تفرعن وبشار يا حَسَنَ إيران

تفرعن وبشار يا حَسَنَ إيران

مصطفى منيغ

يسعى المتأمل فيما يحصل على الأراضي السورية ، تجنب ما يطرحه النظام الرسمي بقيادة "بشار" الأسد ، حتى لا يأخذ الحقائق مغلوطة والمعلومات معكوسة تماما ، خاصة و الكل متفق بكون هذا النظام فقد سيطرته على ثلاثة أرباع مساحة الدولة  ولم يتبق له غير حيز يعاند يائسا ليبدو أنه لازال ممسكا بزمام الأمور وأنه مستعد لطرح المبادرة "إياها" الواردة في خطابه الأخير عسا يتمكن من البقاء فوق كرسي حكم تجاوزه الزمن ولم يعد ممكنا الرجوع إلى الوراء بعد تحقيق الثوار كل هذه الانتصارات حتى أصبحوا على بعد مسافة لا تقاس بما حرروا منها ، بل وأصبحوا داخلها أسياد أنفسهم .

"بشار" يحلم وسيبدد النهار ما استحلاه ليلا ، إذ الجور إن طال استمراره يصبح  تكريسه لمدد أطول ضربا من المحال ، فالسوريون هم بشر مهما تجلدوا ومهما جر عليهم الصبر من ألم وشقاء يأتي اليوم بل اللحظة ليتحولوا، من تحرك مؤدب وديع إلى سيل هادر لا توقفه حرب النار والحديد ولن يكفوا عن جهادهم مهما ضحوا بأرواحهم الأبية الطاهرة حتى يكسروا مصدر تعاستهم ومنبع ما هم فيه  الآن، مغطاة أجسامهم بالدماء جراء عصابات القتل المرخص لها بذبح الآمنين بغير ذنب اقترفوه اللهم إعلانهم بإسقاط النظام وها هي غايتهم في ذلك على وشك التحقق ، لذا "بشار" يحلم ، وحتى المطارات إن فكر في الهروب جوا فمبادرته هذه فات أوانها إذ الجيش الحر يتعقب خطواته محاصرين المطارات مدنية كانت أو عسكرية ، هم في هذه اللحظة منكبين على تحرير مطار "منيغ" العسكري وحتما سيفوزون بذلك ليقين جند بشار أنهم خسروا المعركة منذ الوهلة الأولى التي كلفهم فيها بمهمة الفتك بإخوان لهم في الدين والجنسية والانتماء الأصيل لسوريا الشهامة والتاريخ المجيد .

... الحقيقة ، النظام السوري لم يبق له سوى إيران ، روسيا بوتين بالرغم من التصريحات المتضاربة والمتناقضة مرة بعد أخرى لوزير خارجيتها ، والمناورات العسكرية غير مسبوقة التي تخوض بها الدولة المالكة "لحق الفيتو" ، بالرغم من كل ذلك وأكثر من مظاهر الحرس على حماية "بشار" وطائفته ، مقبلة هي لتغيير وجهتها في أي لحظة (تتيقن فيها أن غنائم ودولارات حليفها المعني جفت منابعها )،  إلى ما يعيدها لمصاف الدول العظمى ، التي وإن حافظت على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، مثّلت الحد الأدنى من عدم الولوج في ذاك " المربع" وبقائها بعيدة بعدا محسوبا بعناية ستكشف الأسابيع القادمة جزءا من أسراره ، أما إيران "أنجاد" وقد باء برنامجها بالفشل الذريع ستؤدي ثمنا باهظا للغاية لن تقدر على دفع ما يترتب عليه ، وبخاصة أن وعيا مبشرا بالخير يعم من كان بالأمس على هواها انطلاقا من "العراق" ، ومن كان تابعا مباشرا لها في "لبنان" أصبح يدرك أن الطبق المستور أزاح الواقع (بفضل ما حدث ولا زال في سوريا) عنه الغطاء ، فظهرت للجميع مواد وأساليب ومكونات "طبخة" مَنْ أكلها أصيب بإسهال لن يُشفى منها على امتداد اهتمام التاريخ المحلي  به وأمثاله . وإذا كان "أنجاد" وسيده القابع في "قم " فرحا بما حصل في " مالي" الذي حسب اعتقادهما سيجر خلف فرنسا (المتدخلة مباشرة بهدف استئصال ما قيل عنها " القاعدة") كل أوروبا وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية، مما سيخفف من تسليط الأضواء إيران كحاضنة "تَشَدُّد" تحاول إصداره لخلق فتن ما أحوج الإنسانية لتفاديها ، متجاهلة هذه "الإيرانّ الرسمية المثل القائل : من حفر حفرة لأخيه سقط فيها قبله . (يتبع)