بستان القصر والنصر

عبد الله زنجير /سوريا

[email protected]

أذكر خصوصا في ( بستان القصر ) عرس ابن عمتي و أخي من الرضاعة عبد العزيز ريحاوي ، الذي أخذ أسير و شهيدا في 1980 م و لعله يطأ الآن بعرجته الجنة مثل ابن الجموح . كانت أمه الصالحة تحيا على ذكراه ، تأتي للحج أو العمرة فتؤدي المناسك مرة لها و مرة له ، و تطوف بالبيت مرة عنها و مرة عنه ، حتى ماتت - بعد ربع قرن - كمدا و انتظارا لخبر عنه ! أبو صالح اعتقل من بيته على يد الفرقة الثالثة ، و ترك خلفه 3 أطفال آخرهم كانت جنينة في بطن أمها

يعتبر حي بستان القصر الواجهة الغربية لحلب القديمة ، ما بين الكلاسة و شط نهر قويق الشرقي ، و نهر قويق كما قال المعري : فقويق في أعين القوم بحر / و حصاة منه نظير ثبير ..  تمتاز تلك المنطقة بالخصب و الزرع و كثرة الحقول قبل أن تحل عليها لعنة البعث ، و لعل التسمية تعود لكونه متنزها لبعض أمراء الحمدانيين أو سواهم ، و قد اتسع جنوبا حتى لاصق حي الأنصاري الشرقي

اليوم و أنا أكتب هذه السطور ، استشهد فيه الشاب محمد أبو الخيل - 20 سنة - و هو بذلك ينضم لعشرات الشهداء المدنيين ، الذين قتلهم الأسد الابن عقابا لهم على رفع الصوت بعد أن صار بستان القصر ، من أشهر الأحياء المطالبة بالحرية في حلب الشهباء و خرجت منه مئات التظاهرات . لقد استشهد فيه أسامة قشقش و سامر بصال و محمد بودقة و محمد طاووت و أمير بركات و محمود حمامي و معاذ لبابيدي و محمد معراوي و كذلك 6 شهداء من آل قريع منهم الرضيع يوسف قريع ( سنة و نصف ) و غيرهم من سكان الحي الثائر

في جامع السكر كان يخطب الشيخ د . محمد رواس قلعجي - شافاه الله - وفي جامع بدر أقيمت الصلوات على الشهداء ، و من أمامه تصدى كوكبة من أبناء الدين لجحافل السرايا و الوحدات نهاية 1979م و استشهدوا جميعهم لتعيش قيم الحق و الحرية

أضحى بستان القصر المتنوع بسكانه و منتجاته و معامله و محلاته ، في سجل الخلد و الحياة .. أما خصومه فليسوا غير حفنة من أتباع بابك الخرمي و جماعة الحشاشين ، مستقرهم الأمثل مزبلة التاريخ

مهداة لشهيد بستان القصر محمد محمود كرام رحمه الله