شذرة من غزوة حنين

شذرة من غزوة حنين

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

غير مفحوصة

إحداثيات: 22.9733°ش 38.8197°ق (خارطة)

غزوة حنين

التاريخ شوال سنة 8 هـ - يناير سنة 630م.

الموقع حنين, بجوار الطائف في الجنوب-الغربي لشبه الجزيرة العربية

النتيجة انتصار المسلمين

غزوة حُنين (8 هجرية, 630 ميلادية) 10 شوال 8هـ : وقعة قامت بين المسلمين وقبيلتي هوازن وقبيلة ثقيف هي فرع من قبيلة هوازن العربية (والتي لا تزال تقيم في الطائف واجزاء من مكة المكرمة ) في وادي حُنين بين مكة والطائف حيث انتصر المسلمون عليهم بعد صعوبة شديدة .

سبب المعركة : هو قائد المعركة نفسه وهو مالك بن عوف النَّصري (من بني نصر بن معاويه بن بكر بن هوازن) .

-- --------------

كان لفتح مكة في رمضان سنة 8هـ ،بهذه الصورة القوية والمباغتة أثر بالغ في تحريك ضغائن القبائل العربية المنافسة لمضر عمومًا ،وقريش خصوصًا، وكانت بطون قيس عيلان بالأخص في حالة عداء تقليدية وقديمة مع بطون مضر، لذلك لما فتح المسلمون مكة، جاءت قبيلة هوازن وقررت محاربة المسلمين مدفوعة بعداوة الإسلام وعداوة القبلية والعصبية.

قرر القائد العام لقبيلة هوازن «مالك بن عوف» أن يسوق مع الجيش الأموال والعيال والنساء ليزيد ذلك من حماس المشركين في القتال ويجعلهم يقاتلون حتى الموت، إن لم يكن للنصر فللدفاع عن الحرمات، وسار جيش القبيلة حتى وصل إلى وادي"أوطاس" وهو على مسيرة يوم من مكة تقريبًا، ولم يعجب هذا الرأي أحد قادة الجيش المجربين من ذوي الخبرة وهو «دريد بن الصمة» ولكن مالك بن عوف أصرَّ عليه، وهدد بالانتحار إذا لم يطيعوه، فأطاعوه على سفاهة رأيه،

وصلت أخبار هذا الجيش للرسول ـ صلى الله عليه وسلمـ r، فاستعدَّ بجيش كبير يضم كثيرًا من مسلمة الفتح الذين لم يدخل الإسلام في قلوبهم بصورة كاملة، وكان الجيش كبيرًا بصورة أعجبت كثيرًا من المسلمين، وداخلهم الثقة الكاملة الى حد الغرور من النصر الكاسح على المشركين، وانزعج الرسول r ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مقولة بعضهم: «لن نغلب اليوم من قلة».

----

قام «مالك بن عوف» بوضع جيشه على شكل كمائن في مداخل ومضايق وشعب وادي حنين ويقع في منطقه جبليه وعره بين مكة والطائف وقد سبق المسلمين لهذا الوادي، ووضع خطته على مفاجأة المسلمين بالسهام القاتلة، وفي يوم 10 شوال سنة 8هـ وعند السحر دخل المسلمون وادي حنين،وهم لا يدرون بوجود كمناء العدو، وفجأة انهالت السهام عليهم من كل مكا، والعدو يهجم عليهم هجمة رجل واحد ( عن جابر بن عبد الله الانصاري قال في حرب الطائف (قالوا : يا رسول الله، أحرقتْنا نبالُ ثقيف، فادع الله عليهم. فقال : (اللهم اهد ثقيفا) رواه الترمذي ,,,وفي كتابه سنن الترمذي ، فأصيب المسلمون بالدهشة المربكة ،وتراجعوا بدون نظام، فركب بعضهم بعضًا من شدة الصدمة، وصاح بعض حديثي العهد بالإسلام مثل أبي سفيان بن حرب وكلدة بن الجنيد بما في صدورهم وعندها فقام الرسول rصلى الله عليه وسلم ـ بعمل جريء، إذ عرض نفسه لمخاطرة كبيرة، إذ انحاز إلى جهة اليمين ثم نادى على المسلمين، وخصص النداء بالمهاجرين والأنصار وأهل بيعة الرضوان، حتى اجتمع عنده مائة من خاصة أصحابه، فقال النبي r: «الآن حمي الوطيس» ثم أخذ قبضة من تراب الأرض ورمى بها في وجوه القوم وقال: «شاهت الوجوه» ولم تمر َّّ سوى ساعات قلائل حتى انهزم العدو هزيمة منكرة، وفروا إلى عدة أماكن مختلفة، فطائفة إلى «أوطاس» وأخرى إلى «نخلة» ومعظم الفارين إلى حصون الطائف، فأرسل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عدة فرق لمطاردة الفارِّين، وذلك من أجل منعهم من التجمع ومعاودة الهجوم على المسلمين.كما يسمى اليوم "انسحاب هزيمة "

استطاعت فرق المطاردة القضاء على الفارين، وبعدها اتجه الرسول r والمسلمون مباشرة إلى الطائف حيث منازل وحصون ثقيف، وقد لجأ إليها «مالك بن عوف» ومعظم الفارِّين من هوازن ، وضربوا على الطائف حصارًا شديدًا، وقع خلاله مناوشات حامية بين المدافعين عن الحصن والمسلمين، حدثت خلالها إصابات كثيرة للمسلمين، جعلتهم يغيرون مكان معسكرهم. حاول الرسول عليه الصلاة والسلام r الضغط على المحاصرين بقطع حدائق أعنابهم (والطائف كثيره الفواكه إلى يومنا هذا)، ثم نادى سفيان الثقفي يا محمد، لم تقطع اموالنا اما ان تاخذها ان ظهرت علينا واما تدعها لله و للرحم كما زعمت : فقال الرسول صلى الله عليه و سلم ( فاني ادعها لله و للرحم )، ثم أعلن أن من خرج من عبيد ثقيف للمسلمين فهو حر، فخرج إليهم ثلاثة وعشرون رجلاً، ثم حاول الهجوم بشدة ولكن أهل الحصن قد أعدوا فيه ما يكفيهم لحصار سنة، وبعد المشاورة قرر الرسول r الرجوع ورفع الحصار عن الطائف.

ولما عاد رسول الله r بعد رفع الحصار عن الطائف، مكث بالجعرانة، وهو المكان الذي تم تجميع فيه غنائم حنين، وكانت كبيرة وضخمة بالمقارنة بغنائم المعارك السابقة، فقام الرسول r الكريم بتوزيعها على رؤساء القبائل وأشراف مكة والمؤلفة قلوبهم، وأفاض في العطاء، حتى ازدحم عليه الأعراب والناس طمعًا في المـال، ولم يعط النـبيr صلى الله عليه وسلم ـللأنصار من هذه الغنيمة الضخمة شيئا، فوجِد الأنصار في أنفسهم من هذا الأمر ،وتكلموا فيه حتى كثرت فيهم القالة، فجمعهم النبي صلى الله عليه وسلم ـ ووعظهم موعظة بليغة مؤثرة أزالت من نفوسهم أي أثر للحزن ووجد النفوس. " يا معشر الأنصار، مقَالَهٌ بلغتني عنكم، وَجِدَةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم ؟ ألم آتكم ضلاَّلاً فهداكم اللّه ؟ وعالة فأغناكم اللّه ؟ وأعداء فألف اللّه بين قلوبكم ؟ " قالـوا : بلى، اللّه ورسولـه أمَنُّ وأفْضَلُ .

ثم قال : " ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ " قالوا : بماذا نجيبك يا رسول اللّه ؟ للّه ورسوله المن والفضل . قال : " أما واللّه لو شئتم لقلتم، فصَدَقْتُمْ ولصُدِّقْتُمْ : أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسَيْنَاك.

أوَجَدْتُمْ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لَعَاعَةٍ من الدنيا تَألفَّتُ بها قوماً ليُسْلِمُوا، ووَكَلْتُكم إلى إسلامكم ؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) إلى رحالكم ؟ فو الذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شِعْبًا، وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللّهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار ".

فبكى القوم حتى أخْضَلُوا لِحَاهُم وقالوا : رضينا برسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) قَسْمًا وحظاً، ثم انصرف رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم)، وتفرقوا

وأنزل الله عز وجل في أحداث غزوة حنين وما جرى فيها للمسلمين من إعجاب بالنفس آيات من الذكر الحكيم في سورة التوبة، ليتأسى المسلمون بهذه الحادثة العظيمة وما فيها من دروس وعبر.

من الجدير بالذكر ان الصحابة الذين ثبتوا في هذه المعركة هم الذين حضروا في دار الارقم ابن ابي الارقم في مكة عندما كان المسلمون مستضعفين فتربوا على يد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وثبتوا معه في حنين.

نبي الرحمة

قبلها:

فتح مكة غزوات الرسول

غزوة حنين

بعدها:

غزوة الطائف

غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

يوجد في ويكي مصدر كتب أصلية تتعلق بـ: غزوة حنين

تصنيفات: معارك العصر النبوي غزوات الرسول محمد630معارك خالد بن الوليدمعارك العرب

*تعليق على الغزوة 

(1) الغرور سبب من اسباب الهزائم 

(2) للكثرة اهمية في المعركة ولكن الاعداد العقدي اهم من الكثرة بكثير فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله 

(3) توظيف الكمائن كان مفاجئا للمسلمين فانهزموا في مرحلة 

(4) ثبات القائد عنصر مهم للنصر وثبات النبي في وجوههم كان سببا للنصر واستعانته بوسيلة الهمه الله اليها اذ حثا في وجوههم حفنة من تراب فاقسم بعضهم انها اصابت كل عيون المشركينوهي المرة الثانية التي يوظفها النبي الكريم في سيرته عند الضرورة القصوى شانه عندما حثا في وجوه محاصري بيته قبيل الهجرة فناموا وخرج نت بينهم لكنه لم يستخدمها في احد 

(5) حصاره الطائف وتوظيفه الحرب الاقتصادية بقطع بعض اشجار الفواكه الى ان توسلوا اليه بالرحم فترك الفواكه لله والرحم 

(6) توظيف حرب المجانيق 

(7) توزيع الغنائم على المؤلفة قلوبهم واقناع الانصار بان محبته لهم افضل بكثير من متاع زائل وعارية مسترجعة فارضى الانصار وهو اسلوب ناجح للاقناع .

(8) معالجة الفوضى بسرعة واخمادها ؛ فما ان بلغه مقولة الانصار حتى سحب الشحناء من قلوبهم وعادوا كعادتهم جنودا اوفياء لله ورسوله

(9) وجود الاعين ضروري للقائد فهم سمعه وبصره وارسول الكريم اذن خير 

-------------------------

* اطلعت على الغزوة واصلحت بعضها بما امكنني الله تعالى منه  ثم قدمت فوائد منها وان لم تكن كاملة فلله وحده الكمال والمنة