الكلاسة .. وردة في كاسة

عبد الله زنجير /سوريا

[email protected]

على مشارف باب قنسرين - أحد أبواب حلب التسعة - ما تزال أطلال تنور الكلس قائمة بجانب مقبرة الكليماتي التي تضم رفات الشيخ العارف الولي أحمد الحجار .. حي ( الكلاسة ) الثائر واحد من الأحياء القيمية الشهمة ، كان مع الثورة ضد الفرنسيين و مع الوحدة ضد الانفصال و مع الحرية ضد العبودية ، و على امتداده الزماني و المكاني المحدود فرض اسمه و وجوده قمة في العطاء و الغيرة و الفداء

ساحة الأحرار هي الأشهر فيه و في صدارتها جامع المصلى ، الذي كان شيخه الشهيد حسن الحاج إبراهيم يصدح على منبره بالحق و فصل الخطاب . و في الثمانينيات و رغم العدد الغفير من شهدائه البررة ، فقد استمرت في مساجده الدروس و حلقات القرآن  و لم ينقطع درس الشيخ عبد الوهاب سكر في جامع الهبراوي حتى وفاته في 1986 م رحمه الله 

لا تكاد تجد في ( حارة الكلاسة ) زاوية أو زقاقا لم يتضمخ بمسك الشهادة ، من الأطراف إلى المركز أمام المخفر القديم و نفحات منزل الشهيد عبد العليم صباغ - أبو طالب - الذي قضى تحت التعذيب نفخا بالهواء في فرع السريان ، و بذات الجوار منزل الشهيد البطل مروان قشري .. و من ثم منزل الشهيد د . أبو النصر ميرة - نجل الشيخ المحدث محمود ميرة - و كذلك منزل الشهيد أيمن عنجريني و شقيقه أنس ، و منزل الشهيد مصطفى الزاكري و صولا لمنزل الشهيد عبد الصمد الياقتي - نجل شيخ الكلاسة محمد الياقتي - و منزل الشهيد زهير سرحيل ، و مرورا ببيوت الشهداء من آل رسلان و صهريج و سنده و عيار إلخ إلخ

في شهر آذار 1980 م خرجت التظاهرات في الكلاسة و بدأ الأسد الأب بالقتل ، و ماتزال دماء الطفل الشهيد وحيد قاظان - ابن الفران - شاهدة على عمق المأساة من أمام ضريح الشيخ شهاب الدين . و في ثورة الشعب السوري اليوم خرج الناس عن بكرة أبيهم انتصارا لقيم الخير و الحق و الجمال ، و ليرحل - أيضا - عشرات الشهداء عشرات الشهداء

شيخان في الكلاسة اشتهر علمهما و أدبهما و تقواهما و برهما ، الشيخ الأستاذ عبد الرحمن كرام و الشيخ الأستاذ أحمد جاموس ، رحمهما الله تعالى . و لتبقى ( الكلاسة وردة في كاسة ) كما يتناقل الكلاسيون عن جمال عبد الناصر ، و لكنها كأسة الحرية و ليست كأسة الناصرية ولا الأسدية.