في انتظار اعتذار
في انتظار اعتذار
إبراهيم جوهر - القدس
بعد ليلة شهدت فيها قلقا وأرقا أفقت بكسل وتردد ، فاليوم موعد الاجتماع التمهيدي في مدرستي !
(لماذا يقلق المعلمون عند بدايات الدوام ؟! الظاهرة ليست مقتصرة على الطلبة وحدهم ، الغثيان ، وآلام البطن ، وارتفاع الحرارة ...)
سيشهد العام الدراسي القادم ازدحاما شديدا ، ونقصا في الغرف الصفية ، والساحات ، والمعلمين .
بدايات الأعوام الدراسية في مدارسنا العربية دائما تبدأ بالقدم اليسرى ، وتظل تعاني .
أجيال تمر وتنمو وما تتلقاه من التعلّم لا يخدم بناءها المعرفي وثقافتها الشخصية ، ولا يحدث التغيير المفروض إحداثه .
في الصحيفة اليومية وجدت أنباء (حفلة الانتقام الجماعي ) من الفتى (جمال الجولاني) وعدم تدخل الشرطة لمنع روح الانتقام من الاستفحال والقتل .
المستوطنون ما زالوا يطلقون (الخنازير البرية) لترويع المواطنين في قرى عربية ، والمستوطنات تتسع .
القنصل البريطاني العام كتب اليوم مشيدا بالمشاركة الفلسطينية في أولمبياد لندن ، وهنّأ الشعب الفلسطيني بعيد الفطر . بحثت عن اعتذار القنصل عن جرم دولته التاريخي فلم أجد !
مساء توجهت إلى المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) حيث ندوتنا الأسبوعية .
اليوم ناقشنا (أدب الفيسبوك) وما قرأته الكاتبة (عنات دمنهوري) من خواطر .
أرجأنا نقاش رواية (ابراهيم العلم) للأسبوع القادم .
حضرت الكاتبة (مرمر القاسم الأنصاري) اللقاء من شفاعمرو وأهدتنا ديوان شعر للشاعر العراقي (محمد نصيّف) .
(مرمر) التي تواصل البحث في خزانة جدتها لتخرج ما خبأته فيها من وصايا ، وحكم ، وأقوال لم تنس أن تحضر معها (لبنة الجلول بالزيت ) في إشارة واضحة إلى العودة لما كان .
الزميلة(مرفت مسك) أحضرت معمول العيد والقهوة لأعضاء الندوة ، وهدية خاصة من صنع ألمانيا ! فناجين قهوة .
سأشرب القهوة العربية بفناجين ألمانية الصنع منذ اليوم . سأقرأ عن اعتذار الأمم عن خطأ تاريخي بحق شعوب العالم في انتظار قراءة اعتذار بحق خطأ تاريخي بحق شعبي .
خنازير برية في القرى العربية !
بداية عام دراسي بنقص شديد في الغرف الصفية !
اعتذارات لم تكتب !
هدايا بروح الأصالة !
طيبة النفوس ، وصدق الناس ستنجح أخيرا ، فما زال في الليل متسع لفرح ما ، وأمل بما سيكون.