لا تهملوا الحرب النفسية والمعنوية

(تابع)

د. طارق باكير

[email protected]

المشهد الذي تعرضه قناة الجزيرة بشكل متكرر ، وفيه صورة رجل سوري ، متوسط العمر ، يبكي ويصرخ ويستغيث بأهل النخوة والمروءة ويشكو ويقول : اتعبنا ياناس ، والله اتعبنا .. من شدة ما لحق به من أذى العصابات الأسدية ، ومن الدمار والإجرام - كان الله في عونه وعون شعب سورية - أقول : هذا المشهد ، يتمنى حكام العصابات الأسدية أن يعرض في اليوم خمسين مرة ، ومستعدون لتمويل عرضه ، لأنه - كما أرى - يحقق غرضا... وهدفا يريده حكم العصابات الأسدية ، وهو أن يوصلوا الشعب السوري عن طريق التقتيل والتدمير والتشريد والتجويع .. إلى درجة التعب ، وعدم القدرة على التحمل .. وبالتالي الرضوخ والاستسلام ..

وهذا ليس اتهاما لقناة الجزيرة ، لأن هذه القناة المتعاطفة مع مأساة الشعب السوري إلى أبعد الحدود - مشكورة - تبقى قناة لها سياستها ومهنيتها التي تحرص عليها ، حتى لو أضرت هذه المهنية بالقضية التي تتبناها ، وتدافع عنها ..

ومثل هذا المشهد ، مشهد الطفل ، الذي يتحسر ببراءة وحرقة وألم ظاهر ويقول : ... راحت علينا ، نحن الصغار كلنا ، راحت علينا المدرسة .. لأن الجانب المسكوت عنه في هذه الصور والمشاهد ، والذي يكمله المشاهد تلقائيا من عنده ، هو أن هذا حصل بسبب الثورة ، وهو ما يريد الإجرام الأسدي الوصول إليه ، في تحميل الثورة مسؤولية ذلك ، وليس الحكم الباغي القاتل الفاسد الممتهن للوطن والكرامة والعقل والإنسانية .. وهذا مثال على الحرب النفسية والمعنوية الضارة التي تسهم بها وسائل الإعلام ( الصديقة ) ، دعك من وسائل الإعلام التي تنطق باسم الثورة ، وتحمل لواءها .. فإن فيها من المشاهد والمواقف ما ينوف عن ذلك  ويزيد ، وهذا ما أشرنا إليه في نداء لقيادة المعارضة والجيش السوري الحر ، بتفعيل الحرب النفسية والمعنوية على أسس وقواعد سليمة ، مدروسة جيدا ، في هذا الظرف بالذات .. وليت أحدا يستجيب !