إجهاض الثورة والخطة

د. موسى الزعبي

ممالاشك فيه أن اليوم الثامن عشر من تموز يوليو كان المنعطف الأكثر الاهمية في تاريخ الثورة السورية ولكنه ليس آخرها ويمكن أن يؤرخ لبداية العد التنازلي لهذا النظام الذي جثم على صدور السوريين والعرب والمسلمين عموما لقرابة نصف قرن من الزمان هذا اليوم الذي شهد مقتل رؤوس الاجرام بسوريا الذين كادوا أن يعبدوا من دون الله كفرعون موسى وكان يقترن مع اسم كل منهم كل مفردات الارهاب و الاجرام والعهر والكفر وهذا ما خبره السوريين منهم طوال السنوات الماضية وبغض النظر عن كيفية مقتلهم سواء كان النظام صفاهم بعد محاولة انقلابية أو صفاهم الجيش الحر أو من صنيعة المخابرات الاجنبية وخصوصا تركيا وهذا هو الأرجح برأيي فعملية بهذه النوعية العالية الدقة تحتاج تخطيط دول كبرى ذو أجهزة إستخبارتية متقدمة وبسبب ذلك لاحظنا التردد وعدم إعلان ساعة الصفر و لاحظنا فقط بعض الانشقاقات والمعارك وخصوصا بالعاصمة كردة فعل ولم يكن هنا فرصة مناسبة كهذه لإعلان ساعة الصفر لو كان الجيش الحر من فعل ذلك وللأسف البعض أفرط بتفاؤله بمقتل هؤلاء ووضع أياما معدودات لنهاية النظام وإذ نعذر العامة بهذا حيث يساقون بعواطفهم يجب أن لانعذر رجالات المعارضة والذين يدعون العمل السياسي وينصبون أنفسهم محامين عن الثورة الذين لم يحسنوا قراءة الحدث واستثماره فعمر هذا النظام نصف قرن و قد ترعرع جيل كامل بظل هذا النظام والجيل الثاني في بدايته وبالأنظمة الاستبدادية تدجن الأجيال بلاوعي بثقافات وأنماط و نماذج غير صحية بسبب الألفة والتعايش دون أن ينكر أحد ذلك بسبب الخوف وكما يقول المثل الامريكي اذا عمل جميع الناس نفس الخطأ فهو ليس خطأ فتعايشوا مع هذا النظام الفاسد متكيفين معه فاستطاع هذا النظام بمكره ربط مصالح العباد بأجهزته الامنية وعلاقات المحسوبية والرشاوي لذلك فالثورة لم يطلقوا شراراتها هذا الجيل الاول الذي ترعرع وتعايش مع هذا النظام بمايشبه تعايش العلقة من خلال عصا الرهبة والرغبة أو هجر البلد وإنما أطلق شرارة الثورة بداية الجيل الثاني الذي لم يصل لدرجة الجيل الاول من التعايش والألفة فأطلقها أطفال بعمر الزهور ليستلم الراية بعدهم شباب بربيع العمر متأثرين بثقافة المقارنة بين واقعهم المر وواقع الدول الاخرى التي نالوها سواء عن طريق سفر ذويهم أو وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة فوجدوا أنفسهم مهمشين وبدون كرامة وخارج حركة التاريخ ولم يجد الجيل الاول إلا للحاق بهم لما رأوه من عزيمتهم فبعضهم التزم خط الثورة وبعضهم ركب موجة الثورة متسلقا وأغلبهم آثر الصمت لأسباب مختلفة منها عدم تأثر مصالحه ومنهم ليأمن لقمة عيش أولاده ومنهم خوفا من بطش أعتى نظام عرفته البشرية الذي فاق محاكم التفتيش بالأندلس ورغم أن الثورة السورية أكبر وأعظم ثورة بالتاريخ يشارك بها الشعب بالثورة حوالي الخمس أي حوالي 4 الى 5 ملايين من اصل الشعب وأما الباقي حوالي 18 مليون لايزال أغلبهم مصالحهم مرتبطة بالنظام ليس حبا به أو كرها للمعارضة ولكن خشية من المجهول ولكن هذا نتيجة طبيعة للأنظمة الاستبدادية وإذ أسوق هذه المعطيات لنكشف الستر عن أغلب معارضتنا وأنها أشبه بصحون الكرتون وحيدة الاستعمال فليس كل صامت هو مع النظام وليس كل معارض هو شريف بل هناك ممن يدعون المعارضة أشد سوءا وخطرا من الاسد نفسه لو رفع الغطاء عنهم لذلك علينا الانطلاق من هذه البديهيات ونفكر كوطنيين لا كأحزاب ونفكر ببناء البلد ببناء سوريا الواحدة التي باتت مشروع خصب لقيام الشرق الاوسط الجديد بينما المعارضة تفكر بالمواقع لا المواقف , ومن حزبه أقوى على الارض, ومن يملك كتائب اكثر علينا الانطلاق من المغفرة والسماح لكل السوريين سواء من تورط بقضايا فساد أو لايزال صامت أو موظف عند النظام ونشرك الجميع ببناء سوريا فالكلام اللغو هو من يخوف الكثير من المواليين من الانشقاق ويجب وضع معايير واضحة للوطنية فالخيانة وسفك الدماء لاتغتفر إلا من أكره فأمره لولي المقتول يرجع ودون ذلك خاضع للمغفرة والسماح فالعالم اليوم ليس مشغول بإسقاط الاسد بقدر ماهو مشغول بإجهاض الثورة فلو قدر الله لهذه الثورة أ ن تنتصر دون تقسيم سوريا أو حرب أهلية أو طائفية ستهز عروش العرب والعجم فلا عذر بعد نجاح الثورة لتخاذل أي شعب تجاه من يستعبدهم لذلك نرى العالم منذهل حتى هذه اللحظة من هذه الثورة التي حافظت على نقائها ولم تنجر لحرب طائفية وأهلية رغم الترويج لذلك من منظمات دولية كالصليب الاحمر وغيره و الجميع منشغل كيف يجهض هذه الثورة لكي يرسل رسالة اليأس الى الشعوب التي تحاول او تفكر بالثورة أن لا أمل لهم وثانيا إضعاف سوريا كدولة وان تتدخل بنزاعات داخلية تنشغل بها عن اسرائيل فالسوريين عنيدين ولن يتركوا اسرائيل وغيرها بخير فحاسة العروبة والقومية والإسلامية تفوق أي شعب عربي آخر وسوف يرهقون العالم بفضح جرائمه ومكائده فاليوم سوريا تقف على مفرق طرق خطير أما تقسيمها وهذا ما بدت بوادره إذا لم نتدارك ذلك سريعا ونرتقي فوق مصالحنا الشخصية والحزبية الضيقة أو مزيدا من المجازر والدماء فقرار التنحي ليس بيد النظام وإنما بيد قوى إقليمية على رأسها إيران التي تعتبر سقوط نظام الأسد وليس شخص الأسد سقوط نفوذها ومشروعها بالمنطقة العربية أي ممكن تقبل..

[7:47:11 PM] الدكتورموسى الزعبي: ببديل لشخص الاسد مع بقاء نظامه وقوى دولية كروسيا التي لم تجني ثمار وقوفها مع النظام ومجازرها الدموية حتى الآن إضافة لإسرائيل التي تخشى على فقدان أمنها إذا سقط ربيبها علاوة على إمريكا والغرب الذين يدغدهم مايحصل بسوريا وشعبها من أجل مشروعهم الشرق الأوسط الجديد ومن ذلك نستنج أن عملية إسقاط النظام من قبل العالم تحاكي قصة بقرة سيدنا موسى التي ذبحوها الاسرائيلين وماكادوا يفعلون واليوم كل القضية لدى الشعب السوري هي إسقاط النظام المجرم ونيل حريته ولكن أعداء الشعب يعقدون الامر ويأخرونه خدمة لمصالحهم الشيطانية ولكنه سيأتي يوم يسقطونه مكرهين ,فاغتيال خلية الازمة شكل بداية النهاية و العد التنازلي للنظام ولايزال طريقنا وعر ومليء بالمتاعب والأحزان فالنظام والدول المجرمة المتحالفة معه علانية وسرا بدؤوا بالخطة أ وهي بقاء النظام وفشل الثورة وهذه فشلت و طويت باغتيال أو قبيل اغتيال خلية الأزمة وذلك بسبب صمود شعبنا , الخطة ب وهي التي يعمل عليها العالم حاليا انشقاقات وهمية لرموز النظام لإضفاء صفة الثورية والوطنية عليهم يقودون المرحلة الانتقالية يحمون أنفسهم ورموز النظام من الملاحقة إضافة لمصالح العالم المتآمر وعموما انشقاقهم مرحب به شريطة أن يبقوا تحت خدمة الثورة والثوار لكن قائدين لها والخطة ج تقسيم سوريا وشرق أوسط جديد ويدي على قلبي من هذا النظام السفاح ومن هذه المعارضة التي تحتاج معارضة تديرها وتغسلها .