بشار يلعب الورقة الأخيرة، و ينقل الأزمة السورية خارج الحدود

بشار يلعب الورقة الأخيرة،

و ينقل الأزمة السورية خارج الحدود

رضا سالم الصامت

الحرب السورية  الدائرة بين جيش النظام و الجيش الحر المعارضة انتقلت من سيء إلى أسوأ مع ازدياد الضحايا و كثرة المخاوف  فالنار في سوريا تلتهم كل شيء و القصف دمر كل شيء و سوريا بذاتها أصبحت مأساة بل كارثة انتقلت الى بلدان مجاورة لتنشر الخراب و مزيدا من القتل . فظهور تداعيات الحرب مرة أخرى مع اتخاذ الحرب في سوريا منحى مشابها، فان آلاف اللاجئين السوريين يتسللون عبر الحدود إلى تركيا، وتنظر تركيا بعين القلق للجماعات الكردية التي ترغب في الانفصال عن سوريا، كما يسبب اللاجئون التوتر في كل من الأردن ولبنان

ثم ان عمليات خطف الجيش السوري الحر لعدد من الايرانيين  الذين  يشتبه في كونهم عسكريين متخصصين، قد يجر طهران بشكل أكبر إلى المعركة السورية، كذلك تراقب إسرائيل الموقف في سوريا بقلق كبير مترقبة ما قد يحدث لترسانتها الكيماوية الضخمة، أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فإن تلك التطورات تمثل أهمية خاصة لها لأن تداعيات الحرب الأهلية السورية قد تهدد مصالحها الحيوية بالمنطقة    

الصراع داخل سوريا جعل المدنيون يحاولون الهرب إلى بر الأمان، وغالبا ما يكون الهدف الأول لجيوش الحروب الأهلية المقاتلة هو قتل أكبر عدد من المدنين على الجانب الآخر أو على الأقل دفعهم لهجر موطنهم، ولتجنب النهب والدمار الذي يصاحب حرب كهذه، تفر مجتمعات بأكملها إلى بلد أجنبي مجاور لها، و يصبحون مشردين على حدودهم، وفي وضع  سيء للغاية
بشار يلعب الآن الورقة الأخيرة في حرب غير متكافئة تغير توجهات بعض سكان الدول المجاورة الذين يشاطرون سكان تلك الدولة فيالعرق والدين، هو فعلا خسر كل شيء شرعيته كرئيس بلده و لم يعد ينتظر الا تدخلا اجنبيا و هو الأخطر تدخل البلدان المجاورة في حرب شوارع و بذلك ينجح الى تحويل الأزمة السورية الى صراع اقليمي

الوضع في سوريا أصبح جد متفجرا لأن الشعب يعى ضرورة تغيير النظام  و مصر على تغييره ، لكن  النظام يرفض بل يحميه رغم الخوف والتوجس من الطوائف التى تمثل الاقليات الصغيرةرفض السوريين لبشار الأسد وما يمثله من وحشية وقسوة لكنه يعول على درايته التامه بسوريا فى كافة حالتها واوضاعها بل وهشاشتها، حيث يتواجد ويتجاور فيها مجموعات من المظلومين تارة وممن يمارسون الظلم ضد الاخرين تارة اخرى وأنه ليس من مصلحة أحد السماح لهذا البلد بالانزلاق فى الفوضى وجر المنطقة برمتها معه في حرب قذرة

الربيع العربي في سوريا تحول  إلى حرب أهلية كانت منتظرة بسبب اختلاف أوضاع الحكم فيها وتعددية هويات أبنائها الطائفية، ومركزها الجغرافي وحلفها مع إيران، وكونها حجرا أساسيا في مشروع الهلال الشيعي - الإيراني الذي تعمل إيران على إقامته على حدودها إلى البحر المتوسط. وهو مشروع تقاومه الشعوب والدول العربية والدول الغربية، ولا تحبذه كثيرا روسيا والصين الداعمتان حاليا للنظام السوري. ولكن مهما اختلفت أوضاع سوريا عن أوضاع تونس وليبيا ومصر واليمن، فإن رياح التغيير والحرية والديمقراطية التي هبت على العالم العربي سوف تستمر في هبوبها على سوريا. ومهما طال الأمر والنزاع والقتال، فإن النصر في النهاية سيكون للشعب السوري وللحرية و لا للمدفع والدبابة.

مهمة بعثة المراقبين في سوريا انتهت مثلما انتهت  مهمة كوفي عنان و مهمة الابراهيمي صعبة  بل مستحيلة طالما أن مجلس الأمن مقيد اليدين بالفيتو المزدوج الروسي - الصيني

الوضع في سوريا خطير جدا، وهناك خطر ان تتحول الى حرب طائفية، ويجب بذل جهود اضافية لابقاء لبنان على الحياد. في الاسابيع الماضية حصل عدد من الانشقاقات في النظام السوري وهو ما يعني ان النظام يتداعى. وأن الانشقاقات في الجيش السوري ستتابع، لكن هناك ما هو أخطر تحول الاوضاع في سوريا الى حرب اهلية طائفية داعية الى بذل جهود اضافية لابقاء لبنان على الحياد و عدم الزج به في أزمة سوريا التي تتفاقم يوما بعد يوم

فهل يمكن القول ان بشار يلعب في ورقته الأخيرة و هي بين ظفرين خاسرة  و ينقل عدوى الحرب و ازمة سوريا الى خارج الحدود !!؟