مرسي وإنجازاته!!

حسام مقلد *

[email protected]

هل أنجز الرئيس مرسي شيئا خلال المئة يوم الأولى من حكمه أم لا؟! وإن كان قد أنجز فما قيمة ما أنجزه وما حجمه الحقيقي على الأرض؟! وما مدى انعكاس ذلك على مصالح البلاد والعباد؟! في الحقيقة كنت أنتظر ممن يتناولون هذا الموضوع أن يفيدونا في ذلك ويحدثونا بكل صدق وإنصاف وموضوعية، لكن مع الأسف ما تزال المعارضة عندنا في معظمها هزيلة هشة، لا تعرف شيئا من الفعل السياسي المحترف، يحركها الحقد الدفين والمآرب الشخصية أكثر مما تحركها مصالح الوطن، وهذه الأنانية المقيتة والذاتية قصيرة النظر لا تفعل سوى إهدار الأوقات، وتبديد الطاقات، وإضاعة الفرص.

وحتى الآن لم نستمع إلى نقد موضوعي ذي بال يثري الساحة السياسية ويقدم رؤى جديدة من شأنها المساهمة في بناء مصر والانتقال بها إلى مصاف الدول المتقدمة، وكلما قرأنا في برامج الأحزاب والائتلافات الحزبية المعلن عنها كلما ازددنا شعورا بالمرارة والحسرة، فلا شيء جديد، ولا أحد يطرح رؤى واضحة محددة، أو برامج متكاملة، أو مشروعات متماسكة تقدم بديلا لما ينتقدونه... شيء واحد فقط يبرع جميع هذه الائتلافات في الحديث عنه هو عداء الإخوان المسلمين والهجوم عليهم!! وإذا بحثت عن البديل الذي يطرحه هؤلاء لبرنامج الإخوان لم تجد سوى السراب، واجترار الكلام المرسل، واختلاس نُتَفٍ من هنا وهناك... لا ترقى لأن تكون خطة لإدارة شركة صغيرة وليس دولة بحجم مصر!! وهذه المعارضة الهزيلة لا يعرف معظمها غير الإساءة لشخص الرئيس مرسي بأسلوب وضيع يفتقر إلى المروءة والخلق الكريم!!

وفي لقاء جماهيري حاشد وفي احتفال رسمي وشعبي بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة ألقى فخامة رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي خطابا تاريخيا تكلم فيه بكل شفافية عن فترة المئة يوم التي قضاها في الحكم، وقدَّم كشف حساب موضوعي وبالأرقام، وتحدث بلغة واضحة يفهمها الجميع، وذكر حقائق شديدة الأهمية ترسخ لعهد جديد من المحاسبة والرقابة الشعبية على أداء الرئيس والحكومة، ولأول مرة نستمع لرئيس عربي يقول لشعبه لقد حققت (40٪) في كذا، و(60٪) في كذا فنحن معتادون على الرؤية الملهمة والزعامة التاريخية، والكمال الرئاسي الذي يبدع في كل شيء ولا يحقق نجاحا أقل من (99٪)!! وفي رأيي أن الرئيس مرسي قد حقق بالفعل خلال هذه المدة الوجيزة إنجازات مهمة أهم بكثير جدا من القضايا الجزئية التي صدعنا بها إعلام الفلول طيلة الأسابيع الماضية، ومن ذلك ما يلي:

1.    إنهاء حكم العسكر الذي كان متجذرا في مصر منذ ستين سنة، وتحويل مصر إلى دولة مدنية بمنتهى السلاسة والهدوء دون إراقة قطرة دم واحدة، وهو ما أسماه بحق (العبور الثالث).

2.    إعادة الكثير من القوة الناعمة لمصر على مستوى العالم، والتي كانت قد ضمرت وتآكلت خلال حكم المخلوع ونظامه البائد.

3.    التأسيس لمشاريع اقتصادية عملاقة تقام على أرض مصر، وقد تم بالفعل التوقيع على (17) اتفاقية ضخمة بقيمة (20) مليار دولار.

4.    السعي لإصلاح ما أفسده النظام السابق في بنية الدولة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والعمل على إعادة هيكلة المؤسسات على أسس سليمة، والسعي لاسترداد الأموال المنهوبة والتي تقدر بمليارات الدولارات.

5.    التأكيد على مبدأ تداول السلطة، وحق الجميع في ممارسة العمل السياسي بكامل الحرية.

6.    ترسيخ دولة القانون التي تحترم المواطن وتصون حقوق الإنسان، دون انتهاك من أحد. 

7.    تأكيد حرص الدولة المصرية على مبادئ الحرية والمساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع أبناء الشعب.

8.    ترسيخ مفهوم الشفافية في الحكم، وانتهاج مبدأ إعلان الحقائق كاملة ومصارحة الشعب بكل وضوح وذكر الإخفاقات والنجاحات أمام الجميع.

9.    إقرار مبدأ مسئولية الحاكم نحو شعبه، وترسيخ قاعدة (من أين لك هذا؟) وتطبيقها على أي مسئول بدءا من رئيس الجمهورية، وفي ظل رقابة شعبية كاملة.

10.                       محاربة الفساد المستشري في كل قطاعات الدولة، وتفكيك شبكاته المعقدة الممتدة إلى مفاصل كل شيء في المجتمع.

11.                       التأكيد على أنه رئيس كل المصريين، وأن مصر عادت لأبنائها كافةً، دون تفرقة بسبب الدين أو اللون أو الجنس.

وإضافة إلى هذه الإنجازات المهمة، فقد أبلى مرسي بلاء حسنا خلال المئة يوم الأولى من حكمه، وحقق نجاحات ملموسة في الملفات الخمسة التي كان حددها أثناء حملته الانتخابية (الأمن، والوقود، والنظافة، ورغيف الخبز، والمرور) وتراوح إنجازه فيها بين (40٪ و80٪) وهي نسبة جيدة قطعا، لاسيما لو أخذنا في الاعتبار حجم التحديات الصعبة وتكالب الأعداء في الداخل والخارج!!

وختاما أتمنى من معارضي مرسي أن يكفوا عن الجعجعة الفارغة والضجيج المرتفع، ويتوقفوا عن الإهانة والتجريح الشخصي واستخدام الألفاظ النابية والسباب المقذع، وأدعوهم لمتابعة حملات الانتخابات الأمريكية المبهرة؛ ليعرفوا كيف تكون الديمقراطية الحقة؟! وكيف تصبح المعارضة السياسية إضافة حقيقية لمصالح الوطن وليست خصما منه أو عبئا عليه!!

               

 * كاتب إسلامي مصري