذا العنوان إلى الدكتور حامد الرفاعي لكونه قادمًا من السعـــودية"وقــــــد سمعتم قولي له على الفـــــور وبالإنكليزيــــــــــة:

(   Please once againمرة ثانية من فضلك)،تأكيداً مني قبول التهمة والتشرف بها لكونها حقيقة أعتز بها..نعم أنا قادم من السعودية..وأنا متمسك ومعتز بأصول وثوابت عقيدتي وثقافتي.والسعوديون وكل عربي مسلم متمسك بأصول وثوابت اعتقاده وثقافته..ويرفع رأسه عالياً اعتزازاً بهوية انتمائه العربي الإسلامي..الأصولية بهذا المعنى هي دمنا الذي يجري في عروقنا..وهي هواؤنا الذي نتنفسه..وهي غذاؤنا الذي تعيش وتنمو به أجسادنا..ودعوني أتساءل:هل يوجد أحد في هذه القاعة(وهم من أبرز قيادات الأديان والثقافات في العالم) بدون عقيدة وثقافة..؟وهل أحد من الحضور لديه استعداد للتخلي عن أصول عقيدته وثوابت ثقافته..؟ومن ثم لا أحسب الأخ محمد أركون نفسه يقبل بأن يتهمه أحد:بأن ليس له أصول عقدية يؤمن بها..ولا يمتلك هوية ثقافية يعتز بها..وأحسبكم توافقون إن قلت:أن هناك فرقاً كبيراً بين الأصولية بصفتها قيمة دينية وثقافية..وبين التعصب والتطرف في ممارسة الأصولية على حساب وجود الآخر..ورغبة في إقصاء وإلغاء الهوية الدينية والثقافية للآخر..لذا أطلب من الأخ أركون أن يغير عنوان كتابه ليكون:(من التطرف والتعصب..إلى التيه والضياع)فهو على هذا النحو من الطرح تائه فيما يفكر..وتائه فيما يعبر..وتائه فيما يظن بالآخرين..وكيف إن كان الآخرون..؟هم أهل عقيدته وأصول هوية انتمائه..ومصدر إشعاع الهداية الربانية الخالدة..وصانعوا صروح وجود أمته الحضاري بين الأمم..فصفق الجميع مع ضحكة عالية.

ملاحظة:توفي محمد أركون عام2010 في باريس ودفن في المغرب يرحمه الله تعالى