لا غنى عن دور الإعلام في تونس ما بعد الثورة

رضا سالم الصامت

نحن الآن و بعد أن حققنا ثورة نظيفة حضارية شهدت بها كل بلدان العالم و شعوبها ، نريد صورة جميلة عن تونس ، بإعلام حر نزيه يليق بثورة 14 يناير التونسية المجيدة

رضا سالم الصامت

الثورة لم تأتي لتشجع على تفاقم الوضع الداخلي للبلاد و التحريض على كثرة الاعتصامات واقتحام حرمة المؤسسات من قبل العاملين فيها و قطع الطرق المؤدية ، فتونس بعد الثورة مرت بفترة انتقالية جد حرجة و لكن الآن صنعت مستقبلها بثبات و حسن تبصر و حكمة و اختار الشعب بكل حرية من يمثله و صار لنا رئيسا يحكم البلاد باسم الشعب و رئيس وزراء يبذل كل جهد من اجل تحسين وضع البلاد و العباد ،و لكن للإعلام دور لا غنى عنه و دولة بدون إعلام لا يمكن لها أن تتقدم و تونس وطن للجميع ،و على الجميع أي " التوانسة " أن يعمل كل من موقعه من أجل حماية البلاد و العباد و حماية المؤسسات و الإدارات العمومية و البنوك الخ ... لأن مهما كان فهذه المؤسسات هي في خدمة المواطن و إذا تعطلت خدمة المواطن تعطلت البلاد كلها و انتشرت الفوضى .و على المواطن ايضا ان يثق في اعلام بلده و يحترمه ... فاي وسيلة اعلامية هي التي توصل صوت المواطن و هي التي تعرفه لما يحيط به من معلومات و اخبار و آراء الخ .. صحيح أن كل التونسيين و التونسيات يريدون أن يتكلموا ، أن يعبروا عن آرائهم ، وأن يطرحوا مطالبهم ،و يبلغوها إلى المسؤولين ، خاصة بعد اندلاع ثورة 14 يناير 2011 التي أعادت لهم الثقة في النفس ، مثلما أعادت لهم حريتهم في التعبير . و لكن علينا أن نعرف أنه لا يمكن لهذه المطالب أن تتحقق بين عشية و ضحاها و لابد من وقت لدراسة كل مطلب و العمل على تسوية مئات الملفات و إيجاد شغل لكل طالب شغل .. كل هذا يحتاج لوقت ، فالحكومة المؤقتة لا تملك عصا سحرية ولكن ، لنكن متفائلين فالقادم أفضل و سوف تتحسن الأحوال مستقبلا فتونس لها رجال الثورة التونسية " ثورة الياسمين" كما يحلو للبعض تسميتها ثورة شباب يافع قدم نفسه فداء للوطن ، هي ثورة لم تمنح لهم حرية الحرق و النهب و قطع الطرقات و إحداث الفوضى هنا و هناك و بث البلبلة و الفتنة بين الناس و عدم الذهاب إلى مقرات العمل 

نعم لقد نسي المواطن التونسي كيف كان يعيش في سجن مغلق أيام حكم المخلوع ، و هو المواطن المغلوب على أمره الذي لا يتجرأ أن ينطق بحرف واحد في عهد بائد ديكتاتوري بوليسي ... عدم استقرار بلادنا ، يتولد عنه شعور بالخوف من المستقبل وهذا أمر يعد خطيرا فقد آن الأوان أن نبني تونس الجديدة ، تونس المستقبل تونس الرخاء . و كما قال مانديلا عندما وجه رسالته إلى شعب تونس و مصر " الهدم فعل سلبي والبناء فعل إيجابي

فلنبني تونس وطننا بثقة متبادلة و فخر و محبة و لنضع اليد في اليد و نتعاون على الخير و الصفاء من أجل تونس الحضارة تونس الشعب الكريم الذي استطاع أن يعطي العالم أحسن مثال في تقديم ثورة حضارية أعجبت و أبهرت شعوب الدنيا و صفقت لها

لذا رجاء من وسائل إعلامنا بشكل عام أن يدققوا و لا يتسرعوا في تقديم أو نشر أية معلومة سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية قد تضر بثورتنا المظفرة ،خاصة و أن تونس تعيش ظرفا مؤقتا حساسا و وضعا صعبا على جميع المستويات ولا بد أن نتعاون جميعا على تجاوز هذه المحنة.. حتى نصل بر الأمان

بصراحة نحن الآن و بعد أن حققنا ثورة نظيفة حضارية شهدت بها كل بلدان العالم و شعوبها نريد صورة جميلة عن تونس ، بإعلام حر نزيه يليق بثورة 14 يناير التونسية المجيدة.