خَلَقُ الْأَرْضَ وَتَسخِيرُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ

خَلَقُ الْأَرْضَ وَتَسخِيرُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ

عبد الله بن دايل

تأمل قول الله تعالى ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) 54 لأعراف 

فسبحان الله وتعالى الذي له السموات والأرض وما بينهما من ( خلق و أمر ) ، ومن خلقه السماء والأرض والأجرام السماوية وخاصةً الشمس والقمر فهما مسخرات لنا بأمره بحركتهما حول الأرض بدليل قوله تعالى ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) 33 إبراهيم 

وأعلم أن (الأرض ) منها خلقتنا ومبعثنا وفيها معاشنا ومماتنا بدليل قوله تعالى ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ) 55 طه وقوله تعالى ( قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ )24 25 الأعراف وقوله تعالى ( وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ) 10الرحمن

وأنها كروية الشكل لقول الله تعالى ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) 5 الزمر ، جاء في أضواء البيان للشنقيطي : والتكوير هو التدوير ومنه قيل كار العمامة وكورها ، قال الضحاك : أي يلقي هذا على هذا وهذا على هذا ، وهذا على معنى التكوير في اللغة وهو طرح الشيء بعضه على بعض ، يقال كور المتاع أي ألقى بعضه على بعض ، ومنه كور العمامة ، وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله : كوَّرْتُ العمامة يعني لَففتها على رأسي، فصارت مثل الكرة مكورة، وفي لَفِّ العمامة تغطي اللفَّةُ اللفَّةَ التي تحتها. كذلك الليل والنهار، جزء من الليل يغطي جزءاً من النهار فيزيد الليل، أو جزء من النهار يغطي جزءاً من الليل فيزيد النهار . والمعنى هو إدخال الليل في النهار وبالعكس فيغطي ويحوي ويشمل هذا على هذا بسرعة متصلة لا تنقطع إلى أجل مسمى بدليل قوله تعالى ( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) 6 الحديد وقوله تعالى ( يغشي الليل النهار يطلبه حثيث ) 54 الأعراف لذا فوجود التعاقب بنظام كروي يسير عليه الليل والنهار ويتداخلان مع بعضهما بأمره جلا وعلا ،لا يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية .

وأنها قارةً ثابتةً ومستقرةً بدليل قوله تعالى ( أم من جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ) 61 النمل أي قارة ساكنة ثابتة ، لا تميد ولا تتحرك بأهلها ولا ترجف بهم ، فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش والحياة ، فهي هامدة ومبسوطة وثابتة لا تتزلزل ولا تتحرك ، كما قال في الآية الأخرى بقوله تعالى ( الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء )64 غافر وقوله تعالى ( أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ) 16الملك والمور هو التحرك والاضطراب وقوله تعالى ( وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) 15 النحل والميد هو الاضطراب والتكفؤ قال الإمام البغوي رحمة الله ( لئلا تميد بكم أي تتحرك وتميل ) .

تأمل قول الله تعالى ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ) وقوله تعالى ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ) إبراهيم ، وقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً )41 فاطر ومعنى كلمة زوال أي نَزَحَ ، تَنَحَّى ، تحوَّلَ وانتقل لقوله تعالى ( وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) .

وفي الحديث قَالَ النَّبِىّ صلى الله عليه وسلم لأَبِى ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ : « تَدْرِى أَيْنَ تَذْهَبُ » . قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ « فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنَ لَهَا ، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلاَ يُقْبَلَ مِنْهَا ،وَتَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا ، يُقَالُ لَهَا ارْجِعِى مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، 

فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالىَ : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) رواه البخاري ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا حُبِسَتِ الشَّمْسُ عَلَى بَشَرٍ قَطُّ إِلا عَلَى يُوشَعَ بْنِ نُونَ لَيَالِي سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " إسناده جيد على شرط البخاري ، السلسلة الصحيحة للألباني

وفي حديث آخر أن نبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه : هل تدرون ما البيت المعمور ؟ قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : فإنه مسجد في السماء ، تحته الكعبة ، لو خر لخر عليها ". وفي رواية أخرى ( حيال الكعبة ) ومعنى خر عليها أي سقط على الكعبة .

هل سألنا أنفسنا كيف يسقط على الكعبة إذا كانت الأرض تتحرك وتدور ؟ 

والأدلة الشرعية تدل على مركزيتها للكون حيث سماء الدنيا تحيط بها من جميع الجهات بدليل أن الله تبارك وتعالى بين لنا وحدة حساب المسافة بين سماء الدنيا والأرض إلى قعرها هي (السنة الشمسية ) ولم يرد دليل من الكتاب أو السنة من إي جهة تحسب هذه المسافة لقوله تعالى ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) الآية أي مسيرة خمسمائة سنة من السماء إلى الأرض ومسيرة خمسمائة سنة حينما يعرج إليه الأمر والمجموع ألف سنة مما تعدون أي مسيرة ألف سنة ، ولقوله عليه السلام ( لو أن رضراضة مثل هذه وأشار إلى مثل الجمجمة أرسلت من السماء إلى الأرض في مسيرة خمس مئة سنة لبلغت الأرض قبل الليل ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها ) 

ووحدة حساب المسافة بين السماء والسماء التي تليها فما فوق هي (العام القمري) بدليل قوله عليه السلام : ( ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام وما بين كل سماءين خمسمائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمسمائة عام وما بين الكرسي والماء خمسمائة عام والعرش على الماء والله جل ذكره على العرش يعلم ما أنتم عليه ) صححه الترمذي وغيره أن سمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام, وبعد ما بينها والتي تليها مسيرة خمسمائة عام

روى ابن حبان من حديث صهيب رضي الله عنه أن محمداً صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضيين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما أذرين إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعود بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ) .

ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام : ( ورب الرياح وما أذرين ) مفردها ذرا أي الشيء تسقطه أو تطيره به أو تفرقه بدليل قوله تعالى ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَل الْحَيَاة الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَات الْأَرْض فَأَصْبَحَ هُشَيْمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاح وَكَانَ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء مُقْتَدِرًا ) 45الكهف 

كذلك من معاني الريح ( القوة ) لقوله تعالى ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) 46 الأنفال .

وعليه أن سبب السقوط والإغراق هي ( قوة الريح ) وليست ( جاذبية الأرض ) لأنه أصلا لا توجد لها جاذبية بدليل قول الله تعالى ( حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ )31 الحج 

وقوله تعالى ( أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ۙ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ) 69 الإسراء

وقوله تعالى ( وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ . إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ . أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ . وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ )35.32 الشورى

وأعلم أن الأجرام السماوية التي ( نشاهدها في سماء الدنيا ) ومنها بقوله تعالى ( تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً ) 61 الفرقان ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ : قَالَ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قُلْنَا لَوْ جَلَسْنَا حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَهُ الْعِشَاءَ قَالَ فَجَلَسْنَا فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ مَا زِلْتُمْ هَاهُنَا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّيْنَا مَعَكَ الْمَغْرِبَ ثُمَّ قُلْنَا نَجْلِسُ حَتَّى نُصَلِّيَ مَعَكَ الْعِشَاءَ قَالَ أَحْسَنْتُمْ أَوْ أَصَبْتُمْ قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ كَثِيرًا مِمَّا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأَمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ ) صحيح مسلم ، فقد جعلها الله جل جلاله زينةً للسماء الدنيا وحفظاً لها ورجوماً لشياطين الجن وعلامات ( لوحات إرشادية ) للإهتداء بها , وكما قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث خصال : جعلها الله زينة للسماء ، وجعلها يهتدون بها ، وجعلها رجوما للشياطين . فمن تعاطى منها غير ذلك سفه رأيه ، وأخطأ حظه ، وأضاع نفسه ، وتكلف ما لا علم له به ) .

بدليل قوله تعالى ( وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون ) 97 الأنعام وقوله تعالى ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوما للشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ) 5 الملك وقوله تعالى ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ، وحفظناها من كل شيطان رجيم ) 17.16 الحجر وقوله تعالى ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) 16 النحل والأدلة في هذا الباب كثيرة في كتاب الله .

وكذلك جعل لهم حركتان حول الأرض :

1 / حركة من الشرق إلى الغرب وهذه الحركة نراها خلال الليل والنهار بقوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) 258 البقرة 

وهي كالتالي :

الأبراج : هي مجموعة من النجوم في صفحة سماء الدنيا تتخذ بعض الأشكال وأبرز نجومها 28 نجماً حيث تكمل دورتها ب( 23 ساعة و 56 دقيقة )

الشمس : تكمل دورتها ب( 24 ساعة ) والفارق بينها وبين سرعة الأبراج ( 4 دقائق ) تسمى درجة 

القمر : يكمل دورته ب( 24 ساعة و 40 تقريباً ) 

2 / حركة من الشمال الى الجنوب وبالعكس ( حركة لولبية ) وهي كتالي : 

حركة الشمس اللولبية خلال مدة 365 يوماً من الشمال إلى الجنوب وبالعكس لمرة واحدة تسمى ( سنة ) لقول الله تعالى ( فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ) 40 المعارج وذلك باختلاف مطالع الشمس وتنقّلها في كل يوم وبروزها منه إلى الناس أي الحركة اللولبية خلال السنة ، وأما قوله تعالى ( رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) 17 الرحمن ، للشمس في الشتاء مشرق ومشرق في الصيف ( الإنقلاب ) أقصى مداري الجدي والسرطان ، وقوله تعالى ( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ) 9 المزمل جهة المشرق وجهة المغرب أو ( الاعتدال الخريفي الربيعي ) .

حركة القمر اللولبية من الشمال الى الجنوب وبالعكس لمدة 29 أو 30 ليلةً شهر قمري وإثنا عشر شهراً تسمى ( عام ) .

تأمل ماذا يقول ربنا جل جلاله عن هذه الحركتين بقوله تعالى ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون 40) يس ، وحيث من المعلوم إن الإدراك معناه اللحاق والوصول بالشيء بدليل قوله تعالى : 

( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ )61 الشعراء ، فالقمر أسرع من الشمس بحركته اللولبية حول الأرض من الشمال إلى الجنوب وبالعكس حيث يتم دورته في شهر والشمس في سنة كما قولنا ًسابقاً .

وأما الشمس فهي أسرع من القمر بحركتها من الشرق إلى الغرب بقوله ولا الليل سابق النهار وبدليل قوله تعالى : (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا . وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا )2.1 الشمس .

والله أعلم والهادي للصواب