القصر الملكي في ستوكهولم

القصر الملكي في ستوكهولم

تحفة معمارية وارث إنساني في قلب ستوكهولم

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمسا\غراتس

يعد القصر الملكي في قلب ستوكهولم وفي المدينة القديمة نبض المدينة الخافق ويقع في نهاية الازقة الضيقة في (كاملاستان ـ المدينة القديمة)وبالقرب من متحف نوبل وكذلك يقع على رومانسية بحيرات المدينة ..يعد القصر الملكي من اكبر القصور واكثرها حيوية وجمالا ورومانسية في اوربا  ومكونات ومحتويات القصر عبارة عن مجمع من الكنوز التاريخية السويدية الاوربية وتعكس صورة قمة المهارة في فن البناء والتصميم من القرون الوسطى ولغاية يومنا هذا وقد شيد على الطراز الايطالي وتم اكتمال تشييد البناء عام 1754.

القصر الملكي هو مكان راحة واستجمام العائلة المالكة ويعد المكان الرسمي للملكة للراحة وفي جولة جميلة والتمتع برومانسية القصر والتيجان، كانت نقاط الاستعلامات بكثرة في القصر الذي يستقبل الزوار ،وفي صالة الدولة كان الملك يفتتح البرلمان في كل دورة لغاية عام 1975 وفي الوقت الحاضر تستخدم هذه الصالة للمناسبات الرسمية الاخرى.

القسم الخاص لدولة السويد يحتوي على اقدم الاثار الداخلية في القصر ويعود تاريخها الى عام 1690وفي هذا القسم تم تعليق لوحة عند الزيارات الدولية وفي قسم الضيوف تم العمل فيه منذ عام 1870 للتهوية والزيارات الرسمية ورووساء الدول وغرفها نماذج من التصاميم السويدية الداخلية وترجع الى القرن الثامن عشر.

صالات (برنادوت)كانت سكناً للفترات التاريخية السويدية وفي هذه الصالات حيث يبرز اسلوب الروكوكو وكذلك مجموعة بورتريات لاعضاء دار(برنادوت).

وعند الدخول في الباب الثاني الذي يودي الى متحف نوبل استقبال جميل وسقوف غاية في الروعة وعلى الجانب الايمن حيث الكنيسة الملكية والتي تستخدم للعائلة في المناسبات الدينية وقد تم اكتمال الداخل والسقوف في اواسط القرن الثامن عشر وفيها يتم القداس ايام الاحد والمناسبات والعطل والاعياد الخاصة بالكنيسة وفيها الدعوة عامة للجميع.لقد تم تشييد الكنيسة في القرن الثالث عشر وتعد اليوم من اقدم الاثار الكنيسية في ستوكهولم وهذه الكنيسة تعد المقبرة الخاصة بدفن الموتى للعائلة المالكة واخر ملك دفن فيها هو (كوستاف الخامس)عام 1950.

في هذه الزيارة الثالثة حالفني الحظ بمشاهدة مسيرة لفرقة الحراسات وتبديل الحراس ونقل كلمة السر والنظر في عيون الجنود وهدوئهم وكانهم دمى متحركة.الحراسات الملكية موجودة منذ عام 1523 وهذه العروض الاستعراضية لفرق الحراسات من احب العروض الى السواح والمشاهدين وفي الصيف حيث المسيرات وعروض الحراسات ترافقها الموسيقى في شوارع ستوكهولم صوب القصر فهذه الحراسات والتي تنتشر على اسوار وابواب القصر تعد التاريخ والجزء المهم من الحفاظ على العائلة المالكة.

متاحف كثيرة وكنوز فنية يضمها القصر ومنها متحف (الكرونر ـ التاج) ويمثل تاريخ القرون الوسطى فالتاج الثلاثي في القصر احرق بشرارة النار عام 1697  واما سور الحماية فيرجع تاريخه الى القرن الثالث عشر وبعض المصكوكات والعملة التي تم تغليفها بالحماية تعود الى القرن السادس عشر والاشياء التي تم حمايتها من النار  من بين الرماد تحتفظ بشكل دقيق.

واما متحف كوستاف الثالث القديم فيعد من الكنوز واحدى اقدم المتاحف في اوربا وافتتح للزوار وعامة الناس عام 1994 ومعظم المنحوتات في المتحف كانت تعود ملكيتها لكوستاف الثالث والتي اقتناها خلال رحلته الى ايطاليا من 1783ـ1784.وعرضت المنحوتات التاريخية كما هي من دون تغيير عام 1790.

في اعماق القصر حيث الكنز الملكي والذي يعد رمزاً من رموز المملكة السويدية وسابقا كان يمكن مشاهدة حجرة الكنز فقط في المناسبات ولكن منذ عام 1970 يمكن مشاهدتها دائما ومن هذه التحف الخالدة التاج والسيوف والمفاتيح واولى هذه الاشياء سيف كوستاف ويرجع تاريخه الى القرن السادس عشر.

القصر الملكي اشبه بمتحف كبير ففي قسم الالات الحربية الملكية والتي تعتبر من اهم الاثار السويدية ترجع الى الملك كوستاف فاسا  وهذه الالات تقبع في السراديب وفيها يمكن مشاهدة الملابس الحربية والاسلحة الخاصة بالملك كوستاف فاسا وممتلكات كوستاف الثاني ادولف والدروع والخوذات الملكية وكذلك العربات الخاصة بالملكة والتي كانت تستخدم في المناسبات وهذه الالات الحربية الملكية ترجع للقرن السادس عشر وبسبب اهميتها الكبيرة تحولت هذه الالات من معرض الى متحف الالات الحربية الملكية.

وفي ساحة بين الحوانيت واحدى بوابات القصر رصت مجموعة من المدافع والتي تحكي تاريخ ستوكهولم والسويد وجنود الحراسات وراء احدى المدافع وكانه في جبهة الحرب.

القصر الملكي يعد واجهة رائعة لستوكهولم وتاريخ الدولة وانعكاس لفن التصميم والعمارة ورونق البلاد.

الصور بعدسة الكاتب