ملاحظات عن زيارة علمية إلى الهند

إحسان قاسم الصالحي

إحسان قاسم الصالحي

الثلاثاء 10 /4/2012

 السفر من اسطنبول إلى دبي والوصول إليها ليلاً، والاستقرار في مدرستها النورية.

الأربعاء 11/ 4

إجابة دعوة الغداء في بيت الدكتورعبد الحكيم الأنيس .

ثم المشاركة في  درس بالعربية في المدرسة النورية مساء، وإجابة دعوة الأخ زياد الإرحيم للعشاء مع الشيخ شيرزاد وأبيه، والمبيت في بيت الأخ زياد والجلسة مع أهله وأولاده.

والانطلاق معه صباحاً إلى أبو ظبي لزيارة الدكتور فاروق حمادة في هيئة الشؤون الإسلامية للأوقاف، وزيارة المهندس سردار في شركة النفط .

 ثم زيارة الدكتور حسن الأمراني في مسكنه في الشارقة .

 والعودة مساء إلى المدرسة للمشاركة في الدرس مع الأتراك .

الجمعة 13 /4/ 2012

السفر من دبي صباحاً برفقة الدكتور عبد الحكيم الأنيس إلى دلهي، والوصول إليها عصراً، والاستقرار في المدرسة النورية الكائنة في منطقة غفار.

السبت 14/4

السفر في أربع ساعات مرهقة إلى مدينة (ديوبند) لزيارة جامعة دار العلوم التي تعد أقدم جامعة إسلامية في الهند إذ تأسست سنة 1866. استقبلنا وكيلُ رئيس الجامعة وقسم من الأساتذة وقدمنا مجموعة كاملة من "الكليات" هدية إلى مكتبة الجامعة، وتجولنا في أركان الجامعة وبخاصة في المكتبة الغنية بالمخطوطات التي منها صفحات من القران الكريم بخط الملك الصالح أورنك زيب.

 وفي المساء ألقى كل منا ( أنا والدكتورعبد الحكيم الأنيس) محاضرة حول أهمية هذه الجامعة وتاريخها وأهمية رسائل النور وما يمكن أن تقدمه للعلم والإنسان، وذلك في الحفل العام الحاشد في المسجد الكبير.

 ثم ألقينا درسا خاصا لطلبة قسم التخصص للغة الانكليزية.

الأحد 15/4

السفر صباحا إلى (سهارنفور) وزيارة جامعة مظاهر العلوم الإسلامية، في سفرة مرهقة حقا.

 وألقى كل منا محاضرة على طلاب قسم اللغة العربية في مركز محمد زكريا الكاندهلوي.

      ثم السفر إلى (تهانه بهون) وزيارة مدرسة إمداد العلوم، ثم بيت وقبر حكيم الأمة أشرف علي التهانوي الذي ألّف ألف كتاب ما بين كبير وصغير في العلوم الإسلامية، ودفن في المقبرة التي وقفها بنفسه لدفن موتی المسلمين.

       ثم السفر إلى (كاندهلة) لزيارة المدرسة الإسلامية السليمانية وزيارة خاصة للشيخ افتخار الحسن الكاندهلوي، وابنه نور الحسن، وحفيده أبي الحسن الذي كان دليلنا في زيارتنا في هذه المنطقة.

وفي المساء عدنا إلى المدرسة النورية بدلهي، وتناولنا العشاء مع ضيفين كريمين ينتظراننا وهما الدكتورمحمد أسلم الإصلاحي والدكتور مجيب الرحمن.

الاثنين 16/4 

صباحاً زيارة جامعة دلهي، قسم اللغة العربية ( رئيس القسم الدكتور محمد نعمان خان) .

وألقى كل منا محاضرة حول رسائل النور على طلاب الاختصاص (الماجستير والدكتوراه).

ثم زيارة جمعية علماء الهند المركزية، ورئيسها.

وزيارة قبر الشاه ولي الله الدهلوي صاحب كتاب "حجة الله البالغة" و أبنائه.

ثم زيارة إلى الجامعة الملية الإسلامية.

 ثم العودة إلى المدرسة النورية.

وفي الليل زيارة مركز جماعة الدعوة والتبليغ، وإهداء مجلد "الكلمات" إلى الشيخ محمد إلياس الباره بنكوي الذي قضى 16 سنة لتحقيق وتخريج أحاديث كتاب (حياة الصحابة) لمحمد يوسف الكاندهلوي، وقرأ لنا من "الكلمات" درسا .

 ثم زيارة قبر الشاعر غالب، وأمير خسرو، والولي الصالح نظام الدين.

الثلاثاء 17/4

زيارة القلعة الحمراء التي تعد من الآثار المهمة للدولة المغولية الإسلامية.

 ثم كلية ذاكر حسين ( أول مسلم يتولى رئاسة الهند 1967-1969) واللقاء مع عميد الكلية الدكتور محمد أسلم برويز، وتقديم عدد من رسائل النور إلى الكلية.

 ثم زيارة رئيس قسم اللغة العربية في جامعة نهرو  JNUالدكتور محمد أسلم الإصلاحي وتناول الغذاء في بيته مع الدكتور مجيب الرحمن.

 ثم زيارة الكلية، وألقى كل منا محاضرة حول النور على طلبة الماجستير والدكتوراه.

ومما قاله الأستاذ الإصلاحي في تعليقه على المحاضرتين في وصف حبهم للغة العربية كأنهم مصداق قول الشاعر:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى= فصادف قلبا خاليا فتمكنا

وكذا قال: ولكن لما شاركنا في مؤتمر بإحدى الدول العربية وجدنا أنفسنا مصداق قول الشاعر:

جُننِّا بليلى وهي جُنتْ بغيرنا= وأخرى بنا مجنونةٌ لا نريدها

وقد شكر الدكتور مجيب الرحمن الطلاب لحرصهم على الحضور، و وصفهم بأنهم فضلوا القول على القيلولة

وبعد صلاة العشاء قمنا بزيارة المدرسة الأمينية في دلهي القديمة الذي كان الشيخ محمد أنور الكشميري من مؤسسيها، وقدمنا بعض الرسائل إلى مكتبتها.

الأربعاء  18/ 4

السفر إلى( لكنهؤ) بالطائرة استغرق ما يقرب من ساعة.

 والذهاب من المطار مباشرة إلى قرية "رائي بريلي" قرية الأستاذ أبي الحسن الندوي التي توفى فيها ودفن في مقبرة العائلة. ودعونا الله له طويلاً وفاءً لما أمدّنا بكتاباته من معاني الإيمان.

وتجولنا في البيت الذي كان يسكنه، ووقفنا أمام السرير الذي انتقل عليه إلى رحمة ربه.

 وكان دليلنا الأستاذ بلال عبد الحي بن محمد الثاني بن عبد العلي الحسني (وعبد العلي هذا شقيق الأستاذ الندوي).

 والشيخ بلال يترأس المركز الذي أسسه طلاب الشيخ وذووه في القرية باسم "مركز الإمام أبي الحسن الندوي للبحوث"، و فيه كل ما يتطلبه البحث العلمي من وثائق ومراجع.

ومما قاله لنا الأستاذ بلال : إن الأستاذ الندوي قد قرأ "الكليات" كاملة وأعجب بها كثيرا حتى إنه أوصى أحد تلاميذه بترجمتها إلى اللغة الأردية، وكان يقول: أنا أدعو لهذا الرجل كل يوم بعد تلاوة القرآن.

 وبعد تناول الفطور ألقى كل منا محاضرة حول النور على الطلبة في المركز هناك.

 ثم انطلقنا إلى جامعة ندوة العلماء ولقاء الشيخ محمد الرابع الحسني رئيس الندوة والدكتور سعيد الأعظمي مدير الجامعة، ورئيس تحرير مجلة البعث الإسلامي التي تصدر منذ أكتوبر سنة 1955. وأهدينا لهم "الكليات" كاملة.

وفي المساء ألقى كل منا محاضرة عامة عن حياة الأستاذ النورسي والرسائل وأهمية العلم والدعوة والإفادة من منهج النورسي والندوي، وذلك  في الحفل الحاشد في المسجد والذي يقدر بثلاثة آلاف طالب.

 ثم زيارة (دار العلوم فرنكي محل) والعشاء عند الشيخ خالد رشيد نظام الدين، وأُهديت له رسائل بالعربية والإنكليزية.

الخميس 19/ 4

قدَّم كل منا محاضرته في صفين منفصلين للمتخصصين في دار العلوم، فقدم الأستاذ عبد الحكيم قواعد البحث العلمي كما في التراث و"محاكمات" الأستاذ النورسي.

أما أنا فقد شرحت لهم منهج الأستاذ النورسي في تفسير القرآن الكريم في مرحلتيه القديمة والجديدة.

ثم ذهبنا إلى زيارة قبر العلامة عبد الحي اللكنوي وبيته.

 ومن هناك كنا على موعد مع الجامعة الموحدة integral التابعة لندوة العلماء التي تدرّس فيها العلوم الحديثة باللغة الإنكليزية، وقدمنا الكليات الإنكليزية إلى رئيس الجامعة.

وقبل أن يحين الظهر تابعنا السيرَ إلى جامعة الإمام أحمد بن عرفان الشهيد في مليح آباد، وألقى كل منا محاضرة على الطلاب في المسجد قبل صلاة الظهر.

ثم تناولنا الغداء، ثم عدنا إلى دلهي بالطائرة ليلا.

الجمعة 20/ 4

السفر إلى مدينة عليكره لزيارة القسم العربي في جامعتها الشهيرة التي أسسها سيد أحمد خان سنة 1920. وألقى كل منا محاضرة على المتخصصين من الطلبة وأساتذة القسم، وقدمنا "الكليات" وكتبا أخرى إلى القسم.

 وصلينا الجمعة في مسجد الجامعة.

ثم عدنا مساء إلى دلهي.

  وبدأنا التهيؤ للعودة إلى دبي .

السبت 21/4

 الانطلاق إلى المطار صباحا للسفر إلى دبي، ومن ثم إلى اسطنبول. ووصلتُها مساء.

ملاحظة:

كان الدكتور عبد الحكيم حريصاً على أخذ الإجازة من العلماء الأفاضل الذين قضوا أعمارهم في تدريس الحديث النبوي الشريف. وفعلا كانوا يعطونه الإجازة - ولنا أيضاً - .

وكان حريصاً أيضاً على زيارة بيوتهم التي كانوا يسكنونها، أو قبورهم والسلام عليهم والدعاء لهم. فضلا عن البحث في مكتباتهم عن المخطوطات أو في الأقل اقتناء فهارسها.

 وفي الختام فسّر الأخ أبو ذر ذلك بالآتي: إن أخذ الإجازة وهذه الزيارات نوع من الاستئذان من هؤلاء الفطاحل لنشر دعوة النور، أي كما فعل ذلك الإمام خالد البغدادي في العراق واستأذن بزيارته قبر الشيخ الكيلاني لنشر الطريقة النقشبندية، وهو كما قال.

ونسأل الله الإخلاص والقبول