حكايات ونباتات: ألأرز

فوزي ناصر

[email protected]

(الحلقة الثانية)

ألأرز

ألأرز شجر من الفصيلة الصنوبرية ،دائم الخضرة ، سريع النمو ، يرتفع إلى نحو 40 متراً ، ينتشر في جبال الهملايا وحوض المتوسط على ارتفاع يزيد عن 1000 متر فوق

سطح البحر . من أصنافه : اللبناني ، ألقبرصي ، ألتركي والأطلسي .خشبه قوي ذكي الرائحة .

 ألأرز باب لملك الآلهه

 لم يكن الملك السومري العظيم جلجامش جميلاً فحسب ولم يكن ذكياً فحسب بل كان إضافةً إلى ذلك عملاقاً ، قوياً ومخيفاً ، أثار اسمه الرّعب في قلوب أهل مدينته ( أوروك ). أشفقت الإلهة ( أورورو ) على أهل مدينته فخلقت ندّاَ له أسمته ( أنكيدو ) وأسكنته غابات ( أوروك ) .

 نمت بين العظيمين علاقة صداقة بعد أن عجز كلّ منهما عن هزيمة الآخر . وكان حامي غابة الأرز المقدسة ( خمبابا ) مخيفاً ، مثيراً للفزع في القلوب ، وحين أراد إله الشمس ( شمش ) تأديبه أوعز إلى ( جلجامش ) أن يقوم بحملة تأديبية ضده ، ذهب الأخير يرافقه ( أنكيدو ) وتمكنا من خمبابا عدو ( شمش ) ثم قطعا شجرة أرز عظيمةً ، صنعا منها باباً لمعبد ملك الآلهة( إنليل ). قرر مجلس الآلهة أن دور( أنكيدو ) قد انتهى ويجب أن يموت ، فتوجه العملاق ألى باب المعبد قائلاً : " أيها الباب الأصم ، بحثتُ عن أفضل الأشجار وأجود الأخشاب حتى وجدتُ أرز لبنان العظيم ، لم تكن في الغابة ِ شجرة كشجرتك ، منها صنعتك من قطعة واحدة ، ولو كنت أعرف أنّ مكافأتي ستكون كذلك لوضعتك على باب ( شمش ) الذي يساندني ، ماذا أفعل بك ؟ أأضربك فأكسرك ؟ أم أقلعك من مكانك ؟ سأقول لك شيئاً واحدا ً : من يعلم قد يأتي يوم ويزول اسمي المنقوش عليك ؟

 بتصرف عن ( ملحمة جلجامش )

ألأرز في أسفار التوراة

أشبّهك بأرزة لبنان ، جميلة الأغصان ، وارفة الظلّ ، عالية ، رأسها في الغيوم .

 حزقيال 31/3

وكان على الهيكل من الداخل أرز .

 ملوك أ 6/18

لذلك أسمّي المعبد بحق ٍ بيت أرز يهوه ، إله بني إسرائيل .

 صموئيل 7/7

كُسِت قاعة العرش والقضاء بخشب الأرز .

 ملوك أ 7/7

تشبع أشجار الرّب أرز لبنان الّذي غرسه ، هناك تعشّش العصافير وبيتٌ للّقلق في رؤوسها .

 مزامير 104/16-17

بكلّ مراكبي صعدتُ رؤوس جبال لبنان وقطعتُ أطول أرزِهِ وأفضلَ سروِهِ .

 أشعيا 24/3

ألبار كالنّخيل يسمو

 ومثل أرز لبنان ينمو من بيت الرب يغرسون

 ، في ديار إلهنا ينبتون

 مزامير 92/12

صوت الرب يحطّم الأرز

يحطّم الرّب أرز لبنان

 مزامير 29/5

 

رأيت الشّرّير عاتيا ً

كأرز لبنان مرتف

 35 مزامير 37/

فيأخذ الكاهن عود أرز وزوفى وقرمزا ًويلقي ذلك في وسط النّار حيث تُحرق البقرة .

 العدد 19/6

فقالت العوسجة للأشجار : إن كنتن حقاً تمسحنني ملكةً عليكن فتعالين استظللن بظلّي ، والاّ فلتخرج نار من العوسجة وتأكل أرز لبنان .

 قضاة 9/15

ويتعالى الرّبّ وحده في ذلك اليوم . فإنّه يوم ربّ القوّات على كل متكبّر متعالٍ ، وعلى كل مرتفع فيُحطّ ، وعلى أرز لبنان العالي المرتفع وعلى بلوط باشان .

أشعيا 1/13

يا ابن الإنسان ، قل لفلرعون ملك مصر ولجمهوره : مَن شابهتِ في عظمتك ؟ ها هي سروة ، أرزة بلبنان بهيجة الأفنان ، وارفة الظل شامخة القامة وقد كانت ذروتها بين الغيوم ، المياه عظّمتها والغمر رفعها مُجرياً أنهارها من حول مغرسها ومُرسلاً مجاريها إلى جميع أشجار الحقول ، فلذلك ارتفعت قامتها فوق جميع أشجار الحقول وكثرت أغصانها وامتدت فروعها من كثرة المياه ,في أغصانها عشّشت جميع أطيار السّماء وتحت فروعها وَلدت جميع حيوانات الحقول وفي ظلها سكنت جميع الأمم الكثيرة . فصارت بهيجة في عظمتها وفي طول أغصانها ، لأن ّ أصلها كان على مياه غزيرة ، فالأرز لم يساوها في جنّة الله والسرو لم يشابه أغصانها والدلب لم يكن كفروعها وكل شجر في جنة الله لم يشابهها في بهجته ، فإني صنعتها بهيجة بكثرة أغصغنها فغارت منها جميع أشجار عدن التي في الجنّة .....

 حزقيال 31

ألأرز في نصوص فرعونية

إنّه الخشب الّذي يحبّه الإله آمون ....

ليهشّمك بعل بشجرة أرز في يده ..

ألأرز أكواز وقلوب

 (حكاية فرعونيّة )

كان فرعون مصر في مرتبة الآلهة ، رضاه من رضاهم وغضبه من غضبهم .

حدث أن أثار أحد المصريّين غضب فرعون ، فأمر الملك العظيم بقتله فهرب المواطن البسيط الذي كان يعرف أن مصيره الموت المحقق لكنّه كان يؤمن كغيره من أبناء قومه أنه إذا نجا قلبه تعود إليه حياته لذا أخذ القلب وعلّقه فوق أحد أغصان أرزة عظيمة ، عرف فرعون ذلك فأمر بقطع شجر الأرز كي يموت القلب المعلق على إحداها ، أسرع شقيق المواطن المحكوم عليه بالموت إلى حيث كان قلب أخيه ليجده كوزاّ منتصبا فوق غصن أرز يرمز إلى الحياة ورفض الموت .

 منذ ذلك الزّمن تثمر أشجار الأرز أكوازاً تشبه قلب البشر منتصبة فوق أغصانها .