يا لخيبة الشعب السوري بكم أيها الرئيس أوباما

يا لخيبة الشعب السوري بكم

أيها الرئيس أوباما !!

د.عبد الرزاق عيد

راهنا على دورك كثيرا في قيادة الدولة الأعظم في العالم عند انتخابك ، لقيادة الدولة الأعظم ليس عسكريا فحسب بل وسياسيا وعلميا وتقنيا الخ ،بما تجسدونه من تجربة سياسية ميكروسكوبية مصغرة رائدة لصورة العالم بتعدد قومياته واثنياته وتعايشها المتناغم ، بل وإنجازاتكم العلمية والتقنية  والصناعية ، حيث تجربتكم السياسية الديموقراطية الداخلية لا زالت تشكل نموذجا يحتذى على مستوى التنمية والإدارة والبناء في تاريخ التقدم الإنساني، وعندما انتخبت رئسا اعتبرنا نحن الشعوب التي تعيش في ظروف العبودية والإذلال والمهانة أنه أتى لقيادة عالمنا واحد منا ،حيث يحمل لون الإنسانية المعذبة التي تشبه عذاباتنا كشعوب مستعبدة ومستعمرة من قبل عصابات مافيوية متوحشة استولت على أوطاننا، عصابات من نماذج تتخطى كل قبح وبشاعة العنصرية التي عاشتها بلادكم ...

لكن يا سيادة الرئيس فاجأتنا ليس بتردادك الدائم لدعوة وريثنا الرئاسي المعتوه المريض إجراميا إلى التنحي ، ومن ثم عدم استتباع أقوالك بالفعل ....بل كانت خيبتنا بإعلانك الأخير، أن لجوء هذا المعتوه للسلاح الكيماوي هو خط أحمر ..فكانت أعظم بشارة وهدية قدمتها لعصابة الإجرام الاستيطاني الأسدي ...حيث فهمت العصابة الأسدية أن كل ما دون استخدام السلاح الكيماوي مسموح ،ومغطى بشرعية أمريكية ،ولذا فهم منذ تصريحكم المخيب والفاجع ،تضاعفت أرقام جرائم القتل وعدد المجازر وذبح الأطفال واغتصاب النساء ....فمنذ ثلاثة أيام بدأت عصابات الاحتلال الأسدي ببلدة الحراك في درعا فقتلت المئات ودمرت المدينة وهجرت أهلها، وفي اليوم بعده قفز رقم قتله الجنوني في داريا إلى حوالي الخمسمئة شهيد مدني ذبحوا في بيوتهم نساء وأطفالا ، وأرسلوا أجهزة إعلامهم ليتباهوا فخورين بمجازرهم، وذلك بهدف إرسال رسائل تشيع الرعب الكابوسي في أوساط الشعب السوري، واليوم كانت مجزرة بصرى الشام بالمئات أيضا ....

فبعد تصريحك المطمئن للقتلة يا سيادة الرئيس -الذي نفترضك إنك تشبهنا بتاريخ المأساة ولونها -تضاعفت أعداد القتل، وإن الشعب السوري الذي كان ينتظر نجدتك الديموقراطية كرئيس ديموقراطي، راح ينظر إلى وعودكم وتصريحاتك بحزن ومرارة وخيبة ...سيما عندما يجد أن الفاشيين الشموليين الداعمين للنظام الفاشي الدموي كإيران وروسيا، أكثر مصداقية في دعم حليفهم الأسدي الوحشي بما فيها المشاركة القتالية المباشرة ، أكثر من إعلاناتكم المتكررة عن وقوفكم إلى جانب حريات الشعوب ،واعتذاركم عن سياساتكم السابقة في دعم الأنظمة الطغيانية والديكتاتورية ...

السيد الرئيس اسمح لي أن أقول لك أن الشعب السوري ينظر إلى المجازر الأخيرة بحق المئات من أطفاله ونسائه بوصفكم تتحملون جزءا من مسؤوليتها بسبب تصريحاتكم الأخيرة، بأن السلاح الكيماوي هو حد الممنوع، مما أفهم القتلة أن الذبح بالسكين مسموح ،وأن استخدام الطائرات القاذفة والدبابات والمدافع في تدمير المدن مسموح .

إن الأنظمة الديكتاتورية المجرمة لا تحسب حسابا إلا لدول عظمى قوية كبلدكم ....لكن مواقفكم المترددة وغير الحاسمة، ومن ثم حسمها المأساوي بأنكم ضد استخدام السلاح الكيماوي فقط ...عمّق شعور شعبنا الفاجع بأنه وحده ...وليس له في هذا العالم سوى الله ...حيث أصبح شعاره الرئيسي (مالنا غيرك يا ألله)، لكن بعد ذلك تأتي (الفوبيا الغربية) مستنكرة على الناس حقها أن تعود إلى الله، وبطريقتها ووفق تقاليدها الدينية الاسلامية ... حيث عندها سيكون إعلامكم جاهزا للاستنفار لإدانة المقاتلين في (سبيل الحرية) بوصفهم سلفيين إرهابيين ...فاسمح لي يا سيادة الرئيس أن أردد مع شعبي أمام خذلانكم الديموقراطي لشعبنا السوري شعاره: (يا ألله مالنا غيرك يا الله)!!!...