المسلمون في إيران.. معاناة فوق معاناة

خالد سندي

يشكل المسلمون من أهل كتاب الله وسنة رسوله ما بين ٢٥- ٣٠% من سكان إيران البالغ (٧٣) مليون نسمة، وهي نسبة ليست بقليلة بكل المقايس، وينبغي أن يكون مشاركتهم في إدارة الدولة وحظهم من خطط التنمية بنفس النسبة، وهو حق طبيعي كما هو الحال في كل دول العالم .

ولتسليط الضوء علی أوضاعهم في هذه الدولة التي تدعي الإسلام، سنقوم بدراسة تلك الأوضاع من الجانب الديني والسياسي والإقتصادي.

الوضع الديني:

ربما يظن أحد أن دولة سميت بـ " جمهورية إسلامية " يتمتع المسلمون في ظلها بكامل حقوقهم الدينية التي لا يجدونها تحت أنظمة الحكم الأخری في البلاد الإسلامية. وقد يظن أيضا أن هناك عشرات الجرائد والمجلات الدينية التي تعتني بنشر الثقافة الإسلامية، وهناك مٶسسات تتكفل بطبع ونشر الكتب الدينية المختلفة وبأسعار مناسبة لتكون في متناول أيدي الجميع، وكذلك قد يظن أن ثمة مدارس وجامعات إسلامية لتخريج العلماء والخطباء والدعاة، ومئات المساجد تبنی سنويا في طول البلاد وعرضه. نعم كل من لم يطلع علی أوضاع المسلمين هناك يظن ذلك وربما أكثر، لكن تخيب كل الظنون وتخسر، وتتلاشی كل الأحلام والأفكار وتتبدد، عندما يضع الإنسان قدميه علی أرض الواقع، ليجد أن أهل الإسلام الحقيقيين هم  أشد الناس تعرضا للإضطهاد والظلم والإستبداد وخنق الحرية الدينية. ويكفي لتبديد كل الأحلام والأفكار أن يعلم أن طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تسمح ببناء مسجد للمسلمين فيها لإقامة الشعائر الإسلامية، رغم مطالباتهم المتكررة منذ مجيء الخميني إلی سدة الحكم في إيران عام ١٩٧٩، ورغم أن المسلمين في هذه المدينة وحدها يبلغ عددهم مليونا ونصف المليون، في الوقت الذي لباقي أصحاب الديانات الأخری معابدهم الخاصة بهم رغم أن عددهم لا يبلغ نصف عدد المسلمين.

وليس هذا فحسب، بل أن النظام الكهنوتي لا يسمح للمسلمين حتی بشراء دار لتحويله إلی مسجد، وأشنع منه أنه يمنع حتی من إقامة الشعائر الإسلامية علنا، كصلاة الجمعة والعيدين، مما تضطر كل مجموعة صغيرة من عشرة أشخاص أو أقل أو أكثر للإجتماع في دار أحدهم سرا وبعيدا عن أنظار الأجهزة القمعية لإداء شعائر دينهم.

وأما المساجد في سائر مناطق المسلمين فبدلا من بناء الجديدة منها، يقوم نظام "ولاية الفقيه" بهدم القائم منها أو الإستيلاء عليها وتحويلها إلی مٶسسات أخری تابعة للدولة، مع أنها بنيت بأموال المسلمين الخاصة وبعرق جبينهم في الفترات السابقة للنظام الكهنوتي الصفوي الحالي. ولقد قامت جرافات مخابراته الحاقدة علی الإسلام، ليلة ١٤ شعبان عام (١٤١٤ هـ )، وهي مناسبة وصول الخميني- عليه من الله ما يستحق-  إلی إيران، بهدم مسجد فيضي في مدينة مشهد الإيرانية، بعد أن حاصر مسلحو حرس الخميني المنطقة، وحتی هتكوا قدسية المصاحف والكتب الدينية الأخری، فأصبحت كلها تحت الأنقاض.

ولقد شاهدت في بعض الفضائيات كيف أن الأطفال هرعوا في الصباح إلی مسجدهم الذي تحول إلی أنقاض، وأخذوا يبحثون عن المصاحف تحت أنقاضه، وإذا صادف أن وجد أحدهم مصحفا سالما يفرح، وبفرح غامر يفض عنه التراب. ومسجد فيضي إضافة إلی أنه كان مسجدا أثريا مضی أكثر من مائة عام علی بنائه، ويصلي فيه آلاف المصلين، فقد كان مركزا علميا وثقافيا يقصده طلبة العلم من داخل إيران وخارجه، إلا أن سليلي إبن سبأ ما كان يروق لهم أن يروا المسلمين وهم يتلقون الدين الحق الذي أتی به رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)، والتوحيد الخالص، ويتخرجون من المسجد المذكور وهم متسلحون بالعلم الشرعي الأصيل، فحولوه إلی ركام، ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ سورة البقرة/١١٤، و ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ سورة التوبة/٣٢.

وأما حال المساجد في المناطق الأخری فليست بأفضل، وخاصة عربستان في الجنوب، وبالأخص مدينة الأحواز وأطرافها، إذ تقوم أجهزة مخابرات كهنة طهران بالإستيلاء علی المساجد القائمة وتحويلها إلی مراكز تابعة للدولة، وفي الوقت نفسه، لا أنه لا يبني مساجد جديدة، بل يمنع من بنائها حتی بأموال المسلمين الخاصة، ويضطر كثير منهم وخاصة جيل الشباب بأداء صلاة الجمعة سرا في البيوت بعيدا عن أنظار الأجهزة القمعية خوفا من بطشها.

إذا كان هذه حال بيوت الله التي يرفع فيها إسمه ويسبح فيها بالغدو والآصال في ظل حكم "ولاية الفقيه" فما بالك بحال العلماء والدعاة إلی الله تعالی ؟! بإختصار شديد أقول أن الإغتيال والإعتقال التعسفي والتعذيب الجسدي والنفسي وتقييد حركاتهم، سجلها أسوأ ما يكون، حتی أن الحكومة تمنع كثيرين منهم من السفر لأداء فريضة الحج، وتمنع آخرين من المشاركة في المٶتمرات الإسلامية، مما إضطر كثيرون إلی مغادرة إيران، والباقون صامدون صابرون محتسبون.

وقائمة أسماء العلماء الذين تعرضوا للتصفيات الجسدية علی يد جلاوزة نظام الكهنة منذ ثمانينات القرن الماضي طويلة، وللإستشهاد لذلك نذكر منهم أحمد مفتي زاده الذي كان من كبار علماء ودعاة الإسلام في كردستان الشرقية، وكان ممن شارك في ثورة الشعوب الإيرانية ضد نظام شاه إيران، وبعد إنتصار الثورة ذهب إلی الخميني وطالبه بأن يفي بوعوده، فقال الخميني بالحرف الواحد ودونما حياء كنا آنذاك ضعفاء، فكافأه الأخير بأن أودعه السجن وعرضه لأقسی أنواع التعذيب الوحشي الذي تقشعر منه الأبدان، وقضی عشر سنوات في السجن، حتی أوشك علی الموت فأخرجوه ليموت خارج جدران معتقله بفترة قصيرة عام ١٩٩٣م. ولقد رأيت صورة له قبل دخوله السجن وأخری بعد خروجه منه، كان الفرق بينهما شديدا. وكذلك ناصر سبحاني وملا عبدالله أحمديان والشيخ محمد ربيعي إمام وخطيب في كرمنشاه، والعلامة سيد محمود حسيني نسب من سنندج عام ١٩٩٤، هٶلاء وغيرهم كلهم من علماء أكراد كردستان الشرقية.

وفي بلوجستان فقائمة العلماء والدعاة وطلبة العلم الذين طالتهم التصفيات الجسدية علي أيدي جلاوزة النظام الكهنوتي أيضا طويلة، نذكر منهم عبدالملك ملا زاده والدكتور أحمد ميرين سياد الذي كان متخصصا في الحديث، والشيخ مولوي خليل زردكوهي والشيخ صلاح الدين بهرام والشيخ يارمحمد كهروزي، والشيخ نعمت توحيدي، وملا عبدالعزيز كاظمي، والعلامة إبراهيم الدامني والشيخ علي دهواري وغيرهم.

ونصيب أهل الإسلام في الجنوب ليس بأقل من غيرهم في ظل نظام "ولاية الفقيه" – لا أدام الله ظلمهم- ، ويأتي الشيخ محمد صالح ضيائي في رأس قائمة الشهداء علی يد أجهزته. فقد كان الشيخ ضيائي من مدينة عوض في الجنوب في القسم العربي من إيران، وكان من العلماء البارزين والدعاة الكبار في المنطقة، وكان قد أسس مدرسة إسلامية في مدينته. وهددته السلطات القمعية عدة مرات بغلق المدرسة المذكورة إلا أنه رفض الإنصياع لهم، فقامت باعتقاله ومن ثم قتله ورمت جثته الطاهرة في الشارع، في عام ١٩٩٤، وشارك في تشييع جنازته خمسون ألفا من المسلمين.

ومما يٶسف له أني لم أستطع الحصول علی أسماء علماء آخرين من تلك المنطقة، ولكن الذي لا شك فيه أن الذين يتم إعدامهم من العرب في إيران جلهم، إن لم نقل كلهم، هم من علماء الإسلام ودعاته. 

وحال المسلمين من أبناء فارس أيضا لا يحسد عليه، وربما قسطهم من المصائب والويلات علی أيدي الأجهزة القمعية لنظام الكهنة الخرافيين إشد وأنكی، ومعاناتهم مستمرة منذ أيام إسماعيل الصفوي الذي دشن حملة إرهابية قل نظيرها في تاريخ المنطقة علی المسلمين لإجبارهم علی التشيع. وإذا كان مئات الألوف تركوا أوطانهم ومدنهم وأموالهم تحت وطأة  جبروت جيش الشيعة الصفويين فرارا بدينهم، فإن منهم من بقوا علی دينهم وظلوا صامدين محتسبين متحدين بطش الوحوش الكاشرة، والمسلمون اليوم هناك هم ذرية أولئك المجاهدين الصابرين. وأذكر هنا من شهدائهم الدكتور علي مظفريان من شيراز الذي ترك الفكر الشيعي الصفوي الخرافي أيام الشاه وعاد إلی دين الحق، وقام بجمع التبرعات من المسلمين واشتری دارا وحوله إلی مسجد ليذكر فيه إسم الله وليعلو منه نداء (الله أكبر). 

وأما منطقة تركمن، أو من يسمون في إيران تركمن صحرا، ومنطقة طالش في شمال إيران، فحالهم ليس بأفضل من حال أخوتهم في العقيدة الآخرين، فعلی سبيل المثال أن منطقة طالش التي ٧٠% من سكانها هم من أهل السنة، و ٨٠% من سكانها متعلمون، لهم مركز واحد للعلوم الشرعية في مدينة جيلان، وهذا يكفي لبيان حجم الظلم الواقع عليهم. ورغم أني لم أستطع الحصول علی أسماء مساجدهم التي تتعرض للهدم، أو أسماء علمائهم وشيوختهم ودعادتهم الذين يتعرضون إلی الملاحقات والإعتقال والقتل علی أيدي جلاوزة ولاية الفقيه. لكن علی كل حال الأمثلة التي ذكرتها هي للجميع، لأن المسلمين الذين يتعرضون إلی القتل والتشريد والإعتقال بسبب دينهم في منطقة، لا يمكن أن يعيش الآخرون من نفس العقيدة في مناطق أخری بسلام آمنين من بطش أجهزة ولاية الفقية القمعية التي لا تعرف الرحمة.

الوضع السياسي:  

نفس النهج الذي ينتهجه نظام "ولاية الفقيه"  دينيا تجاه المسلمين، يمارسه سياسيا أيضا لذلك يتعامل أمنيا مع كل صوت يطالب بحقوقهم، وبأسلوب إرهابي بعيد عن القيم الإنسانية.

ولتحقيق هذ‌ الغاية اللاشريفة أقام ذلك نظام شبكة من أقوی الأجهزة القمعية وأكثرها تطورا في المناطق التي يسكنها المسلمون، وإختار لها عناصر من الشيعة الصفويين الأشد تطرفا وعداءا للمسلمين، وأناط مسٶليتها لمن إنتزعت من قلوبهم كل رحمة ورأفة إنتزاعا تجاه الإنسانية، ويغلي قلوبهم وصدورهم غيضا وحقدا لأهل الإسلام، لذلك تراهم يقومون بمداهمة البيوت ليلا ويعتقلون الرجال وينتزعونهم بأسلوب وحشي من بين الأطفال والنساء ووسط بكائهم، وعويل الأمهات والبنات والأخوات. ومن ثم يعرضونهم في المعتقلات إلی إشد أنواع التعذيب وحشية، وكثير منهم يفقدون حياتهم تحت التعذيب والشيخ الشهيد علي دهواري مثال صارخ لوحشية نظام "ولاية الفقيه" وأجهزته القمعية.

ومما يٶكد الإضطهاد والظلم الواقع علی المسلمين في إيران في ظل نظام "ولاية الفقيه" أنه رغم النسبة الكبيرة للمسلمين فيها ليس لهم وزير في الحكومة رغم تبدل حكومات كثيرة، ولا معاون وزير، ولا سفير، ولا موظف كبير سواء في وزارة أو في هيئة حكومية، ولا مدير عام في وزارة، ولا حتی محافظ في المحافظات التي أكثرية سكانها من المسلمين، ولا حتی مدير مدرسة إبتدائية إن أمكن. وليس هذا فحسب، بل حتی عدد البرلمانيين من المسلمين في البرلمان الإيراني أقل بكثير من حقهم، وحتی هذا العدد القليل ليس لهم صوت مسموع فيه. وأقول علی سبيل المثال لا الحصر، تكررت طلبات هٶلاء البرلمانيين وفي مناسبات عديدة في إجتماعات البرلمان بإصدار قانون يمنع الإساءة إلی أمهات المٶمنين وأصحاب رسول الله (صلی الله عليه وسلم) عبر وسائل الإعلام الإيرانية، والسماح ببناء مسجد في طهران، إلا أن طلباتهم لم تلق آذانا صاغية حتی اليوم. 

ولابد من الإشارة أيضا إلی أن نظام "ولاية الفقيه" قد حظر كل أشكال التنظيمات الإسلامية والسياسية علی المسلمين في مناطقهم وفي عموم إيران. وأن أجهزته القمعية تعتقل المواطنين بأقل شبهة أو أقل شك، وتعرض المعتقلين إلی أشد أنواع التعذيب وتستخدم أشد آلات التعذيب وأكثر الأساليب وحشية لإنتزاع الإعترافات منهم. هذا في الوقت الذي نری للشيعة في الدول الإسلامية تنظيماتهم السياسية والدينية الخاصة بهم دون تدخل من حكومات تلك الدول، رغم إرتباط تلك التنظيمات الشيعية بإيران وولائها المطلق لها، وأنها تعمل كطابور خامس لصالح إيران ووفق أجنداتها في تلك الدول. 

ولا ننسی أن عدد المسلمين في إيران يفوق بكثير علی عدد الشيعة مجتمعة في كل الدول العربية، ومع ذلك محرومون من حقوقهم السياسية والمدنية والإقتصادية، ويعيشون في الهامش أو ربما بأقل منه.    

إن سياسة الظلم والقهر والإستبداد، ومصادرة حرية الفكر والرأي والتعبير، التي يمارسها النظام "ولاية الفقيه" في إيران تجاه المسلمين تعبير عن العقلية المتحجرة التي ترسبت في رٶوس الزمرة الحاكمة، وتمثيل صادق عن الفكر المتخلف الذي تعشعش في مخيلة قادة نظام ولاية الفقيه، ومظهر روحهم العدوانية المتعطشة للدماء. وهم بهذه السياسة الهوجاء يعتقدون أن بمقدورهم إيقاف حركة التاريخ وتقدمها إلی الأمام، وإماتة الروح التواقة للحرية لدی المسلمين. ولقد سبقهم إلی تلك السياسة الفراعنة وأبو جهل وإسماعيل الصفوي وستالين وغيرهم من العتاة، لكن إنتهی كلهم إلی مزبلة التاريخ، ومصير أقطاب ولاية الفقيه لن يكون بأفضل من مصيرهم. ولا بد لليل أن ينجلي مهما طال، ولا بد للصبح أن ينبلج مهما تأخر، ولا بد للقيد أن ينكسر مهما غلظ، إن شاء الله..  

الوضع الإقتصادي:

ألقی الإضطهاد الديني والسياسي الذي يتعرض له المسلمون في إيران بظلاله الكثيفة علی وضعهم الإقتصادي أيضا، لذلك فوضعهم الإقتصادي ليس بأفضل من  وضعهم الديني والسياسي، بل يسير جنبا إلی جنبهما.  

وبألقاء نظرة علی المناطق التي يسكنها المسلمون يلمس أن نظام ولاية الفقيه يتبع فيها سياسة ذي شقين، الأول هو سياسة التهميش والثاني هو سياسة التجويع.

فبالأولی حرمت تلك المناطق من إهتمام الدولة وحالت دون تطويرها وذلك بتحريمها من خطط التنمية الإقتصادية، ولم ولا يسمح النظام بإقامة المشاريع الصناعية فيها، بل كل المشاريع التي تقام في إيران متمركزة في المناطق الشيعية. وحتی بعض الصناعات النفطية التي أقيمت في الجنوب، بسبب وجود آبار النفط هناك، قد جعلها النظام الكهنوتي وسيلة لشييع المنطقة وذلك بنقل أعداد كبيرة من شيعة مناطق إيران الشيعية وتشغيلهم في تلك الصناعات، في الوقت الذي لا يتجاوز عدد العاملين من المسلمين فيها من سكان المنطقة الـ ١% .            

ونتيجة لهذه السياسة الإقتصادية المتبعة إضطر كثير من السكان إلی العمل في الزراعة وتربية الحيوانات التي تعتمد إساسا علی الطرق البدائية، والنظام غير جاد في مساعدة الفلاحين لتطويرها ورفع مستوی الإنتاج، ومن ثم تحسين ظروف معيشتهم.

وبسبب سياسة التجويع التي يمارسها نظام "ولاية الفقيه" إضطر ويضطر كثير من المسلمين إلی النزوح من مناطقهم والهجرة إلی مناطق إيران الأخری لا بحثا عن وظيفة أفضل ولا للحصول علی فرص عمل أفضل، بل بحثا عن توفير لقمة خبز لإعالة أطفالهم، لذلك تری الآلاف من اولئك المهاجرين يعملون في حقول الدواجن والرعي والعمل الموسمي في الزراعة، أو في معامل الطابوق وما شابه ذلك. 

يتبع نظام ولاية الفقيه الذي يرتبط بإسمه كل شكل من أشكال الظلم والفساد والإضطهاد هذه السياسات تجاه المسلمين لسببين، الأول هو العمل من أجل تصفية المسلمين جسديا ودينيا كما فعل إسماعيل الصفوي من قبل، وإنهاء وجودهم في إيران، لأن إحدی إنتقادات هٶلاء الملالي الخرافيين لشاه إيران أنه لم يستطع أن يحول المسلمين إلی التشيع الصفوي. والسبب الثاني هو خوف أركان نظام ولاية الفقيه من إنتشار الفكر الإسلامي الأصيل بين شباب الشيعة الذين ملوا من الخرافات التي يتحدث عنها الملالي الذين يلقبون بـ "الآيات العظام" ومعزوفاتهم المملة والمتكررة ، وخاصة بعد إنتشار الفضائيات والإنترنيت. وغدا لناظره قريب..