دروس وعبر من الفتوحات العربية الإسلامية لبلاد الشام 1-3

دروس وعبر من الفتوحات العربية الإسلامية

لبلاد الشام

د. أبو بكر الشامي

فضل الشام وأهله ( 1 )

* بلاد الشام تاريخيّاً : هي البلاد التي تضم اليوم : فلسطين ، وسورية ، والأردن ولبنان .

قال ابن الفقيه الهمداني ( أجناد الشام أربعة : حمص ، ودمشق ، وفلسطين ، والأردن ). مختصر كتاب البلدان...

وهي بلاد عظيمة مباركة ، خصّها الله بالفضل في قرآنه العظيم في أكثر من موضع ، كما وردت في فضلها عشرات الأحاديث النبوية الصحيحة ، ولقد أجمع علماء الأمة ، وفضلاؤها ، وعقلاؤها ، على فضلها وبركتها أيضاً...

* قال تعالى مخبرًا عما قاله موسى عليه السلام لقومه (( وإذ قال موسى لقومه يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ، وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ ، فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ )) المائدة 21
ولقد روى ابن عساكر ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، أن الأرض المقدسة :
هي ما بين العريش إلى الفرات ، وروى عبد الرزاق عن قتادة أنها الشام ، والمعنى واحد . تفسير المنار
* وقال الله تعالى : ((
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى ، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ، إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) الإسراء 1

فقد أخبر الله في هذه الآية ، أنه بارك الأرض التي حول المسجد الأقصى ، وهي أرض الشام التي تشغلها الآن : سورية ، ولبنان ، والأردن ، وفلسطين .

وهذه البركة غير مقيدة ، فهي شاملة لكل أنواع البركة ، بركة بالثمار ، والأنهار، والأنبياء ؛ فهو مبارك ببركات الدنيا والآخرة .
* وقال تعالى يتكلّم عن سيدنا إبراهيم عليه السلام : ((
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ )) الأنبياء 8
ولا خلاف بين جميع أهل العلم بأن هجرة إبراهيم عليه السلام كانت من العراق إلى الشام . ( تفسير ابن جرير ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( معلوم أن إبراهيم إنما نجاه الله ولوطًا إلى أرض الشام من أرض الجزيرة والعراق ). مناقب الشام وأهله
* وقال الله تعالى ((
وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ ، وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ، إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )) يونس 93

والمبوأ : هو مكان الإقامة الأمين ، وأضيف إلى الصدق لدلالته على صدق وعد الله تعالى لهم به، وقد ذكر ابن جرير أن هذا المكان هو الشام وبيت المقدس.

* وأما أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم في فضل الشام فهي كثيرة ومنها: - عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم نؤلف القرآن من الرقاع ( أي نجمعه ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا طوبى للشام ، يا طوبى للشام ، يا طوبى للشام  ) .!

فقلنا لأي ذلك يا رسول الله ؟ قال : ( لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها ). أخرجه الحاكم والترمذي ، وصحّحه الألباني .
- وعن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (
سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودًا مجندة ، جند بالشام ، وجند باليمن ، وجند بالعراق ). قال ابن حوالة : خِرْ لي يا رسول الله إن أدركت ذلك ، فقال :

( عليك بالشام ، فإنها خيرة الله من أرضه ، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم ، واسقوا من غدركم ، فإن الله توكل لي بالشام وأهله).

 أخرجه أحمد والحاكم وأبو داود ، وصحّحه الألباني رحمه الله

قال العز بن عبد السلام رحمه الله : أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، أن الشام وأهله وساكنيه في كفالة الله تعالى وحياطته  ، ومن حاطه الله تعالى وحفظه لا ضيعة عليه .
- وعن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي قال : (
اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ).

قالوا يا رسول الله ، وفي نجدنا .!؟

قال : ( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا )

قالوا يا رسول الله ، وفي نجدنا .!؟

فأظنه قال في الثالثة : ( هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان ). البخاري
والمراد (
بنجد ) الوارد في الحديث ، العراق .

قال الخطابي : نجد من جهة المشرق ، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها ، وهي مشرق أهل المدينة ، وأصل النجد ما ارتفع من الأرض.

 فتح الباري
- وأرض الشام رباط وثغر إلى يوم القيامة ، وهي عقر دار المؤمنين ، كما جاء في حديث جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنْدِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم ؛ فَقَالَ : (
لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَحَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ، وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَعُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ ).

أخرجه النسائي وصحّحه الألباني .

-        وعن معاوية رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال :

( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين ،لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ) رواه الترمذي وأحمد وابن حبان

-         عن أبي الدّرْدَاءِ رضي الله عنه ، أنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ :

( فُسْطَاط المُسْلِمِينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ بالْغُوطَةِ إلَى جَانِبِ مَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشّامِ ) رواه أبو داوود وصحّحه الألباني رحمه الله
والغوطة هي المنطقة المحيطة بدمشق من شرقها تقريبا ، وهي في محافظة ريف دمشق الآن .

-        وعن أبي أمامة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من امتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب .) رواه الطبراني

* وأما أقوال العلماء في الشام فأكثر من أن تحصى ، ولقد اخترت منها قول المقدسي في : ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) ، حيث قال :

(( إقليم الشام جليل الشأن ، ديار النبيين ، ومركز الصالحين ، ومطلب الفضلا ،

به القبلة الأولى ، وموضع الحشر ، والمسرى ، والأرض المقدّسة ، والرباطات الفاضلة ، والثغور الجليلة ، والجبال الشريفة ، ومهاجر إبراهيم ، وقبر وديار أيوب وبئره ، ومحراب داوود وبابه ، وعجائب سليمان ومدنه ، وتربة إسحاق وأمّه ، ومولد المسيح ومهده ، وقرية طالوت ونهره ، ومقتل جالوت وحصنه ، وجبّ أرميا وحبسه ، ومسجد أوريّا وبيته ، وقبّة محمد وبابه ، وصخرة موسى ، وربوة عيسى ، ومحراب زكريا ، ومعرك يحي ، ومشاهد الأنبياء ، وقرى أيوب ، ومنازل يعقوب ، والمسجد الأقصى ، وقبر موسى ، ومضجع إبراهيم ، ومقبرته ، وموضع لقمان ، ووادي كنعان ، ومدائن لوط ، وموضع الجنان ، والباب الذي ذكره الرجلان ، والمجلس الذي حضره الخصمان ، وقبر مريم ، وراحيل ، ومجمع البحرين ، مع مشاهد لا تحصى ، وفضائل لا تخفى ، وفاكة ورخا ، وأشجار وأميا ، وآخرة ودنيا ، به ترقّ القلوب ، وتنبسط للعبادة الأعضاء ... إلخ )).

وبعدُ ... فهذه هي الشام ، وهذا هو فضلها وفضل أهلها ...

ولقد تسلّط عليها اليوم حفنة من اليهود وعملائهم الأوباش في غفلة من العرب والمسلمين ، وعاثوا فيها تقتيلاً ، وظلماً ، وإذلالاً ، وتخريباً ، وتدميراً ، عبر ما يزيد على خمسين سنة من السنين العجاف ...

ثم انتخى لهم أهل الشام النجباء ، خيرة الله في خلقه ، رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً ، يتقدّمهم ، ويحدو ركبهم ، أبطال جيشنا السوريّ الحرّ النشامى ...

ويشدّ من أزرهم كل أصيد أغرّ من أهل التوحيد ، ومن أبطال العروبة والإسلام من أمتنا المجيدة ...

وأيم الله ، لو لم نجد إلا الذرّ لنجاهد به ، لما تركنا قتلة الأنبياء ، وأبناء الخنازير ، وأكلة لحوم البشر ، ولصوص التاريخ ، وعملاءهم الأوباش من القرامطة والحشّاشين وأحفاد أبي رغال وابن العلقمي ونصير الكفر الطوسي من الباطنيين والرافضة المجوس الصفويين ، يعيثون في شام الأنبياء والمرسلين ، وموطن العلماء العاملين ، ودار الأبدال الصالحين ، وقبلة المجاهدين الفاتحين وفينا عين تطرف ...

فيا خيل الله اركبي ، و يا رياح الجنّة هبّي ، و يا جنود الله شدّوا ، و يا مآزن الشام كبّري ...

بسم الله الرحمن الرحيم

((قاتلوهم يعزّبهم الله بأيديكم ، ويخزهم ، وينصركم عليهم ، ويشف صدور قوم مؤمنين ، ويذهب غيظ قلوبهم ، ويتوب الله على من يشاء ، والله عليم حكيم  )) التوبة 14   صدق الله العظيم

***************

لماذا كانت حركة الفتوح  (2)

لقد جاء الإسلام العظيم لتحرير البشرية من العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد.  ولقد كانت رسالته الخالدة بمثابة إعلان عام لتحرير الإنسان من تسلّط الطغاة ، وكان العرب هم رأس الحربة في هذه الثورة الكونية الهائلة ، ولقد فهم العرب دورهم القيادي في هذه الرسالة منذ اللحظة الأولى ، وأدركوا أهمية الدور المنوط بهم فيها ، ولذلك فقد منحوها ومنحوا رسولها كل ما يملكون من وقت وجهد ، واسترخصوا دونها الأنفس والأموال والأولاد والأوطان ، كما فهموا أيضاً من الصفة العالمية لهذه الرسالة الخالدة ، أن من حق البشرية أن تصلها هذه الدعوة الكريمة ، ومن حق الإنسانية أن تسعد بالعيش تحت ظلالها الوارفة ، وأن لا تقف عقبة أو سلطة أو طاغوت في وجه هذه الدعوة الشاملة .

ومن حقها كذلك أن تُترَك حرّةً لتختار هذه العقيدة دون أي عائق ...

فإذا أبى فريق من الناس أن يعتنق رسالة الإسلام بعد التوضيح والبيان فهذا شأنه ، ولكن لا يجوز له أن يصد الدعوة عن طريقها ، وعليه أن يعطي من العهود والمواثيق ما يكفل لها الحريّة والاطمئنان ، ويضمن لها المضي في طريقها بلا عوائق ولاعدوان .

في حدود هذه المعاني والمباديء السامية كان الجهاد في سبيل الله ، لا لإكراه الآخرين على الدخول في الدين ، فلقد حسم القرآن هذه المسألة منذ البداية فقال : بسم الله الرحمن الرحيم (( لا إكراه في الدين ، قد تبيّن الرشد من الغيّ )) البقرة (256). ولكن للتخلية بينهم وبين هذه العقيدة الخالدة ، بعد تحطيم كل الحواجز ، وإزالة كل العقبات ، وتذليل كل الصعوبات ، التي تحول بينهم وبينها ، ثم ترك الحريّة لهم بعد ذلك (( فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر )) الكهف (29 ).

وسوف نرى في هذه الدراسة إن شاء الله ، كيف أدار الصحابة الكرام رضوان الله عليهم عملية الجهاد المباركة ، بعد انتقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم إلى جوار ربه ، بأعلى درجات الكفاية والدراية والعبقرية ، فحطّموا طواغيت العرب والفرس والروم في وقت واحد ، واقتلعوا الشرك من جزيرتهم العربية ، ثم أرسوا دعائم أعظم دولة ، وأرقى نظام في تاريخ البشرية ، ولقد صنعوا في ربع قرن ، ما يعجز عنه غيرهم في دهور وقرون.

ثم خرجت جحافلهم المظفّرة ، فانساحت شرقاً حتى وطئت بحوافر خيلها تربة الصين ، وغرباً حتى خاضت في مياه الأطلسي .!!! 

****************

خطة جهادية مذهلة ( 3 )

بعد أن قُمعت الردّة وأُخمدت نار الفتنة في جزيرة العرب  ، أراد الخليفة الراشد أبو بكر الصدّيق ( رض ) أن يستثمر الزخم الجهادي المتدفّق للعرب ، والروح المعنوية العالية للمسلمين ، فأصدر قراره التاريخيّ الرائع  ( الفتوحات الإسلامية ) وفتح له باب التطوّع ، وبدأ بالعراق ، فأوعز إلى قائده المبدع خالد بن الوليد  ( رض ) _ وكان قد فرغ لتوّه من القضاء على المرتدّين ، وعلى رأسهم مسيلمة الكذّاب في اليمامة _ أن يدخل العراق من جنوبه الشرقي ، كما كتب إلى عِياض بن غنم ، وهو قائد آخر يلاحق فلول المرتدّين في منطقة الحجاز ، وأمره أن يدخل العراق من شماله الغربي ، بحيث يطبقان على غربيّ نهر الفرات بفكّي كمّاشة ، وأمرهما أن يلتقيا في الحيرة ، وأيهما سبق إليها فيكون هو الأمير ، ومنها يزحفان إلى المدائن عاصمة الفرس .. !!!

ترى .. أين تعلّم أبو بكر الصدّيق ( رض ) فنون الستراتيجية والحرب حتى يضع مثل هذه الخطة الرائعة .!!؟

يقول العسكريون : الخطة البسيطة الواضحة هي أهم عنصر في نجاح القائد .!!

فما أبسطها ، وما أوضحها ، وما أروعها ، من خطة … !

إنها خطة ذات مرحلتين ، في المرحلة الأولى : يتم الإطباق على غربي نهر الفرات وتطهيرها من القوات الفارسيّة ، وهي منطقة قريبة من صحراء العرب ، ولهم خبرة كبيرة فيها ، فإذا نجحت الخطة ، فيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية :

وهي الوثوب إلى المدائن من قاعدة ارتكاز متقدّمة في ( الحيرة ) بعد أن يتأمن ظهر المسلمين وجنباتهم ...

أما إذا لم تنجح الخطة ، فيلوذ العرب بصحرائهم القريبة ، فهم بها أعرف ، وعدوّهم بها أجهل ، حتى يتم الإعداد لخطّة جديدة ، ووثبة متجددة … وهكذا …

وتحرّك الأسطورة خالد ( رض ) على رأس ثمانية عشر ألف مجاهد لتطبيق الخطة المرسومة ، فدخل العراق في شهر محرّم سنة اثنتي عشرة للهجرة ، الموافق لشهر نيسان من سنة (633 م ) مبتدئاً بثغر العراق الجنوبي ( الأُبلّة ) التي كانت أشهر ميناء على شط العرب ، والتي تبعد عن موضع البصرة الحالية ( التي لم تكن موجودة ) حوالي أربعة فراسخ ( 22 كم ).

ولم تمض إلا ثلاثة أشهر فقط ، حتى حقّق خالد أهدافه ، ووصل إلى غايته ، ودخل الحيرة فاتحاً في شهر ربيع الأول من سنة اثنتي عشرة للهجرة النبوية الشريفة ، الموافق لشهر أيار سنة 633 ميلادية .

بعد أن خاض مع الفرس عدّة معارك عسكرية مظفّرة ، أرعب فيها الفرس ، وكسر ظهرهم ، ودوّخ قياداتهم ، وكان يسبقه صيته مسيرة شهر .