حول التجديد لمبادرة كوفي عنان الميتة وتكليف الأخضر الإبراهيمي بديلا له

حول التجديد لمبادرة كوفي عنان الميتة

وتكليف الأخضر الإبراهيمي بديلا له

بسم الله الرحمن الرحيم

تصريح من جماعة الإخوان المسلمين في سورية

تناقل وكالات الأنباء قرار المجتمع الدولي بالتجديد لخطة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان، واختيار السيد الأخضر الإبراهيمي خلفا له..

إنه مما يثير الاستغراب، بل الاستنكار، أن يصرّ المجتمع الدولي على المضيّ في الطريق المسدود لهذه المبادرة، التي ولدت ميتة كما أجمع عليه العدول من المراقبين، والتي أعلن صاحبها نفسه يأسه منها وتخليه عنها.

إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية..

نرى في إصرار المجتمع الدولي على التمسك بمشروع المبادرة الميتة، تهرّبا عمليا من تحمل المسئولية السياسية والإنسانية، إزاء ما ينفذه  بشار الأسد على الأرض السورية من حرب إبادة، وما يرتكبه من جرائم ضد الإنسانية تطال البنيان والإنسان..

كما نرى في استرسال المجتمع الدولي في التواري وراء هذه المبادرة العبثية، التي غطت - حتى الآن - ما يزيد على عشرة آلاف من الضحايا الأبرياء، استهتارا لا حدود له بالدم السوري، وإصرارا على إعطاء المستبدّ القاتل، الفرصة المفتوحة لتنفيذ مخططه في إهلاك الحرث والنسل، لإعادة السيطرة على المجتمع السوري، الذي يبدو أن مشروع تحرّره يُقلقُ كلّ أدعياء الدفاع عن الحرية وعن حقوق الإنسان.

إن التوافق مرة أخرى وبعد مائة وعشرين يوما من تصاعد عملية القتل والتدمير، على مشروع هذه المبادرة الميتة؛ يدلل بما لا يدع مجالا للشك، على وحدة الموقف الدوليّ  - في المحصّلة - من مشروع تحرّر الشعب السوري، مع اختلاف طرائق التعبير. الكلّ يصطفّ عمليا وراء مشروع إلحاق المجتمع السوريّ، بدائرة نفوذ الوليّ الفقيه في طهران، الأمر الذي عبر عنه صراحة السيد (لافروف) وزير الخارجية الروسي. كل السوريين يتساءلون ما هو الفارق العمليّ بين موقف الروس والإيرانيين، وبين موقف الآخرين في غير لحن القول؟..

كما نتوجه في هذا السياق إلى السيد الأخضر الإبراهيمي..

إنه ليعزّ علينا وأنت رجل من رجال الأمة، يُكنّ له الشعب السوري كلّ الاحترام والتقدير، أن تتحمل مسئولية هذه المهمة القذرة، فيكون رجل في مثل مقامك، ورقة توت تستر عورة المجتمع الدوليّ، وتتحمل وزر تخاذله. لقد خرج سلفك من هذه الكوميديا السوداء، وضميره ينوء بدماء عشرة آلاف إنسان سوري، بينهم أكثر من ألف طفل. لقد رضيَ أن يضع نفسه في طريق الشعب السوري، وسيظل إثم الضحايا يلاحقه إلى يوم الدين..

وإنه من المهم أن نُنهيَ إليكم من موقع الاحترام لشخصكم الكريم، أنكم إذ تقبلون بتحمّل هذه المسئولية، ستصيرون إلى أن تضعوا يدكم في يد معتوه، قال عنه كلّ من تعامل معه: إنه كذاب ومجرم وقاتل. وتؤكد الوقائع الموثقة على الأرض السورية أنه قاتل أطفال، ومغتصب نساء..