الإفساد الفطري عند اليهود

الإفساد الفطري عند اليهود


د. رمضان عمر

[email protected]

رئيس رابطة أدباء بيت المقدس / فلسطين

في ظلال آية

(وَقَضَيْنَآ إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً(4) فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً (5) ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً (7) عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً)

 { الإسراء 4-8 }.

هذا المشهد التصويري لمراحل تاريخية ذات صبغ سياسية يلخص منطق التشكيل التفصيلي لرحلة هؤلاء القوم؛ مرورا عبر الفساد المرتبط بالسيادة والعلو،وهو فساد له علاقة بالدولة، إذا ما اعتمدنا على رأي من رأى أن الافسادتن مقصود بهما إقامة الدولة قديما وحديثا؛حيث يعتقد أن الإفسادة الأولى انتهت مع ما قام به (بختنصر) في الماضي([1])بإنهاء الوجود اليهودي في بيت المقدس، بعد أن هاجم اليهود في فلسطين و دخل القدس- بعد حصارها عاما و نصف (عام 589 قبل الميلاد( و دمرها تدميرا كاملا ثم دمر الهيكل الذي بناه سليمان عليه السلام حجرا حجرا و أخذ من بني إسرائيل 40 ألفا كأسرى و سبايا و فر الباقون من أمامه إلى مصر، بينما يجمع غير واحد على أن قيام دولة الاحتلال في هذا الزمن يمثل الافسادة الثانية.

وقد ذهب بعض المفسرين إلى جعل المرتين في قتل نبي في كل مرة، ويجعلون هذا في خصوص قتل زكريا عليه السلام أولا، وقتل يحيى عليه السلام ثانياً، وهذا الرأي ذكره الطبري وعزاه لجمهور المفسرين([2])ومنهم من لم يحدد فعلاً بعينه، ولا مقصوداً برأسه، وإنما ذهب إلى أن هذا جزء من فسادهم الماضي. وينقل أغلب هؤلاء المفسرين تلك الأقوال عن الطبري([3])وقد ذهب سيد قطب إلى أن هاتين المرتين سلسلة من سلاسل الفساد المستمر عندهم، من تاريخهم الأول إلى يومنا الحاضر([4]).

لماذا الحديث عن فساد بني صهيون؟

الحديث عن الفساد الفطري في مكونات التفكير العبري له ما يبرره ويثبته،وله ضروراته وغاياته أيضا؛ ذلك أن المنطق السياسي الذي يتكئ عليه بعض المخدوعين حول إمكانية الوصول إلى حل عادل وشامل عبر تفاهمات سلمية مع الكيان الغاصب سيجد ما يبدده، وينسفه حينما يقع على أبجديات وحقائق تثبت عقم هذا المنهج، وتنفي إمكانية التوصل إلى حل عبر تلك الآلية المفترضة.فالمؤسسة السياسية صاحبة القرار لدى الصهاينة لا تؤمن إلا بالحرب، ولا تتقن إلا فن السحق والتشريد والإفساد.

ثم إن الواقع البشري المتشكل من خلال علاقات تضادية تمثل الجريمة والغزو والفساد الاقتصادي والإعلامي والأخلاقي والسياسي جزءا كبيرا منها له علاقة بفلسفة اليهود الفكرية القائمة على الإفساد والفساد معا.وتاريخ الحركة الصهيونية –حديثا- يثبت ذلك ويدل عليه.

ولعل أول مكون إفسادي في منطق التفكير اليهودي قائم على الاستخفاف بالله والعقائد والأديان ،ثم محاولاتهم الحثيثة لتزوير الحقائق والتاريخ، ثم الانتقال إلى ساحات الفعل الافسادي، ليعيثوا في الأرض فسادا ،فيقتلوا ويدمروا ويتحالفوا مع قوى الشر لتحقيق مآربهم الشهوانية في السيطرة والكسب (الحرام )، ففي العقيدة زعموا أن يد الله مغلولة غلت أيديهم، وزعموا انه لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ،وفي الفعل الإفسادي قتلوا الأنبياء بغير حق ف : (...ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (البقرة61).

وقد وقع التحريف في الكتاب المنزل عليهم " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون( البقرة 75)

هذا التزوير المبدئي في التلقي جعلهم أكثر جرأة ووقاحة في إنكار رسائل السماء التي أنزلت على رسل الله من بعد موسى، وصولا إلى الموقف المتعنت من رسالة الإسلام الخالدة التي نزلت لتكون خاتمة الرسالات، وليكلف بها كل من برأ الله .

وقد كان اليهود قد جاءهم في كتبهم السابقة نبأ هذه الرسالة وأمروا أن يؤمنوا بها، ولكنهم ضلوا وأضلوا ،وأنكروا بعثة محمد، وناصبوا أمته العداء، وقد بقيت الأمة الإسلامية في عداء مع هذه الكتلة الافسادية منذ ذلك اليوم حتى اللحظة.

قال تعالى:{ وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (90) وإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (91) }، وقال أيضاً: { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146 /البقرة) }.

 اليهود هم الخطر المطلق على البشرية

حاولت( أمريكا)- في مستهل هذا القرن- أن تجعل من الإسلام خطرا فريدا لا ثاني له - على البشرية جمعاء - ، وساعدها في ذلك إعلام كاذب مهادن، وأضحت كلمة (إرهابي) لا تلتصق إلا بمسلم أو عربي،وفي المقابل استطاع اللوبي الصهيوني أن يفرض على(أوروبا) أن تقر قانونا غريبا لصالح اليهود" قانون معاداة السامية" وتجعل من كذبة وهمية( الهلوكوست) أساسا لتجريم العالم كله وإدانته.

والعالم اليوم يتخبط في سياساته، ويقفو اثر الأمريكان في الجريمة والغي،استجابة لحرب قذرة روج لها يهود في كل الأصقاع الإسلامية في الصومال والسودان والقوقاز وأفغانستان والعراق وفلسطين،وهذا كله بفعل التحريض الصهيوني ضد الإسلام والمسلمين.

الجرائم ضد البشرية وأكذوبة الهلوكوست

حينما يتحدث العالم عن الإبادة عادة ما يضيفونها إلى كلمة (هلوكوست)ذات الدلالة اللاهوتية، ويربطون ذلك بما حل باليهود على يد النازية، مع أن الرأسمالية الوحشية أبادت أكثر من50 مليونا من الهنود في (أمريكا) وكذلك قتلت 100 مليون أفريقي من اجل نقلهم كعبيد إلى (أمريكا) حيث كان يقتل عشرة أفارقة فيكل مرة تقريبا لنقل 20 مليون عبد إفريقي([5] ).

 والحقيقة التي لا تنازع فيها أن اللوبي الصهيوني استطاع فرض هيمنته على العقلية السياسية والحربية في (أمريكيا) فأصبحت (أمريكا) مستعمرة صهيونية بامتياز ، وعملت المؤسسة الصهيونية على تحويل(أمريكا) إلى دولة لا تتقن إلا فن الجريمة ، واختلاق الحروب لصالح الصهاينة، فمنذ (هتلر) و(نابليون) حصدت الولايات المتحدة ومعها إسرائيل ثمار النصر،وسُخِّر ذلك كله في زرع دولة الاحتلال في فلسطين، وإكراه العالم على الاعتراف بها، حتى (بوش) و(اباما)من بعده قاما بحربين لعقدين متتاليين، في أفغانستان والعراق من اجل إسرائيل؛ لترتيب مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي حلم به (بيرس) في العقد الماضي من القرن المنصرم.

 وقد ثبت تاريخيا أن تعاون قادة الاحتلال مع الولايات المتحدة كان استمرارا لتعاون هؤلاء مع (هتلر)،فعند وصول (هتلر) إلى سدة الحكم كان من بين كل مائة يهودي منظم 5 في المائة ينتمون إلى المركز الصهيوني، و95 ينتمون إلى رابطة اليهود الألمان، مما يعني أن اليهودية لم تكون سوى مكون أساسي في كل من لصق بهم فعل إجرامي عالمي.([6])

واليهود هم من يقفون أمام معظم النازعات الدولية ، وتفريق العالم وجره لحروب طائفية؛ ففي عام 1957أصدر الكاتب(ر.ك.كارانجيا) -صاحب مجلة[بليتز]الهنديه- كتاباً أسماه"خنجر إسرائيل"وقد تضمن الكتاب وثيقة سرية أعدتها الأركان العامة الإسرائيلية جاء فيها:-((... لتقويض الوحدة العربية وبث الخلافات الدينية بين العرب يجب اتخاذ الإجراءات منذ اللحظة الأولى من الحرب لإنشاء دول جديدة في أراضي الأقطار العربية:-

·        دولة درزية(منطقة الصحراء وجبل تدمر).

·        دولة شيعية.

·        دولة مارونية(تشمل جبل لبنان حتى الحدود الشمالية الحالية للبنان).

·        دولة علوية-أي نصيرية-

·        دولة أو منطقة ذات استقلال ذاتي قبطي.

((وستوزع الأراضي العربية بما في ذلك المنطقة الصحراوية بين الدول الجديدة.

تبقى المناطق العربية التالية:

دمشق ، العراق ، مصر ، السعودية

، ومن المرغوب فيه إنشاء ممرات غير عربية تشق طريقها عبر المناطق العربية)).

وقد تنبه كثير من الكتاب إلى هذه الحقائق، فما كان من اللوبي الصهيوني إلا أن أقام دعاوي ضدهم، تحت قانون محاربة السامية كما حصل مع (روجيه جارودي) في كتابه القيم"الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية)؛حيث عرض لأهم هذه الأساطير المشكلة للساسة الإجرامية:

·        الأرض الموعودة لليهود في فلسطين

·        اليهود شعب الله المختار

·        ارض بلا شعب لشعب بلا ارض

·        المحرقة النازية

·        العقيدة اليهودية والصهيونية السياسية

وقد صبغت هذه الأساطير العقلية اليهودية لتصبح عقلية عدائية افسادية، فالشخصية اليهودية لا ترتبط جغرافيا بالأرض إلا من خلال مشكلين افساديين: الأول منهما قائم على أساطير وأباطيل دعائية تتلبس حالة من القداسة، كوعد الرب لبني إسرائيل بالأرض المقدسة[7].أما الثاني فيتشكل من خلال الاحتلال ،واستلاب الأراضي، وفرض الهيمنة والسيطرة عليها بقوة المال والسلاح.

بل إن الثقافة الدينية التي استقتها العقلية الصهيوينة من الأسفار المحرفة تدعو إلى الإفساد والقتل،ففي (سفر يشوع /10/34-39) نقرا:

"ثم تحرك يشوع وجيش اسرائيل من لخميش نحو عجلون فحاصروها، وحاربوها واستولوا عليها في ذلك اليوم ودمروها،وقضوا على كل نفس فيها بحد السيف،على غرار ما صنعوا بلخيش.ثم اتجه يشوع بقواته من عجلون الى حبرون وهاجموها،واستولوا عليها ودمروها مع بقية ضواحيها التابعة لها،وقتلوا ملكها وكل نفس فيها بحد السيف فلم يفلت منها ناج،على غرار ما صنعوا  بعجلون. وهكذا قضوا على كل نفس فيها.

ثم عاد يشوع إلى دبير وهاجمها، واستولى عليها ودمرها مع ضواحيها،وقتل ملكها وكل نفس فيها بحد السيف،فلم يفلت منها ناج،فصنع بدبير وملكها نظير ماصنع بلبنة وملكها"[8]

هذه الثقافة الإرهابية هي التي جعلت (مناحيم بيغن)يتحرك بقوات منظمة من (الارجون)في التاسع من ابريل عام 1948، لارتكاب مجزرة فيدير ياسين وقتل 254 من الشيوخ والنساء والأطفال.

ومن خلال هذا التصور الإجرامي والبنية الافسادية والتكوين الشره للشخصية اليهودية، لم تضع إسرائيل لدولتها حدودا تعرف بها، بل إن الحدود الفعلية التي تعترف بها العقلية اليهودية هي تلك الحدود التي ترسم معالمها الجرافة في الاستيطان، والدبابة في الاجتياح، والصاروخ العابر للقارات في القصف.

أما أن دولة الاحتلال قائمة في كليتها الإجرامية على الاستيطان الذي لم يتوقف في أي وقت كان، في سلم أو في حرب ،فتلك حقيقة لا مراء فيها؛ ذلك أن الحركة الاستيطانية هي وحدها القادرة على فرض واقع الدولة، وستبقى الإدعاءات التاريخية والأباطيل مبررات إعلامية لتسويق واقع الاحتلال.

وقد قرر العالم الغربي أن يؤمن بهذه الهلوسة الفكرية التي تستجيب عن مكر أو غباء للإدعاءات الإسرائيلية الزاعمة بأن هذه الأرض (المقدسة ) هي هبة السماء من رب السماء لشعبه المختار "اليهود"، وأن العالم بأسره مطالب بتحقيق هذه الرغبة اللاهوتية، وتمليك اليهود فلسطين( حقهم المزعوم وفق أساطيرهم ) .

وفي هذا السياق يمكن فهم تصريحات (نيوت جينجريتش) المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الجمهوريين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، عندما قال: إن الفلسطينيين "مجموعة إرهابيين" وشعب "تم اختراعه".

ثم إن قبول الأوروبيين والأمريكان لهذه الأكاذيب يعني أن الأوروبيين والأمريكان ليسوا أمناء على مصير الشعب الفلسطيني، ولا يجوز أن يعدوا أوصياء على هذه القضية واللجوء إليهم وإلى مؤسساتهم لن يرجع حقا مغتصبا والاتكاء عليهم في نيل الحقوق سراب لا طائل تحته ، ومن هنا فإن عملية السلام المتمثلة في ثلاث أطراف وفق رؤية تناقضية ليست سوى وهم هلامي وأكذوبة إعلامية وأسطورة من الأساطير المشكلة للسياسة الإسرائيلية ومنجها الحتمي صفر في الإنجاز للصالح الفلسطيني وتكريس لواقع الدولة وفق الرؤية الاحتلالية والبقاء في حلقة السلام المزعوم هو بقاء في دائرة الوهم ، فالطرف الفلسطيني التنازل عن حقه التاريخي اضعف بكثير من الطرف الاسرائيلي المتسلح بأساطير الوهم وعايات الكذيب والمسنو بكتلة أوروبية وامريكية تبيح له أن يفعل بالفلسطينين ما يشاء لأن هذه العقلية الأوروبية الامريكية قد شربت أوهام الدعاية اليهوية بأن فلسطين أرض ميعاد ، وأن اليود هم شعب الله المختار وأن طرد الفلسطينيين جزء من العقيدة الصحيحة التي دعت لهم كتبهم المقدسة .

هذا الفساد الفطري الفكري الممنهج القائم في أعماق الرؤية العقدية للصهيونية الحديثة والمسيحية المتصهينة يجعلنا نقرر أن الأفعى اليهودية المتغولة في واقعنا لا يمكن كف سمها الإ بقطع راسها ولا يمكن أن يجدي مع الفساد والغطرسة إلا الحسام والبندقية ، وقد نبهنا ربنا إلى حال القوم وعلاقتهم بالفساد وأمرنا بأن نقاتل في سبيل الله وجعل ذروة سنام الإسلام الجهاد فمن اعتقد بأن الجهاد في سبيل الله حديث عابر في كتاب الله ،فليقرأ هذه الشواهد:

{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} (190) سورة البقرة

{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} (191) سورة البقرة

{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} (193) سورة البقرة{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (217) سورة البقرة

{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (244) سورة البقرة

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (246) سورة البقرة

{لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} (111) سورة آل عمران

{وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} (167) سورة آل عمران

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} (195) سورة آل عمران

{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75) سورة النساء

{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (76) سورة النساء

{إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً} (90) سورة النساء

{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(39) سورة الأنفال.

               

[1] -روى ابن جرير : حدثني يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : ظهر بختنصر على الشام ، فخرب بيت المقدس وقتلهم ، ثم أتى دمشق فوجد بها دما يغلي على كبا ، فسألهم : ما هذا الدم ؟ فقالوا أدركنا آباءنا على هذا ، وكلما ظهر عليه الكبا ظهر . قال : فقتل على ذلك الدم سبعين ألفا من المسلمين وغيرهم ، فسكن >

[2] الطبري، جامع البيان، ج 17 ص 365، طبعة شاكر.

[3] ينظر: الشوكاني، فتح القدير، ج 3 ص 209، وابن الجوزي، زاد المسير، ج 3 ص 10 وما بعدها، القرطبي،الجامع لأحكام القرآن، ج10 ص214 وما بعدها، و ابن كثير، تفسير القرآن العظيم.

[4] قطب، سيد، في ظلال القرآن، دار الشروق، بيروت، ط10، 1981م، ج8 ص2214.

[5] انظر،روجيه جارودي ،هذه وصيتي للقرن ال21،ص68،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت،2007.

[6] انظر ، هذه وصيتي للقرن ال21،ص79.

[7] ورد في سفر التكوين ،الإصحاح 15،آية 18:"سأعطي نسلك هذه الأرض من وادي العريش الى النهر الكبير، نهرالفرات"

[8] انظر،الاساطير المشكلة للسياسة الاسرائيلية ،ص63.