مؤامرة داعش المكشوفة

رغم تطعيمها بأرقى أساليب التكنولوجيا..

م. هشام نجار

الرئيس الأسبق للتحالف الوطني لقوى الثورة السورية

najjarh1.maktoobblog.com

إخواني الاعزاء..

لم يعد احد في عالمنا العربي الا وقد اقتنع بشكل او بآخر من ان هناك مؤامرة دولية تحاك ضد هذه الامة .

كتبت في مقالة سابقة كيف ان مختبرات الغرب تعمل جاهدة على تطوير اختراعات المؤامرة .. الا ان هذه الاختراعات كالجرائم ، فكما انه لايوجد جريمة كاملة ، كذلك لا يوجد مؤامرة كاملة.

 كل ما علينا ان ندرس المؤامرة ونحللها ثم نستنتج نقاط ضعفها وهذا ليس امرا صعبا اذا عملنا جاهدين من اجل ذلك.

تعتمد المؤامرة على خميرة اساسها مأخوذ من مجتمعنا ثم يضاف الى الخميرة بقية المواد لتتحول الى مركب جديد يتم توجيهه كما يرغب اعداؤنا.

فعندما اسس اسامة بن لادن ما أصطلح على تسميته بتنظيم القاعدة وجدت المخابرات في هذه الولادة الهدف الذي ترغب به.فأدخلت فيه من تشاء وتم السيطرة على هذا التنظيم وتوجيهه الجهة التي تخدم مصالح اعداءنا

امثال هذه التنظيمات(المفتوحة) والتي لا حدود لها سهل اختراقها حيث القيادة في مكان محاصر والاتباع موزعون عبر دول العالم . فتشكيل تنظيم في " تشاد " مثلا من قبل مخابرات اجنبية ونسبه للقاعدة لايحتاج الى جهد كبير سوى التضحية بشخص او شخصين من الأجانب مع تركيز اعلامي ليصبح هذا التنظيم التشادي قاعدي بجدارة .. فترحب القياده به دون ان تعلم حتى أسماء منتسبيه.

اخواني الأعزاء..

يبدو ان تنظيم القاعدة قد استهلك تماما من قبل مخابرات الدول الغربية بعد ان اغتيل مؤسسها واصبح تركيزها الحالي سياسيا اكثر منه إلتزاما دينيا .. بمعنى آخر فقد تحول التنظيم الى محاربة الديكتاتوريات العربية كنظام الاسد دون التدخل بطريقة الشعوب في اسلوب تنفيذ معتقداتها على الاقل في مرحلة الثورة ..قد يكون هذا صحيحا ومثال ذلك هو تنظيم النصرة فقد طرأ تحسن على أدائها مما خفف من توجيه الإنتقادات لها ..بل انها حازت على الإعجاب في معارك حربية عديدة ضد العدو الأسدي مما اكسبها تأييداً

هذا الانعطاف لتنظيم القاعدة لم يعجب المخابرات العالمية.. فهي تحتاج الى تنظيم يقال عنه انه يمثل الاسلام ومهمته طعنه والاساءة اليه وهو تنظيم ذو رأسيين.

 الرأس الاول : مهمته الإساءة الى الاسلام واظهاره كوحش مفترس كل ما فيه خنجر وحبل للتعليق ومسامير للصلب وصندوق للحرق

والرأس الثاني : سياسي والغاية تخويف الديكتاتوريات العربية منه حتى تلجأ هذه الديكتاتوريات الى الحضن الامريكي علها تجد الدفء والرعاية وما على هذه الدول الا ان تقدم مراسيم الطاعة للامريكان.

فكان اختراع داعش لتعويض القصور الناتج عن تعديل القاعدة لسياستها.

ولكن رغم التقدم التكنولوجي المخابراتي فإن هناك عيوبا جسيمة كشف عمالة التنظيم الجديد منذ ولادته المفاجئة.

ماهي هذه العيوب:

1- منطق الاشياء هو التطور وهذا مبدأ كوني بتصميم ابدعه خالق الكون.فلايمكن ان تزرع شتلة اليوم لتجني محصولها في اليوم التالي 

الا في حالة داعش الفريدة في ولادتها ونموها وتمددها فقد تم اخراجها على المسرح في يوم واحد ووجدناها في الموصل خلال ساعات لتقضي على فرق عسكرية كاملة.ثم نسمع عن سيطرتها على الرقة في عدة ايام.

وهذه نقيصة ضد منطق الاشياء.وقع فيها مخترعها.. 

2- لم يستطع مخترعها حتى الآن شراء شخصية اسلامية مهابة ومعروفة تكون راسا مقنعا لهذا التنظيم. بينما مثلاً في حالة القاعدة كان لها قيادة من شخصيات معروفة . ثرية وذات سمعة طيبة سواءا في مصر كعائلة الظواهري او عائلة بن لادن اضافة الى ضباط برتب عالية كان لهم تاريخ مشرف في حرب 1973 ووصلوا الى رتب عالية.

وهذه النقيصة الثانية تجعل الشبهات تدور حولها.

3- الافلام التي يتم عرضها كما يقول امريكيون متخصصون فيها دقة كبيرة وهذه الدقة هي مصدر ضعف هذا التنظيم وليست في مصلحته.

4- كل معاركة كانت ضد الأقليات التي لم يصدر منها أذية مباشرة يستوجب قتالها . كالإزيديين او اكراد سوريا.. الا ان حربه ضدهم ولد حساسيات مرغوبة لدى مخابرات الدول الغربية فبعد استيلائهم على قراهم انسحبوا منها مما ولد ردود فعل عند هذه الأقليات لتنتقم بعدها من المسلمين السنة وهذا جزء من المخطط المشبوه الموكل الى داعش.

5- لم يخوضوا معركة واحدة ضد النظام الاسدي سوى معركة مطار الرقة ومازالت التحليلات قائمة حول الاسباب الكامنة لتسليم هذا المطار.حيث ان كل القيادات الطائفية تم ترحيلها قبل السقوط المصطنع للمطار ليبقى فيه جماعات قيل انهم غير مرضى عنهم فأحيلوا الى داعش فتم ذبحهم.

6- من اجل اشراك كل العرب في المؤامرة الداعشية فقد تم اسقاط الطائرة 

الاردنية وحرق طيارها.. واتبعتها داعش (كما قال الاعلام) اليوم بذبح 21 قبطيا دون مبرر واحد وذلك لتوريط مصر وفتح الخزان المالي الخليجي للسيسي بحجة الدفاع عنهم ..

وبذلك يكون كل العرب في حالة استنفار ضد داعش بينما الفرس يقضمون ارض العرب ونحن لاهون بداعش.

7- جريمة ذبح يابانيين كان لها هدف واحد صب في رغبة امريكا اولا وهي رغبة قديمة بنشر قوات يابانية خارج حدودها لمصلحة امريكا ، بينما كانت اليابان تتمسك دائمة باتفاقية احتلالها في الحرب العالمية الثانية والتي تتلخص بعدم نشر اي قوات خارج حدود اليابان . بينما اقر اليوم مجلسها النيابي نشر قوات خارج حدودها فأدت داعش هذه المهمة.

اما اجتهادات داعش في العقيدة حسب التخطيط المخابراتي فيبدو انها وصلت الى تحريف حتى في ايات الله بحجة ان الصفويين تلاعبوا فيه. ويعتقد مخترعو داعش ان مثل هذه السذاجة ستؤثر على دين سماوي قال الله سبحانه وتعالى فيه (إنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون

اخواني الاعزاء..

الكتابة عن مؤامرة الغرب ضد العرب والمسلمين تطول... ولكن كل منا عليه واجب التوعية من خطر هذه الاختراعات والتركيز على خطر واحد يجتاحنا جميعا في الوقت الحاضر وهو نظام الاسد وغربان بني فارس فهؤلاء هم ابو داعش اما امه فهي المخابرات الغربية ..