ما للبوذيين علينا؟

عبد الله خليل شبيب

ما للبوذيين علينا؟

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

لا أذكر – في أكثر من سبعة عقود عشتها – على حد علمي - أن المسلمين تعدوا على البوذيين ..او أساءوا إليهم .. إلا ما قد يكون من أحداث فردية وعابرة – غالبا ما يكون فيها البوذيون هم العادين وهم البادئين !

وفي بورما تدور منذ سنين مذابح دامية وإبادة منظمة تشنها الأكثرية البوذية ضد ( أقلية الروهنجيا ) المسلمة – وخصوصا في منطقة ( أركان ) .. بقيادة الكهنة البوذيين ذوي

[القفاطين الحمر] .. وبتغاضٍ بل وتأييد – وأكثر الأحيان – تنسيق وترتيب من السلطات

الحاكمة .. لمحاولة تصفية الأقلية المسلمة بالإبادة والتهجير والاستيلاء على أملاكهم

وأراضيهم التي قيل إنها خصبة وجيدة وقيمة !

فالبوذيون في بورما [ سميت فيما بعد ميانمار – لاأدري لماذا].. يمارسون

جرائم ضد الإنسانية [ إبادة جنس ومذابح جماعية .إلخ].. تحت سمع العالم –والأمم

المتحدة – وبصرهم ..ومنذ سنوات عديدة ! وقلما ينكر أحد [ من عالم حقوق الإنسان المتحضر

] عليهم ..أو [ ينهرهم] ...أو يتخذ أي إجراء يؤدي لرفع سكاكينهم عن رقاب المسلمين

! هل ترى لأتهم مسلمون ؟ " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد

"!

سؤال غير بريء!: ماذا لو كان الضحايا يهوداً-

مثلاً- ؟!

وسؤال [ للمقارنة والتبصير]– في السياق أو

خارجه- : ترى لو كان الضحايا المظلومون يهوداً – مثلا- هل كان الموقف الدولي

والإنساني – يكون كما هو الآن ؟..أم أنهم يعتبرونه [ هولوكوستا آخر ] ويقيمون عليه

المناحات .. ويجردون الجيوش لحماية المستضعفين وتأديب المتجاوزين .. ويقيمون النُّصُب

وحتى يستغلون الموقف [ للنَّصْب] والابتزاز ..ويسنون القوانين [ كاللاسامية

والهولوكوست] مثلاً؟

  لقد

قتل البويون آلافا من المسلمين ..وهجروا الكثيرين .. وصبواعليهم ألوانا من العذاب

والتنكيل الهمجي – بغير ذنب أتوه – إلا ربما طمعا في بعض ما في أيديهم وحقدا

وتحريشا وتحريكا من شياطين الجن والإنس الذين لا نستبعد أن يكون منهم اليهود –الذين

هم وراء معظم الفتن والفساد في العالم !

  لقد

حرق البوذيون المدارس على أطفال المسلمين ..وحرقوا المساجد والبيوت على سكانها

..وحرقوهم أحياء ..وثقبوهم بالمثاقب[ الدرل] على طريقة أبي درع ورافضة العراق

..وهتكوا أعراض المسلمات – أحيانا أمام أهلهن – كما يفعل شبيحة بشار أحيانا ..ولم

يتركوا لونا من العذاب إلا وصبوه عليهم .. واعتأدوا منذ زمان أن يأسروا النساء ويضعوا

بعضهن في ثكنات الشرطة والجيش ليتناوبوا عليهن! .. قالت إحدى الضحايا : لي ولدان

لا أدري من أبواهما !!

..ولذلك حينما حاولت الأمم المتحة منذ سنوات –

إثر إحدى موجات المذابح المتتالية – حاولت أن تعيد بعض المسلمين إلى بورما .. ألقى

بعضهم نفسه في البحر ..ليموت غرقا ولا يعود إلى ذلك الجحيم !..وكثيرا ما يغرق منهم

عائلات في البحر وهم هاربون إلى بنغلادش أو غيرها .. في قوارب متهالكة مزدحمة

..وظروف جوية سيئة !

العالم[ المتحضر الأخرس] يهوى[الفرجة] على

إبادة المسلمين !:

 

والعالم المتحضر يتفرج ..وقد يقول بعض الكلمات والبيانات ..ولا يتعدى الأمر

مجرد الكلام الذي لا يجدي شيئا !

  مع

أن بعض المسلمين وبعض وسائل إعلامهم .. استنكرت ..ونددت ..وناشدت ..إلخ ولم يرتدع المجرمون

عن جرائمهم .. بل إن بنغلادش – وهي الأقرب إلى بورما .. والتي فر إليها أكبر عدد

من مسلمي بورما .. تعامل اللاجئين  البورميين

معاملة سيئة .. وتمنع بعض الجهات من مساعدتهم- بحجة ألا يغري ذلك غيرهم على اللجوء

إلى بنغلادش – حتى أطعموا أطفالهم أوراق الأشجار .. ذلك أن حكام بنغلادش تجردوا من

إنسانيتهم – فضلا عن محاربتهم للدين – فلا تحركهم رابطة دينية ولا يتعاطفون مع المساكين

من المنكوبين ( الروهنجيا ) الذين يعتبرون إخوانهم في الدين – لو كانوا يؤمنون به!

ولقد أصدر الأزهر –مؤخرا – بيانا يستنكر

جرائم الوثنيين البوذيين ضد المسلمين في بورما ..ويقول إن أضعف الإيمان ..أن نمدهم

بمعونات إنسانية !

.. وقد حاولت( منظمة التعاون الإسلامي ) أن

ترسل إغاثة لمسلمي بورما.. ولكن السلطات البوذية رفضت !

.. ولا يزال يقتصر دور الجميع على مجرد

الكلام والاحتجاجات ..دون أي إجراء عملي مجدٍ - بل بالعكس فإن إيران – مثلاَ - تستثمر

المليارات في بورما مما يسند اقتصادها الهزيل !

اضطهاد المسلمين ينتقل إلى دول بوذية أخرى !:

وكأن هذه المواقف السلبية ، أو الكلامية المجردة

– وغير الفاعلة أو المؤثرة ..شجعت البوذيين في بلاد أخرى على إهانة مواطنيها المسلمين

..أو المهاجرين إليها من بنغلاديش .. فقد تحرك بوذويو سيريلانكا [ سيلان] ..وتعدى

بعضهم على بعض المسلمين – خصوصا أن أكثرهم من عرق التاميل ..الذي احترب مع

السنهاليين ..  فأخذ بعض [ السنهال] يصب

جام غضبه وحقده وانتقامه على المسلمين خاصة !

.. وفي تايلاند نكل البوذيون بالمهاجرين

إليها من البورميين الروهينجيا .. فباعوا بعضهم بيعا .. وحاولوا أن يجبروهم على الردة

..ويفرضوا عليهم كفرهم وعقائدهم البدائية البهيمية ! ويردوهم إلى عبادة الأصنام

والأشخاص – في القرن 21 بدلا من عبادة الله الواحد الأحد..!

أين المسلمــون ؟! :

.. وما دام العالم الغربي والأمريكي – لا

يبالي بتلك المآسي ..ولا يأبه لها .. بل ربما ترضى بعض نظمه الرسمية عنها ..وقد

تؤيدها .. لأنها ضد مسلمين ! فما بال العالم الإسلامي (الرسمي خاصة ) لا ينتصر

لهؤلاء المستضعفين ؟..إلا باستنكار لفظي من البعض - كما أسلفنا – ولكن الدول

الإسلامية على الأقل  دول الجوار – في شرق

آسيا كبنغلادش وماليزيا وأندونيسيا- وحتى باكستان .. تستطيع أن تعمل أكثرمن مجرد القول

– وخصوصا إذا تعاونت معها البلاد الأخرى –وخاصة التي تتبادل الاعتراف والتمثيل

الدبلوماسي –مع [ ميانمار]!

يجب إثارة الموضوع دوليا:

.. وتستطيع هذه الدول – أوغيرها – أن تثير

الموضوع –على مستوى الأمم المتحدة .. وتستصدر القرارات والإجراءات الكفيلة بحماية

مسلمي بورما ..ووقف اضطهادهم ..وتعويض المتضررين ..وإعادة المهجرين ..وإجبار السلطات

على الاعتراف بهم كمواطنين بورميين أصلاء من مئات  السنين..يجب أن يتمتعوا بكافة حقوق المواطنة ..لا كما تفترض السلطات البوذية البورمية

..أنهم غرباء فتجردهم من جنسياتهم وتطردهم من أرضهم وديارهم!   بل وتبالغ في إيذائهم وتتستر على جرائم المجرمين

من البوذيين ..وتشارك فيها أجهزتها – بمختلف الصور ..لتجبر - من لم تقتله منهم –

على النزوح ..ومغادرة بورما..حيث تدعي سلطاتها أن المسلمين من بنغلادش ..,تريدهم أن

يغادروا بورما إليها !

 

ويجب اتخاذ إجراءات جدية .. لتحويل قضية مجرمي البوذيين – كمنظمة [ باغ] الباغية

البوذية المتعصبة ؛ وكبار الكهنة المشاركين في حملات القمع ..والمؤيدين لها

والمحرضين والقادة لها أكثر الأحيان – وقادة حملات الاعتداءات والإبادة والحرق

والتعذيب - .. يجب إحالتهم إلى المحاكم الجنائية الدولية .. !

..وإن كنا نخشى – بمجرد صدور أول حكم – أو

حتى حين يعرفون ( ظروف الاعتقال والحجز!) أن يتحول كل بوذيي ميانمار إلى مجرمين ..

لأن أقصى عقوبات المحاكم الجنائية الدولية .. أن تحكم على الجناة بالسجن ..وما

أدراك ما السجن – هناك - ..أحسن من أكثر قصور أغنياء بورما ..بل إن  المحكوم يجد من الظروف ..ما يعتبره نعمة كبيرة

.. يجد فيها الطعام والشراب والمأوى ..خير من الجوع والبؤس في بلاده!! إلا أن

يحولوهم – بدون ضمانات أو اشتراطات -! لقضاء عقوبتهم في بعض سجون العالم الثالث ..

التي يعتبر الموت أفضل من كثير منها .. في ظروف تعذيب ممنهج يتفنن فيه[الجلاوزة]

..!

 ..

وخصوصا تلك السجون الأمريكية السرية .. والتي كانت ترسل الولايات المتحدة بعض

معتقليها إليها عند بعض عبيدها – كسوريا ومصر في عهد حسني – وغيرهما .. حيث [

يُرُون] المعتقل [ النجوم في عز الظهيرة ! ..ويستنطقون الحجارة ..ويجبرون المرء

على الاعتراف بكل ما لم يفعل أو يعرف 

وبأنه ارتكب كل جرائم الأرض .. وحتى بأنه هو الذي اخترع الإرهاب ..وأنه

يعمل على قلب كل نظم العالم ..والتآمر على جميع أهل الأرض ..وبأنه هو الذي قتل كل

قتلى البشرية منذ عهد ( هابيل) وحتى الآن !!!

 

...بقي أن نقول إنا ناشدنا القاعدة أن تترك بلادنا في حالها .. وتذهب إلى

هؤلاء الشياطين الوثنيين ..وتحاربهم – بطريقتها – حتى تنسيهم وساوس شياطينهم

وأوثانهم !

.. وقدأصدرت القاعدة بيانا –بالفعل – بصدد الموضوع

..وهددت .. لكنها – كغيرها لم تفعل شيئا –حتى الآن- !.. وإذا كان من الصعب عليها أن[

تمسخ صور أصحابها ] حتى يتشبهوا [بالراخين] المشركين البورميين .. وحتى لا يُعرَفوا

هناك .. –وبذلك من الصعب عليها العمل داخل بورما ..فليس من الصعب عليها استهداف

سفاراتها ومصالحها في الخارج .. – على ألأقل – لتنبه العالم ليوقف ذبح المسلمين –

على الأقل – خوفا من تمدد وتركز ..و[ استغلال ] القاعدة لذلك الوضع الشاذ..الذي

يعتبر مغذيا كبيرا ورئيسا وفاعلا ..للتطرف والإرهاب ..حيث أن أكثر ما يسمونه

إرهابا ..إن هو إلا [ ردات فعل] لإرهاب أكبر وأشنع .. لكنه مغطى بأغطيات مختلفة –

رسمية وغير رسمية !  

وأخيرا .. أين أمريكا [ وجوقتها] عن منظمة

[باغ] الإرهابية البورمية المتطرفة؟! ولماذا لا تدرجها ضمن [المنظمات الإرهابية

]؟!

أم إن الإرهابي عندهم...هو كل مسلم يطالب

بحقه؟ ..

أما إن كان يحارب الإسلام والمسلمين .. فهو [

حبيبهم]؟؟!!

... ما أحوج المسلمين إلى دولة إسلامية كبرى

تحمل هما لمسلمين حيث كانوا وتدافع عن المظلومين والمستضعفين منهم .. ومن غيرهم

..ولا تأخذها في الله لومة لائم ..بل تكون قادرة على إيقاف أي ظالم عند حده

..وتخليص أي مظلوم وحقوقه من ظالميه ..وإقامة ميزان العدل الحقيقي في العالم

..وحفظ ( حقوق الإنسان) فعلا بصدق وشمول ..لا كالأدعياء الحاليين الذين قلما

يعتبرون[ غيرهم] من الإنسان الذي له حقوق يجب أن تراعى وتصان!