ذوبان قلب..!!!

هنادي نصر الله

[email protected]

يذوبُ قلبي " اشتياقًا" ويأخذني الحرمانُ إلى " الغرق" في متاهاتِ " الإنتظار" أأكونُ بينهم أمْ ألفظُ أنفاسي بعيدةً كلَ البعدِ عن تحقيقِ أمنيةٍ ما انفكتْ تعصفُ " بوجداني"..

أغادرُ بيتي " مؤقتًا" لأطير إليه وأناجيه وأقتربُ إليه أكثر؛ لأرتمي في أحضانه؛ باكيةً، شاكيةً، نادمةً تائبةً؛ مقرةً بذنبٍ مني لكنَ اللقاءَ كثيرًا تأخر، ومازالَ يتأخر..!!

أرى كلَ " ضيوفه" يأتونَ إليه؛ جماعاتٍ وأفراد؛ وعندما أُقررُ اللحاقَ بهم؛ كل الدروبِ في وجهي تُغلقْ؛ لأُصبحَ مجردَ " إنسانة" لا تفقهُ من الحياةِ سوى " القليل" من الحقوق، أو هكذا أرادوا لها أن " تكون"، وهم بالأصحِ تمنوا أصلا " آلا تكون"..!!

عندما أُفصحُ عن " أمنيتي" في أن أُضاهي نظيراتي في العالم؛ يراني البعض وكأنني فقدتُ " عقلي" فكيفَ أسعى لتحقيق" هدفٍ" هو في نظرِ قريناتي المحليات " ثانوي" في ظلِ تفاقم أزماتِ حارتي وغزة التي أسكنُها عمومًا" فلا غاز ولا كهرباء" فيما تشتكي كثيرات من أن الماء لا يصلُ بيوتهن في أغلب الأحيان..!!

كيفَ لي أن أقفزَ عن كلِ هذه " الأساسيات" لأتنعمَ " بالكماليات" فأن أُسافر وأصعد " الطائرة" يعني أنني فتاةٌ " حمقاء" تُفكرُ في نفسها وتنسى أن هناك " سيلٌ غفيرٌ" بحاجةٍ ملحةٍ إلى " الشفاء" لكنه محرومٌ من " السفر" جراء " محدودية" الأعداد التي تُغادرُ في كل مرةٍ يُفتح فيها المعبر " استثنائيًا"..!!

كثيرون يسألون أسئلة " نكرة" تنمُ عن " استيائهم" فمن الأحقُ بالسفر " المعتمر " أم " المريض" من ينوي " بيت الله الحرام" أم من ينوي" جامعته" وقد هُدد بفقدانه لدراسته ومقعده؟؟

المقارنة شيءٌ من " الجنون" يُدلُ على " أنانية"..!! هكذا يُفسرُ " أصحاب الحالات الإنسانية" الموضوع؛ لأنهم في غزة اعتادوا على العيشِ بأدنى مستوى، عيشٌ يجعلهم فقط على قيدِ الحياة، حتى وإن كانوا لا يعرفون من الحياة إلا اسمها..!!

في المقابل عندما يُحالفكَ " القدر" ويكتبُ لكَ " السفر" لترى ملايين الملايين يجوبون أماكن الترفيه والعبادة؛ تُشفقُ على نفسكَ وأهلكَ وشعبكَ لأن موقعهم على " الخارطة البشرية" في " المؤخرة" حتى أنهم " تخلوا" من تلقاء أنفسهم عن " كماليات" هي في الحقيقة من جوهرِ " حقوقهم الأساسية" ..!!

فالعمرةُ والسفر والتنقلُ والحرية من أبرزِ الحقوق الإنسانية؛حقوقٌ مازالتْ معطلة في غزة؛ فلم يبدأ بعد موسم العمرةِ فيها، رغم بدئه عالميًا قبل ثلاثة شهورٍ من الآن..لأبقى أذوبُ حسرةً واشتياق؛ لليوم الذي نكونُ فيه أسوياء مثل أسنان المشطِ نحن وباقي مسلمي العالم...!!