تصريحات غريبة‏!

تصريحات غريبة‏!

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

يفترض في وزير الثقافة المصري أن يعبر عن الشعور الجمعي الذي يحكم الغالبية العظمي من المصريين‏,‏ وليس عن انتماء أو غزل لفصيل من الفصائل السياسية أتيح له علي مدي ستين عاما أن يستحوذ علي الوسائط الثقافية وينشر أفكاره ومفاهيمه بسطوة الاستبداد والفاشية‏.‏

السيد الوزير يطلق تصريحات غريبة تصادم ثقافة الشعب المصري المسلم وتفتري عليه وتصب في خانة خلعه من عقيدته وتراثه وهويته الإسلامية. فسيادته يدعو إلي الحفاظ علي الهوية المصرية في مناهج التعليم, والخطاب الدعوي وفوق المنابر التي تحول بعضها- كما يدعي- للهجوم علي الثقافة ومحاولة اختزالها في صبغة واحدة فقط متجاهلة ثقافة سبعة آلاف سنة.

وزير الثقافة كان أزهريا ومعمما وقرأ القرآن الكريم والأحاديث النبوية, وعرف بحكم تخصصه في التاريخ أن الحضارة الإسلامية حضارة هاضمة وحضارة راقية تفيد من العناصر الصالحة وترفض العناصر التي تضر بالإنسان وتتصادم مع طبيعته وفطرته, ولا بد أنه طالع الآية الكريمة: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق.., وطالع أيضا: قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن.., وفي الآيتين الكريمتين علي إيجازهما منهج للثقافة الإسلامية المتفتحة المتفاعلة مع ما يسبقها من حضارات وما يلحقها من ثقافات, وهي ثقافة المصريين جميعا منذ أربعة عشر قرنا.

كلام الوزير عن هجوم المنابر علي الثقافة غريب ولا وجود له, وأظنه يعلم جيدا أن أجهزة الأمن في النظام السابق كانت تحرم الخطباء المثقفين من اعتلاء المنابر, ولا توافق إلا علي تعيين محدودي الثقافة الذين لا علاقة لهم بالقراءة أو الفكر; وفقا لسياسة تجفيف المنابع.

سيادة الوزير ابن الأزهر الشريف مسكون بهاجس رفض الثقافة الإسلامية التي هي ثقافة الشعب المصري كله, ومشغول بمواجهة دعوات الحلال والحرام الخاصة بالثقافة(؟) والدفاع عن الهوية المصرية(؟) لأن طبيعة المصريين وروحهم الإنسانية لن تتغير بسهولة؟

ثقافة الشعب المصري- كما يعلم معالي الوزير- ثقافة إسلامية قبل الثورة وبعدها, ولن تكون شرقية أو غربية!