في حضرة Tun مجدداً

في حضرة Tun مجدداً

يسري الغول

[email protected]

لم ينتهي الحديث بعد، بل إنه لم يبتدئ أصلاً. ففي حضرة مهاتير محمد، لا تملك إلا الصمت، لمن يملك تجربة أذهلت القرن العشرين، حين غير بتجربته تلك معالم ماليزيا إبان فترة حكمه لها، فمن دولة زراعية بدائية إلى دولة صناعية رائدة، لم تتأثر بأعتى الخطوب، حتى الأزمة الاقتصادية الأخيرة بقيت أحد أقوة النمور السبعة.

ترهف السمع لأمجاد بائع الموز، وهو يتحدث بشجون كيف كان حلمه أن يشتري دراجة فقرر العمل منذ نعومة أظفاره، ليعطينا حافزاً نحو البحث عن الوسيلة للتقدم، وبعد ذلك يقول لنا والابتسامة لا تفارق مُحيّاه: التفكير والخبرة تأتي من المعرفة، ولقد تراجعنا حين لم نعد نبحث عن المعرفة، التي كان من الممكن لها أن تسهم في إنقاذ الأمة وجعلها في مقدمة العالم. فالقوة المعرفية تجعلنا ندرك مكامن صناعة القوة، فبدلاً من أن نكون دولاً استهلاكية، عالة على العالم، نشتري حتى السلاح الذي لا نعرف خطره لأنه قادم من دول قد تكون عدائية مستقبلاً لاختلاف القيم والدين والمصالح، بالفكر والمعرفة والعلوم سنصنع قوتنا، سنصنع السلاح والطائرات والسفن وسنصل الفضاء أيضاً، والفلسطينيون قادرين، إنهم مثقفين، عليهم أن يستثمروا ذلك لنصرة قضيتهم.

لقد تطور المسلمون وانتصروا بالبحث والمعرفة، وانتصر الغرب على المسلمين حين درسوا الإسلام لمعرفة مداخل العالم الإسلامي وموطن قوته، في حين أن المسلمين ابتعدوا عن دينهم وقرآنهم. انظروا للأندلس كيف وصلت من التقدم والرقي حين اهتمت بالمعرفة، وانظروا إليها بعد أن تركت العلوم وانشغلت باللذة. ولذلك فإن القرآن هو الفائدة لك في الحياة، ونأمل أن يعود الناس إلى القرآن كي يفقهوا الحياة، فالإسلام دعوة الوحدة والمعرفة والبحث، بينما الأديان الأخرى مقسمة ومفككة فكيف لها أن تحيي نفسها، ولكم أن تنظروا إلى الإنجيل والتوراة حتى تقرروا. ودعاة اليوم بحاجة إلى المعرفة والحكمة والموعظة الحسنة كي يدافعوا عن الإله، فلا جحود في الإسلام، ولا كراهية، إنما دعوة حب وتفاهم وحوار حتى نكون قادرين على الإقناع بالفكرة السليمة والفطرة الرشيدة.

ما أريد أن أختم حديثي به، هو أنكم بالشجاعة ستحققون انتصاركم، والشجاعة تعني أن تواجه الأخطار والخطوب حتى تصل إلى أهدافك دون أن تصاب بأي أذى، وأعلم أن ذلك صعب لكن من يملك العزيمة لا يصعب عليه شيء. وأنتم شباب قادرون على التغيير، فكروا وابحثوا وتعلموا وتطوروا كي نصل إلى فلسطين الحرة القوية الموحدة.