ضغوط الغربة وهمومها

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

الأبناء هم ثروة المغتربين الحقيقية ومن اجلهم يتحمل المغترب كل ضغوط الغربة وهمومها، ولكن بالرغم من ذلك ينسى ان هؤلاء الأبناء عندما يعودون الى الوطن ماذا يحدث لهم من اختلاف ما بين بيئة الاغتراب وبيئة الوطن :

ماهي اسباب الضغوط النفسية التي تحدث لأبناء المغتربين عندما يأتون للتحصيل الجامعي ؟

لا شك ان هنالك ضغوطًا نفسية علي ابناء المغتربين، منذ الميلاد مرورا بالمراحل التعليم المختلفة حتى الوصول إلى المرحلة الجامعية حيث يدفع كثير من الأباء أبناءهم بتكملة المرحلة الجامعية بأرض الوطن  وذلك حرصاً عليهم في أن ينشأوا في ظل الوطن بين أحضان الأهل والأحباب الذين هم العين الساهرة لهم بحيث يسعد الاباء بأن أبنائهم سوف يكونون في مناي من كافة الانحرافات السلوكية والاجتماعية .

 فالأبناء المغتربين مروا بتلك المراحل إضافة الى ذلك فقدوا بلدهم وتوجهوا الى بلد آخر ربما وُلدوا فيه او كانوا اطفالاً تربوا في ذلك البلد وتعودوا عليه كانه البيئة الام وتأثروا بثقافة البيئة الحاضنة لهم وتشربوا عاداته بالرغم من جهود الام والاب لربطهم بالوطن ولاننسى ايضًا ان الوالدين يعانون من ضغوط نفسية في بلد المهجر لانهم تركوا وطنهم وذهبوا الى وطن آخر حاملين معهم كل عاداتهم وتقاليدهم السمحة محاولين ان يغرسوها في نفوس ابنائهم، فتأتي النقلة الاخرى للابناء لذلك تحدث ضغوط نفسية لاصطدامهم بالواقع، ولغياب المعلومات عن الوطن  لأن اهلهم يمتلكون معلومات قديمة عن العادات وثقافة الوطن  التي لم تصبح واحدة وكل هذا عندما يأتي الطالب للجامعة ويحتك بهذه الاشياء تحدث له حالة من الصدمة وتكون الصدمة الاولى له، اما الثانية فتأتي من عزل زملائهم لهم كما ان الطلاب ينعتونهم بأسماء وأوصاف وكلمات تضايقهم مما يجعلهم يلجأون الى العزلة وذلك بدلاً من ان يحتضنهم المجتمع الجامعي، كما انهم من اكثر الشرائح التي تكون عرضة للضغوط النفسية في تلك الفترة.

كيف يكون الحل لتفادي تلك الضغوط؟

حلها في ان ابناء المغتربين لابد من ان تقام لهم دورات تدريبية لتعريفهم عن الفقد والضغوط النفسية وأسبابها وطريقة التعامل معها وكيفية تفاديها وتمليكهم هذا المهارات حتي يتفادوها بجانب تمليكهم مهارات التواصل، كما ان الحل ليس فقط في عزلهم بل يجب ان تكون البيئة حاضنة لهؤلاء الطلاب ولا ننسى ان المهاجرين لهم دور كبير في تنمية وتطوير البلد من النواحي الاقتصادية وغيرها، ويفترض ألَّا تكون المؤسسات الجامعية مصدر ضغط نفسي عليهم بل يجب على الجامعات والاتحادات ان تضع نظامًا يساعدهم في الاندماج والتقبل الوطني ويكون هنالك دورات تحت اشراف الاتحادات وعمادات الطلاب والجامعات تعمل في هذا الجانب لمساعدتهم على الخروج من العزلة المجتمعية.

 ما هي الطريقة المثلى لأبناء المغتربين لتقبل العادات بدلاً من حدوث الصدمة؟
اعتقد ان ابناء المغتربين متقبلون للعادات القديمة التي يمتلكها اباؤهم والتي مر عليها اكثر من «20» عامًا ولكن الآن هنالك حالة من التحول والتشكل لهذه الثقافات، كما ان آباءهم لم يضعوا في اعتبارهم هذه المتغيرات، وان آباءهم من المحتمل انهم يحملون ثقافة منطقة واحدة، اذن فالطريقة المثلى لابناء المغتربين لتقبل العادات والثقافات هي امتلاكهم لمهارات الذكاء العاطفي التي يستطيعون من خلالها ان يتقبلوا هذا العادات كما ان ابناء المغتربين لهم مميزات تميزهم عن الآخرين في انهم اختلطوا واحتكوا وعايشوا شعوبًا أُخرى ملكتهم هذه التجربة ثقافات متعددة كما ان هذا يصب في مصلحتهم، لذا فإن تباين الثقافات في الوطن سيكون من السهل ان يتقبلوه لكن اصل المشكلة ان هنالك في ذاكرتهم العادات القديمة التي انطبعت لهم من آبائهم وامهاتهم.

لماذا يلجأ الشباب الى تعاطي المخدرات؟ وما هي المخاطر النفسية التي تواجه هجرة الشباب؟ وما الخطوات التي يجب ان يتبعها المغترب حتى يتأقلم مع بيئة الاغتراب؟ وكيف يتم دمجه نفسيًا في المجتمع بعد العودة؟

تساؤلات حائرة في أذهان كلا الفئتين من الشباب وأولاء أمورهم فهي أسئلة حائرة تبحث عن حلول على أرض     الواقع !!!...