أرقام في ثمانية أيام وحقيقة إجرام النظام السوري

بدر الدين حسن قربي

بدر الدين حسن قربي /سوريا

[email protected]

شهداؤنا ليسوا أرقاماً ولن يكونوا، بل هم قناديل على طريق الحرية والكرامة تضيء للسوريين الدّرب، وهم شهداء شهود، وشهادات على وحشية الطاغية وفظائع مجازره تجاه شعب أراد التحرر من استعباده، والخلاص من استذلاله، بل هم أحياء عند ربهم في حواصل طيرٍ خضر في جنات النعيم يُرزقون، وفي كنف الرحيم الرحمان الذي يُمهل الظالمين ولا يُهملهم. شهداؤنا ليسوا أرقاماً، وإنما في الأرقام تبدو المفارقات ويفتضح المستور، وينكشف المجرم وإجرامه، فالأرقام حقائق، والحقائق تأخذ بيد أصحاب البصر والبصيرة وتُريهم بعين اليقين مافعله تتار العصر ومغوله في سوريا.

تقتصر الدراسة المقارنة وأرقامها على فترة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزّة، والتي استمرت ثمانية أيام من يوم الأربعاء 14 تشرين الثاني 2012 ولغاية الأربعاء التالي حيث الهدنة، مع مثيلاتها من الأرقام المتوفرة عن حرب النظام السوري لنفس الفترة على مئات المواقع والمناطق السورية من قبل جيشه وقوات أمنه وشبيحته مع طائراته ودباباته ومدفعيته.

التاريخ والبيــــــــــــــــــان

قتلى السوريين

قتلى غزّة

مجموع عدد القتلى للأيام الثمانية

955 فيهم 150 نساء، 105 أطفال

160

معدل القتل اليومي في الأيام الثمانية

119

20

مجموع القتلى خلال ثلاثين يوماً سابقة مباشرةً للحرب

5697

 

معدّل القتل اليومي في الثلاثين يوماً السابقة للحرب

190

 

الفرق بين معدّلي القتل في الأيام الثمانية مع ماسبقها

71

 

منطوق الأعداد والنتائج ومقارنتها معاً، يُعطينا أنّ نسبة ماقتله النظام السوري من مواطنيه هي ستة أضعاف ماقتله الصهاينة من أهل غزّة.  وهو مؤشر في حده الأدنى يؤكد توحش النظام السوري وحقده على مواطنيه السوريين من معارضيه.  كما تُظهر الأرقام أن معدّل القتل اليومي للسوريين في ثلاثين يوماً سبقت الحرب الإسرائيلية مباشرة كان مئةً وتسعين قتيلاً، وهو مُعدّل يقارب عشر أضعاف معدل الإسرائيلين في غزّة.  كما يلاحظ على أرقام النظام انخفاض نسبة القتل من عشرة إلى ستة أضعاف خلال الحرب على غزة، أي بانخفاض قدره واحد وسبعون قتيلاً كل يوم، ومردّ ذلك هو وضوح الارتفاع المريع والمخزي لنسبة القتل عند النظام مقارنة مع الإسرائيلين، فمن غير المعقول والإعلام يتكلم عن إجرام الصهاينة لقتلهم عشرين من أهلنا في غزّة، ألا يلتفت إلى مئة وتسعين قتيلاً كل يوم في سوريا.

إن دلالات الأرقام الواردة متعددة وقد تمّ عرض بعضها، وإنما الدلالة الأكبر فيها، حجمٌ لامثيل له من إجرامٍ وجرائم تصعب معه للأسف المقارنة مع مافعله الصهاينة مع أهلنا في غزّة، بل وصل حداً يقول معه السورييون أن ياليت النظام المتوحش يلتزم بمعايير العدو الإسرائيلي في القتل وبدون إضافاته المتميّزة في ذبح ضحاياه وحرقهم، بل كثيراً مالفت السوريين على الفضائيات كلام بعض عوائل غزّة النازحة من بيوتها إلى مكان آخر أكثر أمناً، أن الإسرائيلين اتصلوا بهم هاتفياً، وألقوا عليهم منشورات لمغادرة منطقتهم تجنباً للخطر لأنها قد تتعرض للقصف، في حين أن النظام الأسدي وهو يزعم أنه يحارب العصابات المسلحة والمجموعات الإرهابية فيضرب صواريخه ويرمي ببراميل متفجراته من طائراته ولايوفر أحداً لاطفلاً ولا امرأة ولا مدنياً مسالماً، فلا يخبّر ولا يستبعد من قتله أحداً، فشعاره المعتمد قتل الناس ودمار البلد أو بقاء الأسد.    

باختصار..! مهما قارن السورييون إجرام الإسرائيلين بإجرام النظام السوري، فإنما تبقى مقاربة لإثبات توحش تتار العصر ومغوله ليس غير، وإلا فإن حقيقة السوريين أجمعين، أنهم مع أهلهم في غزّة قلباً وقالباً، ويعزّ عليهم أن يُقتل ولو واحد منها، وأنهم رغم كل آلامهم وأوجاعهم ومجازرهم، كانت نداءاتهم لها في تظاهراتهم ودعاؤهم لها من تحت القصف، مع صراخهم في مواجهة الإجرام: خاين ياللي بقتل شعبه، والشعب بدو حرية، والشعب يريد إسقاط النظام الفاشي ورحيله من حياتهم إلى الأبد، وسوقه إلى ساحات المحاكم الدولية التي يؤخذ إليها المجرمون.   ويقولون متى هو..؟ قل: عسى أن يكون قريباً.