اكتشاف المواهب وتفجير طاقاتها

د. عبد الرحمن الحطيبات

اكتشاف المواهب وتفجير طاقاتها

د. عبد الرحمن الحطيبات

مشرف اللغة العربية – مدارس الجامعة: الظهران

إن إعداد الطالب للحياة بإكسابه الكفايات اللغوية اللازمة لبناء شخصيته .. والتفاعل مع معطيات العصر وتحدياته والتعايش مع الآخرين؛ رسالة نسعى لتحقيقها من خلال اكتشاف المواهب وتفجير طاقتها الإبداعية, ونجد لكل ذي موهبة ما يكشف عن موهبته, ونوفر له البيئة التي سيحلق في سمائها نسراً بين النسور .. كي ينسجم في إنسانيته وموهبته ويتعاون مع كل ذي موهبة, آمنا في سربه.

وبالمواهب تقدمت وتتقدم الإنسانية, وبالموهبة إحساس بالسعادة, وبالموهبة حل لكل المشكلات, وبالموهبة تكيف في كل الظروف. فإذا ما سعينا نحو ذلك فإننا نشترك مع العظماء وأساتذة العظماء في بناء حضارة الإنسان متضامنين, و نكون بالحياة جديرين..

وعليه فلتكن بيوتنا, ومدارسنا .. ولتكن فصولنا الدراسية سعيدة لأنها تؤسس لمجتمع الفضيلة ومدائن العلم إذ تحتضن بين جنباتها: العباقرة والموهوبين من علماء وقادة المستقبل والمشرعين في الفكر والسياسة والاقتصاد والطب والهندسة واللغة والأدب والفن وسائر العلوم وقد كستهم بثياب العفاف وبلباس الفضيلة وكللت هاماتهم جميعا بتاج الوقار .

ولتبتعد بيوتنا ومدارسنا ..وليبتعد معلمونا من الوقوف على حافة جرف هار من تأسيس مجتمع الفساد والرذيلة ومدائن الضياع من مسلوبي الإرادة والحيارى والتائهين والمقموعين وذوي الحالات النفسية المستعصية والكسالى والعاطلين وذوي الأخلاق السيئة.

 لقد ثبت بالتجربة وعبر تاريخ البشرية الطويل .. وفي جميع مراحل عمر الفرد أن قدرات الإنسان في حاجة إلى استثارة ودافع .. كي تتفاعل وتبٌدع .. معبرة بما لديها من إمكانات.. ومفجرة ما لديها من طاقات .. ومسطرة لما في عقولها فيها من معان وأفكار .. وقد قيل أن (الحاجة أم الاختراع ) ..

وستظل هذه المقولة صالحة في دلالتها وعلى الاستخدام الأمثل في التوصيف الدقيق بطبيعة النفس البشرية ومقومات تفاعلها المتواصل مع الحياة سواء بالإضافة لها.. أو تعديل مسارها أو تطوير إيقاعها .

ولا بد أن يبرز دور للأسر بعامة, وللمؤسسة التربوية والمعلم بخاصة دور في إيجاد البيئة المحفزة لأبنائهم الطلبة, وإثارة التنافس بينهم سعياً نحو بلوغ التقدير المناسب والشعور بالتميز لدى كل فرد.. وبخاصة في مراحله الأولى من التكوين النفسي والاجتماعي والعقلي والجسدي.

 ولا بد من التفكير في إيجاد أنشطة وبرامج متعددة المجالات.. تستهدف التنافس في إطار من التسابق الممكن لكافة الميول والمواهب لدى أبنائنا الطلاب في جو من الإخلاص والتفاعل والاحترام والمحبة والتجاوب والإنجاز .

 لنعلم أبناءنا كيف يكونون ؟ وكيف يتعلمون؟ وكيف يمكن إطلاق الفكر الباحث والمنقب.. والقدرة المعبرة بوسائلها المختلفة لتسجيل قصة أسرة المتفوقين.. و قصة مدرسة الموهوبين .. وقصة أستاذ المبدعين ... وقصة الطالب الإنسان المبدع الذي يعرف من خلال أسرته ومدرسته معاني الرجولة والإنسانية والحق والجمال والخير والجندية والمسؤولية والوطنية والكرم والشجاعة والرحمة ..الإنسان الذي يتفاعل مع معطيات عالمه المعاصر بإيجابية تامة.

 ولكي نتمكن من تحقيق هذه الآمال أضع مجموعة من التصورات والمبادئ التي يمكن خلالها تنمية مواهب أبنائنا الطلبة منها:

1.          توجيه التعليم نحو المفاهيم والبنى المعرفية الأساسية والابتعاد عن الحشو والتلقين.

2.    التركيز على استخدام المعرفة في الحياة والجانب العملي؛ استخداماً فاعلاً واستخدام المنحى التطبيقي والتجريبي في التعلم والتعليم.

3.          تنمية مهارات التفكير المختلفة( التفكير الناقد والإبداعي...) والتأملي, والذكاء العاطفي .

4.          الإفادة من تطبيق نظرية الذكاءات المتعددة , والمنحى المنظومي, والنظرية التكاملية في التدريس.

5-       الاستجابة الفاعلة للتنوع والفوارق الفردية بين الطلبة من خلال استدعاء خبرات حياتية وطرح تساؤلات حولها أو تقديم الموضوع من خلال قصة أو فلم هادف,أ وتقديم مشكلة أو قصة مثيرة, وتقديم تطبيق حياتي أو تقني, أوتقديم ظاهرة طبيعية أو حادثة ذات دلالة .

6- دراسة مقررات متقدمة

7- توسيع المنهج وتعمبق محتواه.

8- تحديد واجبات منزلية وأنشطة إثرائية.

9- قيام الطالب بمشروعات بحثية ذات خصوصية, و كتابة تقارير حول موضوعات وظيفية.

10- الإفادة من وسائل وسائط التقنيات الحديثة و تنويع مصادر المعرفة .

 إنها معطيات رحبة.. تستحق منا جميعاً.. الجمع والرصد والتجسيد .. مستخدمين ما لدينا من قدرات خاصة في إبراز الصورة الأحسن وتقديم العمل الأفضل والإنجاز الأميز .. كل في موقعه ...للكشف عن مناجم الإبداع وتصنيع خاماته.. وتصدير العقول الملهمة والنفوس الخلاقة

 وأخيراً هذا ما نأمل إليه من الوصول إلى الإبداع في أعلى درجاته والابتكار في أرقى منجزاته.. هذا هو السبيل للتغيير والتطوير .. و الانطلاق إلى آفاق المستقبل المنشود فلنبدأ جمعياً بكتابة بداية قصتنا مع الإبداع ... وحتى نصل بها إلى أعلى درجاته استودعكم الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم

 وفقنا الله سبحانه وتعالى جميعاً.. لما يحبه ويرضاه..