ليكن الحوار لغة التعامل بين الجميع ..

ليكن الحوار لغة التعامل بين الجميع ..

عقاب يحيى

طيب أن تتفق التيارات والأحزاب الإسلامية في إطار جمعي واحد.. فالاتحاد قوة، والثورة تحتاج اليوم جهود الجميع الموحدة، المنسقة، الموجهة لتحقيق الهدف الرئيس الذي يضحي لأجله شعبنا : أنهراً من الدماء، وسط أكوام المآسي والدمار، والجوع والحصار ..

ـ الأحزاب، والتيارات، والتشكيلات السياسية الإسلامية حقيقة واقعة لا يمكن لأحد أن يشطبها، أو يتجاوزها، فقد ولى زمن الاستئصال، والديمقراطية في ألف بائها تعني الاعتراف بالآخر وحقه في التعبير والتحزب والعمل، بغض النظر عن مسافة الاتفاق والاختلاف.

ـ الديمقراطية ليست اقتتالالاً، أو تناحراً، أو احتكاراً بين المختلفين.. بل تقوم على التنافس الحر الذي يقرر صندوق الاقتراع، وعلى الحوار نهجاً ولغة حضارية نبني بها مستقبل بلادنا، أو الدولة المدنية الديمقراطية التي نطبل ونزمر لها كل يوم.. وهي تعني التعدد والتداول بداهة..

ـ الإسلام السياسي : الوسطي منه والمتشدد، والبين بين إفراز للواقع وليس استيراداً من الخارج.. مهما كان الاتفاق والخلاف معه.. لذلك فإن التحفظات، والتخوفات، و"الحروب" متعددة الأشكال لنه تكون الطريق للتعايش والتفاعل..

ـ كما أن إشكالية القوى الوطنية والديمقراطية كامنة فيها بالأساس، وليس في غيرها .

صحيح أن مقويات عديدة تقف لصالح الإسلاميين، كالبيئة والمناخ السائدين، وموقع الإيمان في تركيبة شعبنا، ودور المسجد، والجمعيات الخيرية وشبكات العمل الميداني والخيري وغيره، والدور الحساس والحيوي للمال وما يفعل.. وكثير مما يمكن ذكره، بما في ذلك إخفاق مشروع النهوض التحرري، الوحدوي، الحداثي وارتندادته العنيفة على أصحابه، والمحسوبين عليه.. خاصة بعد أن خانه حملته، وبعد أن مرغوا به الأرض عتاة الاستبداديين والقتلة والنهابين والطائفيين : عصابة نظام الكغمة الفئوي..

لكن.. تظل المسؤولية ذاتية بالأساس في ملعب تلك القوى. والأهم من ذلك أن تجارب الماضي تؤكد أن الاقتتال والتناحر استنزاف حصدت الأمة نتائجه السلبية، وارتدت بالشرور على الجميع، وأن علاقات الاعتراف بالآخر، وحقوقه، وبالحوار والتفاعل والعمل المشترك حول القواسم والتفاهمات الكبرى هو الطريق الوحيد لبناء وطن موحد، يليق بتضحيات شعبنا وأمنياته، ويحقق مصالحه.. ودوره ..