التفويض المعطوب

حشاني زغيدي

انتشر في الآونة الأخيرة توظيف مصطلح قرآني و هو أيضا مصطلح قانوني وظفه بعض مرتزقة السياسة توظيفا مشينا كأني بهؤلاء المرتزقة يتمسحون على أثر أي مصطلح لتنويم النائمين و استخفافا بعقول ضعاف العقول و من لهم القابلية على تصديق الأراجيف و في الكثير يسوق هذه المصطلحات المسمومة إعلام مرتزق باع مهنيته و أخلاقه و قدسية رسالته و رضي أن يكون أداة مطبلة لعلي بابا و الأربعين حرامي فهذا المصطلح الراقي لمعاني التفويض أحببت أن تبقى نضارته لتنعم أمتي بحسن فهم المصطلحات .

إن التفويض في القرآن ورد في قوله تعالى : {{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ }} غافر 44 – 45 فالمؤمن دائما يلجأ إلى الله تعالى و هو يخوض الصراع مع الباطل منافحا على العقيدة و القضايا العادلة يسير بخطى بصيرة و نحو هدفه السامي لا يلتفت للشوارد و البواعث التي تواجهه يقينه أن الله ناصره و أن الله معينه و أن الله من يرد عنه مكر الماكرين " فوقاه الله سيئات ما مكروا" .

أما التفويض في القانون " التفويض يتضح في تحقيق النتائج عن طريق تفويض الصلاحيات والسلطات للآخرين وتحفيزهم لتنفيذ الأعمال التي هي من صميم مسؤولياتك بالمستوى المطلوب " وهو المعني الراقي لمفهوم التفويض حيث يتنازل من بيده السلطة لمن لهم كفاءة على إدارة المصالح لتحقيق المصالح النبيلة و لتحقيق الشراكة التي تعزز دور الشريك في إدارة مصالح العباد . أما أن يستجدي المتغلب فيطلب من المغلوب تفويضه أمر المستضعفين ليتولى أمرهم لينفث سمه فهذا تفويض باطل يحرمه الشرع و القانون .

ولهذا يحق لأي حر ذاق طعم الحرية أن ينادي بأعلى صونه نعم فوضتك لترعى حقوقي فتوفر لي الحماية و العيشة الكريمة نعم فوضتك لترسم البسمة لأطفالي فتوفر لهم المراجيح و الألعاب . نعم فوضتك لتصون عرض زوجتي و تحمي شرفي و فتصون عرض صبيتي .نعم فوضتك لتصون دمي . نعم فوضتك لترعى مقدساتي فتحمي مسجدي أي نعم فوضتك لتصون وحدة ترابي و تحمي مقدرات بلدي وأي نعم فوضتك لتحقق مبادئ العدالة بين نسيج المجتمع بكل أطيافه . نعم فوضتك لترعى حق الشقيق و تحمي ظهره . نعم فوضتك لتقسم ظهر عدوي . نعم لهذا فوضتك.