ملف: أطباء سوريا يداوون جراح الثورة

ملف: أطباء سوريا يداوون جراح الثورة

د. حمزة رستناوي

[email protected]

في اليوم الذي رفع فيه المجتمعون في فرع دمشق لنقابة الأطباء " 9 نيسان 2012 " برقية يعاهدون فيها بشار الأسد على "المضي خلف قيادته الصامدة و المعبّرة عن ضمير جماهير الوطن و الأمة "  , وثق الناشطون مقتل 160 شهيد على يد جنود بشار الأسد , بينهم 40 طفل و امرأة.

 

إنّ هذا الحدث يدل على مفارقة وجود عالمين متجاورين زمنيا , منفصلين ماديا و نفسيا في سوريا , عالم أطباء يؤدون الفروض و تقاليد العبودية المزمنة , و عالم أطباء انحازوا إلى إنسانيتهم و اكتشفوا أنفسهم لأول مرة   يحلمون بسوريا جديدة .

أولاً : الأطباء في سوريا ما قبل الثورة

تعتبر نسبة الأطباء إلى مجموع السكان في سوريا عالية عالميا " معدل عدد الأطباء البشريين15.1 لكل 100 ألف نسمة – 7,8 طبيب أسنان لكل 100ألف نسمة ""1"

و تعتبر سوريا من الدول المصدرة للأطباء في سوق العمل و بخاصة إلى دول الخليج العربي و بدرجة أقل للغرب , و أسباب الهجرة أساسا هي اقتصادية و أسباب أخرى تتعلق بالفساد الاداري و اعتماد معيار الولاء السياسي بدلا من الكفاءة المهنية. و إن تسرّب الأطباء المتدربين في وزارة الصحة في العقد الأخير قد أدّى إن نقص في الكادر الطبي مما دفع بوزارة الصحة و نقابة الأطباء لوضع قيود على السفر .  و لكن مع بداية الثورة و تردي الوضع الاقتصادي  و الأمني أكثر ,  كل هذا  دفع بأعداد متزايدة من الأطباء إلى الهجرة خاصة في السنة الأولى من الثورة  قبل أن تقوم دول الخليج بإغلاق تأشيرات العمل للسوريين.

ثانياً : صعوبات ممارسة مهنة الطب في سوريا ما بعد الثورة             أ-استهداف الأطباء و عدم وجود مكان آمن لعمل الطاقم الطبي.                   عادة في النزاعات المسلحة يحظى الطاقم الطبي بحصانة أخلاقية و قانونية  نسبية من المشتركين في النزاع , و لكن في الثورة السورية نظر النظام إلى الأطباء الذين يعالجون الجرحى كعدو , و جرى اعتقال و تعذيب الكثير منهم , إن هذا الوضع وضع الطاقم الطبي تحت ظروف صعبة , فإن عالج الجريح فسيعرض نفسه لخطر الاعتقال و التعذيب و ربما الموت  , و إن رفض علاج الجرحى خوفا على نفسه  سيتعرض لتعذيب الضمير و الازدراء الاجتماعي , و ربّما انتقام الثوار , و ضمن هذه المعادلة البائسة لم يستطع الكثير من الأطباء الاستمرار فكان خيارهم الهروب و الهجرة. فوفقاً لتقرير منظمة أطباء بلا حدود :" أن الأطباء أصبحوا يصنفون باعتبارهم "أعداء للدولة " بسبب علاجهم للمصابين في الصراع ، وإن الجانبين يستخدمان المستشفيات كجزء من استراتيجية الحرب.وفيما تستهدف الغارات الجوية للقوات الحكومية منشآت طبية ، بدأ مسلحو المعارضة تصنيف منشآتهم على أنها "مستشفيات الجيش السوري الحر "، وهو ما يزيد من مخاطر التعرض لهجمات ""2" و مع فقد النظام لسيطرته شيئا فشيئا على مناطق البلاد أصبحت المشافي الخاصة و الميدانية أهدافا عسكرية من قبل النظام , و كثيرا ما جرى استهدافها بالقصف ,أو قتل و جرح من فيها من مرضى و طاقم طبي عبر اقتحامها , فمثلاً استهدف القصف مشفى حمدان في دوما , و مشفى القدس في حي السكري في حلب ,و مشفى الزوز في حي المشهد في حلب ,  و المشفى الميداني في بابا عمر , و المشفى الميداني في سلقين , و المشفى الميداني في قرية أبل جنوب حمص..الخ

كذلك قام النظام باستخدام سيارات الاسعاف لتنقل جنوده و الشبيحة و لإيقاع الخديعة بالثوار , و كان كذلك جرى استهداف المسعفين بشكل مباشر بالقنص كما هو موثق في العديد من الفيديوهات , و كذلك استهداف سيارات الاسعاف , و قد كانت هذه الممارسات موجودة و منذ بداية الثورة في درعا , و سأثبت رواية للناجي الوحيد من مجزرة  استهدفت سيارة الاسعاف و طاقمها الطبي  و كيف قتل علي المحاميد و هو أول طبيب شهيد في الثورة السورية بتاريخ 22 آذار 2011 أي خلال الأسبوع الأول من الثورة و هو من أول عشرة شهداء في الثورة :                 "في تمام الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل قامت قوى الأسد باقتحام الجامع العمري لفض الاعتصام المقام في الساحة الخلفية للجامع ,و قد جرح و استشهد العشرات في ذلك و أطلقت أصوات الاستغاثة من مئذنة الجامع العمري و جوامع درعا. و قد جاءت الأوامر صارمة لمدير المشفى الوطني بدرعا بمنع خروج أي سيارة إسعاف من المشفى تحت طائلة المسؤولية والمساءلة ، سمع الدكتور علي النداءات والاستغاثات وأبى على نفسه أن يجلس في بيته مستمعاً متفرجاً ,فتوجه الى المشفى من فوره,  وأخذ سيارة رافقه فيها ممرض وسائق ووالد السائق , مخالفين في ذلك أوامر مدير المشفى , وقد وصل الخبر للأمن عن طريق أحد المخبرين في المشفى : أن سيارة غادرت المشفى ، وصل الدكتور علي و من معه  بسيارتهم إلى الجامع من الجهة الجنوبية ,و كان أحد المصابين مستلقياً بجوار المسجد وهو الشاب طاهر مسالمة وقد أصيب في كتفه , وضعوه في السيارة وعادوا به إلى المستشفى من الجهة نفسها التي أتوا منها، لكن قوى الأمن  نصبت لهم كميناً على الجسر الشرقي الذي يربط بين جزئي درعا (البلد والمحطة. أطلق الأمن النيران على سيارة الإسعاف بشكل مباشر ، مما أسفر عن إصابة السائق ووالده والدكتور علي إصابات غيرَ قاتلة ، ولكن لم يستطع السائق إكمال طريقه فتوقف بعد مائة متر تقريبا. , لم ينته المشهد بل فُتحت أبواب سيارة الإسعاف الخلفية و أطلقت الرشاشات نيرانها على كل من في السيارة و استشهد كل من كان في السيارة ، باستثناء المصاب الأول طاهر مسالمة ، لكنه أصيب بثلاثة أعيرة نارية أخرى في يده وقدمه " "3"  و في حالات كثيرة تم اعتقال أطباء بطريقة مهينة و من أماكن عملهم , فمثلاً "اختطف الدكتور أسامة بركة من عيادته في جرمانا ليفرج عنه بتاريخ 29 تموز 2012 في حالة سيئة و يتوفى بعدها." و كذلك "تم اعتقال الدكتور معاذ الخولي من عيادته في حي القدم بتاريخ 23/11/2011 من قبل المخابرات الجوية و بعد ذلك انقطعت أخباره " و كذلك " اعتقال الدكتور بشار فرحات من مشفى الأطفال في اللاذقية" . و كذلك اعتقال ثلاثة من أطباء من مشفى المواساة في أغسطس 2012  و هم على رأس عملهم و هم :عاصم فالح - جراحة عظمية , حامد مقداد - جراحة عظمية , ضياء سرور - جراحة بولية  " و كذلك جرى اعتقال الطبيب حيان محمود في مشفى المجتهد بدمشق في يوليو 2012 حيث داهمت عناصر الأمن المشفى وتم اعتقاله بطريقة همجية ، و بعد أيام قلية و من جراء التعذيب الشديد تم نقله إلى مشفى الهلال الأحمر و ثمّ توفي . و كذلك تم اختطاف الطبيب لؤي خطاب و هو على رأس عمله في مشفى تشرين العسكري  بتاريخ 4-3-2012  حيث اقتادوه مكبل اليدين أمام أعين الجميع و قاموا بركله إلى داخل السيارة."4" و إضافة إلى استهداف الأطباء من قبل قوات الأسد , تعرض لتأثيرات  الانفلات الأمني حيث تم اختطاف أطباء من قبل عصابات اجرامية , أو في بعض الحالات من جهات على صلة بالثوار بغية الحصول على أتاوات أو فدية مالية , أو لإجبارهم على الانشقاق.

ب- نقص الامدادات و التجهيزات الطبية

عمد النظام السوري إلى حصار المناطق الثائرة  حصارا شاملاً يشمل الماء و الدواء و الغذاء و التجهيزات الطبية , و كلّنا يذكر حصار درعا في بداية الثورة و كذلك الحصار المستمر على الأحياء الثائرة في حمص و بابا عمر و غيرها , و لأن النظام لا يقدّم خدمات طبية للمصابين من غير المولين له في المشافي الحكومية , وهذا ما جعل الطاقم الطبي يعمل في ظروف صعبة كانقطاع الكهرباء و الافتقاد لغرف العلميات و التعقيم الفعال و أدوية التخدير..الخ  إما بسبب الحصار أو بسبب عدم توفر المال اللازم لشرائها , وغالبا ما كان يتم علاج الاصابات في ما يسمّى المشافي الميدانية , و يجب ألا تغرنا هذه التسمية التي توحي بوجود منشأة طبية حقيقة , فالمشفى الميداني في أحسن الأحوال هو شقة أو شقق سكنية أو قبو بناء يتم استخدامه كمكان للعلاج , و قد يكون كهف أو خيمة منصوبة في العراء

كل هذا يضع الطبيب أمام ظروف و تحديات ربما تكون غير مسبوقة  , حيث يقوم العديد من الاطباء بتعقيم أدواتهم الجراحية بالنار , أو يقوم الطبيب باستخدام أذنه لإصغاء أصوات القلب و الصدر لغياب السماعة , و قد يضطر الطبيب لإجراء عمل جراحي على ضوء السراج و الشمعة أو البيل  بسبب انقطاع التيار الكهربائي , و سأثبت فيديو سجّله ناشطون في مشفى الخالدية الميداني يقوم فيه أطباء بإجراء عمل جراحي على الدماغ دون إجراء الأشعة المقطعية  المطلوبة , و مستخدمين صاروخ الجلخ لفتح نافذه في جمجمة المصاب لتخفيف الضغط على الدماغ  تفريغ  النزف الدماغي الناجم عن شظية قذيفة , بتاريخ 7 نيسان 2013"5"  

https://www.facebook.com/photo.php?v=290624964404829&set=vb.275078412626151&type=2&theater

و سأثبت كذلك رواية لأحد المعتقلين تظهر ظروف الاعتقال و ممارسة العمل الطبي في المعتقل في شباط 2012 "  اعتقل الدكتور  أسامة البارودي لمدة 9 شهور في زنزانة رقم 4 في البناء القديم لقسم التحقيقات في مطار المزة فرع المخابرات الجوية ,و كانت التهمة تنسيقية أطباء دمشق .. و في الزنزانة كان يمارس عمله على أتم وجه , ولكن تختلف طبيعة العمل والأدوات الجراحية ,حيث استخدم ظرف حبوب السيتامول في تصنيع مشرط لتفريغ التقيح من الأورام الجلدية...""6"

ج - نقص الخبرات و الكفاءات الطبية المطلوبة

بسبب غياب الأمن و و استهداف الطاقم الطبي و كذلك تردي الوضع الاقتصادي و ضعف التجهيزات كل هذا أدى إلى هروب و هجرة أعداد متزايدة من الأطباء خارج سوريا , خاصة الاختصاصات الجراحية  و قد انعكس ذلك سلبا على الخدمة الطبية المقدمة , و في أحيان كثيرة كان طبيب عام أو ممرض أو حتى طالب طب يتعامل مع حالات طبية معقدة , و وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود  " كانت المستشفيات والأطباء والمرضى يتعرضون لهجمات مباشرة ، وأن كثيرين من أفراد الكادر الطبي المدرّب فروا إلى خارج البلاد. وأفضت الهجرة الجماعية للكوادر الطبية إلى وجود عاملين بمجال الصحة لا يتمتعون بالخبرة ويحاولون تقديم الرعاية , حتى أنّ أطباء الأسنان كانوا يجرون عمليات جراحية بسيطة ، والصيادلة يعالجون المرضى ، والشباب يتطوعون للعمل بالتمريض.""7"                                                                              

ثالثاً : تحدّيات إنشاء نظام صحي بديل

في ظل نظام شمولي كالنظام السوري , من الصعب الفصل بين السلطة و مؤسسات الدولة , حيث من أهداف نقابة الأطباء في سوريا "بناء الوطن العربي الاشتراكي الموحد " و كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الصحية تكون مكرّسة لخدمة النظام الاستبدادي. و منذ اليوم الأول للثورة السورية كانت المشافي الحكومية – و هي القطاع الصحي الأهم في سوريا - مخصصة فقط لعلاج جنود و مليشيات النظام و فقط يتم علاج الثوار و المدنين المصابين عندما يكون المطلوب بقائهم على قيد الحياة بغية نزع الاعترافات منهم. و وفقا للطبيب الشهيد ابراهيم عثمان :" كانت المستشفيات الحكومية : تبدو بمعظمها تابعة للنظام , وتعمل في الوقت الراهن كجهاز استخباراتي !!. ..كان المغزى الحقيقي للمستشفيات الميدانية التي أقمتها  مع مجموعة من الزملاء الأطباء : استعادة المؤسسة – تقنياً وإنسانياً - وتشغيلها ضد محتكرها الأوحد – النظام – خدمة للحراك الشعبي ومطالبه العادلة ""8 " و لكن مع امتداد القتال و ازدياد شدته تأثرت حتّى المستشفيات الحكومية ,فوفقا لمنظمة أطباء بلا حدود مع بداية شهر شباط 2013 أصبح ثلث عدد المستشفيات العامة  خارج نطاق الخدمة."9"

لذلك كان على الأطباء انشاء نظام صحي بديل للنظام الحكومي , وفي ظروف صعبة فقام الاطباء  بتنظيم أنفسهم و إنشاء تنسيقيات خاصة بهم تدير عيادات أو مشافي ميدانية سرّية ,حيث أسس الطبيب ابراهيم عثمان مع زملاء له تنسيقية أطباء دمشق التي نشرت بيانها الأول في 6 حزيران 2011  , و كذلك تم انشاء تنسيقية أطباء حمص قبلها في 10-3- 2011 , و بعد ذلك تأسست العديد من المؤسسات و التجمعات الطبية البديلة لمؤسسات النظام كالمكتب الثوري الموحد في الغوطة الشرقية الذي يدير عدة مشافي ميدانية , و كذلك  سرية الشهيد الدكتور علي المحاميد الطبية الناشطة في حوران ..الخ.

رابعاً : احصاءات و نماذج من تضحيات الأطباء

وفقا للشبكة السورية لحقوق الانسان و حتى تاريخ 2 آذار 2013 " 143 عاملا في المجال الطبي قد قتلوا منهم 64 طبيبا و 27 صيدليا و 52 مسعفا منهم 23 مسعفا من الهلال الاحمر. كما تذكر الإحصائية أن 4  أطباء منهم تم إعدامهم ميدانيا داخل مشافي ميدانية عندما اكتشفت عناصر أمنية أو عسكرية أن هؤلاء الأطباء يقومون بعلاج الجرحى ,وبالنسبة لتوزيع أعداد الضحايا تتشير الاحصاءات إلى أن النسبة الاكبر  تتركز في مدينة حمص يليها ريف دمشق و إدلب ثم حلب وباقي المحافظات السورية. كما ان هناك قرابة ال 3000 معتقل من العاملين في المجال الطبي تم اعتقالهم من قبل الاجهزة الامنية السورية منهم 600 طبيب و 11  مسعف عامل في الهلال الاحمر ، كما يشير التقرير الى ان 13 شخصا منهم قضوا تحت التعذيب بينما لا يمكن معرفة مصير الباقين ولا ظروف الاعتقال التي يقبعون تحتها.""10" و سأثبت عينات من تضحيات الأطباء مع الاعتذار للآخرين

*الشهيد الطبيب علاء نجم الخالد

 تطوع للعمل في المشفى الميداني في حمص في حي الرفاعي , و عند اقتحام الحي من قبل النظام و شبيحته الطائفيين استشهدت والدته في مجزرة الرفاعي , و اضطر للنزوح مع سكان الحي إلى قرى حمص ليتابع عمله في المشافي الميدانية , و قد أصيب إصابة خطيرة أثناء عمله , و تم علاجه في نفس المشفى الميداني الذي كان يعالج فيه المصابين , و بعد شفاءه انتقل للعمل التطوعي في مدينة حلب و أصيب للمرة الثانية بتاريخ 15-1-2013 و تم اسعافة لتركيا و لكنه توفي قبل وصوله للمشفى في 17-1-2013  و تم نقل جثمانه إلى داخل سوريا وفقا لوصيته و دفن في مدينة الباب""11"

*الشهيد الطبيب ابراهيم عثمان

شاب في متوسط العشرينات يترك دراسة الاختصاص في الجراحة العظمية و يلتحق بالثورة ,  أسس مع زملاء له تنسيقية أطباء دمشق و كان ناطقا إعلاميا باسمها , منذ بداية الثورة كان مسكونا بالعمل المؤسساتي و انشاء مؤسسات صحية بديلة لمؤسسات النظام , يبدو كنموذج للناشط الميداني القيادي في الثورة السورية " التقت به مراسلة CNN في المرة الأولى داخل المظاهرة , قبل أن يرافقها ليطلعها على المستشفى الميداني السري الذي أقامه في دمشق " ..  شارك  في عمليات إسعاف وتأمين مستلزمات طبية وأدوية , في كل من : بابا عمرو - الرستن - تلبيسة - القابون- برزة – ريف دمشق ...وكان في حماه خلال المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في رمضان 2011  .. استشهد إبراهيم عثمان على الحدود السورية التركية في 10/12 / 2011 م .  في معرض إجابة إبراهيم عثمان على سؤال أروى دايمون / مراسلة CNN  عن اللحظة الأصعب في حياته أجاب: "كل مرة أخرج من منزلي أودع والدتي أشعر أحياناً بأنني لن أعود لأراها مرة أخرى. أشعر بالأسى أيضاً عندما أرى أناساً يُقتلون من أجل حريتهم , حتى وأنا أخيّط جروحهم يظلون ينادون للحرية ""12"

خامساً : الخفاء – تهمة علاج المرضى

بسبب القمع المفرطة و استهداف الطاقم الطبي كانت السرّية و  التخفي و عنواناً بارزاً للعمل الطبي , فالمصاب لا يجرؤ على كشف اسمه , و هو يتخفى و يُعَالَج في  أماكن مجهولة تعود ملكيتها لأشخاص مجهولين خوفا من شبح الاعتقال الذي يلاحقه المصاب و الطبيب و الشخص الذي يؤوي المصاب ,الطبيب يتخفى في عمله و يخفي هويته مستخدما أسماء مستعارة فالطبيب الشهيد ابراهيم عثمان كان يستخدم لقبا مستعارا " د. خالد الحكيم " و مدير المشفى الميداني في زملكا في تقرير على قناة الجزيرة يظهر ملثما و يستخدم لقب " سين""13"..الخ                                       في سوريا الثورة : المشفى الميداني في مكان مجهول , عدد الجرحى و الشهداء مجهول أيضاً , بلد كل شيء في مجهول , و يبقى المعلوم الوحيد أن النظام السوري يستمر في قتل شعبة ماديا و معنويا. و في الأماكن الثائرة ضد النظام قد يكون مجرّد كونك طبيباً "من المكوّن السنّي " فهذا سبب كاف لاعتقالك وفقا لروايات متكررة,  و لقد جرى إصدار أحكام ميدانية بالإعدام على أطباء بتهمة و بسبب  تقديم الخدمة الطبية لمحتاجين لها  , و جرى قتل آخرين بنفس التهمة و ذات السبب تحت التعذيب في غياهب المعتقلات , و من أمثلة ذلك : - تم إعدام الطبيب محمد نور الدين الزعتر 6-4-2013 م بقرار من المحكمة الميدانية العسكرية في سجن صيدنايا بتهمة انشاء مشفى ميداني "14".

- استشهد الطبيب نضال العيسى تحت التعذيب تاريخ 2-2- 2013 م  بعد ستة أشهر من اعتقاله بتهمة علاج المسلحين من قبل شبيحة النظام في حي التضامن "15"

سادساً : الأطباء السوريين المغتربين .

لعب العديد من الأطباء السوريين المغتربين دورا داعما و مساعدا إبان الثورة السورية و يمكن اجمال هذا الدور بنقطتين :

أولاً : العمل التطوعي سواء بدوام كامل أو خلال فترة الاجازات في المخيمات و المشافي على الحدود , و قد تشكلت شبكات لهم عبر العالم لتنظيم ذلك.

ثانياً:التبرع ماديا للثورة , أو تأمين التجهيزات الطبية و الأدوية اللازمة للداخل و في مخيمات اللجوء أيضا.

"عن أورينت نت"

               

الهوامش:

"1" الموقع الرسمي لوزارة الصحة السورية

 http://www.moh.gov.sy/Default.aspx?tabid=290                                                       

"2" موقع بي بيس ي عربي – سوريا : منظمة "أطباء بلا حدود " تؤكد انهيار النظام الصحي

http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2013/03/130307_syria_un_peacekeepers_msf.shtml 

"3"شبكة شام الاخبارية –الطبيب الشهيد علي غصاب المحاميد - بقليل من التصرف – على الرابط

http://shaam.org/rev-lit/stories/item/37818-

 "4" عن موقع تنسيقية أطباء دمشق - فيس بوك – بقليل من التصرف                                            

 "5"الصفحة الرسمية لمشفى الخالدية الميداني – فيس بوك                                                             

"6"عن موقع تنسيقية أطباء دمشق - فيس بوك – بقليل من التصرف                                               

"7"موقع بي بيس ي عربي – سوريا : منظمة "أطباء بلا حدود " تؤكد انهيار النظام الصحي                   

"8"موقع زمان الوصل – الحكيم : من شاهد إلى شهيد..محمد حيان السمان

http://www.zamanalwsl.net/readNews.php?id=23164

"9"موقع بي بيس ي عربي – سوريا : منظمة "أطباء بلا حدود " تؤكد انهيار النظام الصحي

"10"موقع الشبكة السورية لحقوق الانسان -https://www.facebook.com/syrianhr

"11"عن موقع تنسيقية أطباء دمشق - فيس بوك – بقليل من التصرف

"12"موقع زمان الوصل – الحكيم : من شاهد إلى شهيد..محمد حيان السمان

"13"

"14"عن موقع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا

"15"موقع شبكة شام الاخباريةhttp://shaam.org/itemlist/date/2013/2/2