سؤال حار الصبر فيه

نظير ابراهيم - فلسطين

الى متى..سؤال حار الصبر فيه وحار الحليم فيه.سؤال دام طويلا يعصر القلب الما ويفتت الوجدان حزنا مما نحن فيه فيصرخ السؤال مجاوبا:يا ليت لنا "كوفي عنان" يا ليت لنا "طوني بلير" يا ليت لنا "جيمي كارتر" بعدما عجزت أرحام نساء العرب أن تلد لهم ندّا.الى متى ستبقى تصرخ بوجدان الجامعة العربية هذه الأسئلة وأشدها حيرة اختيار الجامعه لرئاسة البعثة الى سوريا ذالك الدابه الصفوه من بين 400 مليون عربي الذي كشف حقيقة الجامعه وعرّى سترها عندما عاد بشهادة يعجز ابليس عنها,فالضحية التي نراها تقطر دما أدانها بالاجرام والجزار الذي يقطر سيفه دما هو المظلوم والضحيه.

تبقى جامعة الدول العربيه التي لا تمثل قضايا العرب باقل القليل هي السيف الذي يفتك بشعوب العالم العربي وهي الاداة الفاعله لتمرير المؤامرات والقرارات الممسوخه على مدى تاريخ الاحداث القديمه والحاضره على الساحة العربيه..

هذا السؤال.. قبل الخوض في عناوينه الجسام نقف اولا امام تعريف المعنى الحقيقي لهذه الكلمه وما تحمل من معاني, فجامعة العلوم لها اختصاص  ودلاله  علميه في مجال العلم في كل  اشكاله ولها رساله واضحة المعالم وهي التربيه والتعليم.. وصبغة اتحاد الدول الاوروبيه ومنظماتها المعروفه سياسيا واقتصاديا المجتمعه تحت اطار العمل لمصلحة دول اعضائها واضحه بكل معاني الوضوح وخصوصا وحدة الكلمه في شؤون دول الاعضاء والتدخل السريع لحل الازمات الاقتصاديه والسياسيه والاجتماعيه والعسكريه التي  قد تحدث مع ايّ من الدول الاعضاء في المجموعه وعددهم  27 دوله. تاسست على اتفاقيه معروفه باسم ماسترخت الموقعه عام 1992 وقد ارست كل من الدول لبنات هذا النظام تحت اسم المجموعه الاوروبيه في  عام  1951 كلا  من فرنسا والمانيا وايطاليا وبلجيكا ولوكسمبرغ وهولندا.

هذا المدخل الذي بينته لكي اوضح ما يجب توضيحه ولابين الفارق الكبير بين الحاضن لشعوب الدول الاوروبيه القائم على مصالحه وبين الحاضن لقضايا الشعوب العربيه والفارق البعيد بين هؤلاء وبين جامعة الدول العربيه التي تاسست عام 1945 وعدد اعضائها 22 دوله وقد نص ميثاقها على التنسيق  بين الدول الاعضاء في شؤون وقضايا الامه التي تمثل المجموع الرابع بعد الصين والهند والاتحاد الاروبي حيث بلغ تعداد سكان هذه البلاد في احصاء عام  الفين وسبعه  339.510.535 أي ما يقارب ثلاث مائه واربعون مليون كل هذا العدد الهائل تحت رعاية جامعة الدول العربيه التي تحمل امانة القضايا العربيه على عاتقها والعمل على سلامة الوحده والصف وسلامة الوطن والمواطن تحت سقف الجامعه,حفزني للسؤال  وللبحث في مكانة وقرارات واجتماعات وما قدمته الجامعه بعد سبع وستون عاما على تاسيسها, وقد صرخ السؤال الى متى؟ لعله يجد في ضمير ووجدان الذين حملوا امانة الشعوب ولم يحملوها, الذين بحثوا في   قضايانا وازموها هؤلاء الذين اجتمعوا في ازمات الاحداث وخرجوا مختلفين متفرقين لم تستطع تلك الاحداث الجسيمه التي تعصف في البلاد والعباد ان توقظ القلوب المغلفه والنفوس المظلمه.لم تستطع ان تحاكي ضمير ووجدان القائمين على الامانه, امانة الانسان وامانة البلدان التي علقت برقابهم وما اعظمها من كبيرة بعد الشرك بالله من تضييع الامانه وما اعظم ان يأتي يوم القيامه بخلق كثير  يقبضون رقاب هؤلاء ويطلبون عدل الله فيهم وقد نصب الميزان يومها من الناس انماطا من  الاهوال, هذا ذبح في المخيم وذاك عاش ولم يرى اهله وعشيرته وذاك قتله الجوع في وطنه وكثيرا مات في غربة الالم والعذاب وكل لهم ولايه ووصايه وهي الجامعه اللا جامعه ..اقولها بكل معنى مقصود فلقد رصد الانسان العربي كافة الاجتماعات التى بحثت قضايا المنطقه العربيه وازماتها وما تمخض منها فلم يرى الا حقيقه لا حاجة لنقاش فيها او الجدل بعدما  تبين  ان الجامعة العربيه بحاجة ماسه الى والد ليرعاها ويربي فيها وحدة الاخوه والعلاقه الصادقه التي تقوم على المبادئ والمثل القيمه لبناء مجتمع متكافل على الرحمه ورص الصفوف والنهوض السريع بكل اعباء المرحله الراهنه واصلاح المفاسد التي باعدت بين اهداف الجامعه والقيمين عليها وبين الشعوب التي خاب رجاءها سنين  طويله  وفقدة  امل.من يرجى منه امل لكثرة الاجتماعات  والقرارات التي لا طائل منها فالمواطن العربي اعتاد في كل جلسه عدم  الايجابيه في القرار والحسم فيه وذالك لاسباب متنوعه وفاعله تعرقل القرار واكثرها تاثير تلك الدول المانحه  لبعض من الدول الاعضاء في الجامعه مما اضعف دور الجامعه في ادارة الازمات بما يتوافق وحجمها مع متطلبات الشعوب وعدل قضاياها ... ولن يكون هذا  الا بعدما نرى الدول الاعضاء في الجامعه  قد عفت واستغنت عن المساعدات والاعانات من الدول الكبرى التي تتحكم  وتاثر تاثيرا مباشرا على قرارات الجامعه ولزاما علينا ان نقول ان الدول المهزومه ستبقى مهزومه امام الاستجداء والمسكنه ستبقى مهزومه في  عيون الدول التي تشتري نفوسها وضمائرها ومتحكمه   بمصير شعوبها واقطارها التي ترزح تحت الوعيد والتهديد ومنع المساعدات وتجفيف منابع العطاء الذي لا يرى له اثر في حياة الناس انما اثره في جيوب بعضا من قادة الدول المؤثره في قرارات الجامعه العربيه... ونقول ايضا ان تقسيم الادوار في الجامعه بين ما يسمى تارة  الصمود وتصدي او دول الممانعه واخرى دول الخليج ودول المغرب العربي لهو افه بحد ذاتها تكشف حقيقة الجامعه بانها غير جامعه وتوضح المنافسه بين الدول التي تتسبب بتعثر المناقشات بين بعضهم فتفضي الى فشل ذريع في   استحقاق ما يصبو اليه المواطن العربي من جدوى القرارات  والاجتماعات المنعقده لبحث    قضايا وازمات العالم العربي.. وان التخفي والمزايدات وركوب على القضية الاهم وهي فلسطين مدعاة الى السخريه  والاشمئزاز والاستهتار في  عقول ابناء هذا الشعب رغم اهميتها حيث ان كثرة ما نوقش  في الجامعه بشان هذه القضيه وكثرة ملفاتها التي دخلت سرير الغيبوبه  في اروقة الجامعه منذ زمن طويل قد نحتت فينا.. صور وتصور.. والف علامة استفهام.. لنتسائل ما قيمة ووزن هذه القضيه في اروقة الجامعه وقد اتضحت حقيقة القضايا كلها متساويه... فظلم شعب فلسطين ليس باكبر او اشد من ظلم  الشعوب المسحوقه المحبوسة الوجدان بين جدران الجامعه.. تلك الشعوب التي تنام على الم الاحداث  وتصحوا على الم الازمات فنحن سواء في استعبادنا  واستعمارنا.. واننا لنفقد من بين   ايدينا اوطان تتلاعب بها حكام فلسنا بحاجه بعد هذا لاكل السمكه كلها حتى نستشعر  بعد هضمها بفسادها عندها لا يفيدنا الا غسيل المعده من اسباب الضرر الذي اوقعنا في متاهة الطعم والذوق وكذا الجامعه العربيه   التي منذ اعوام طويله نحاول هضم شيء من طعمها فلا نستطيع من شدة فسادها وعفونة اهدافها التي اصبحت ظاهره على جيل جاوز النصف قرن وهو  يرقب فاعلية الجامعه التي اغرقت قضايا  الامه في مستنقع اسن بين المهاترات والخلافات التي انعكست علي جميع القضايا العربيه بسلبية المطلقه مما صعد وفاقم    في خطورة القضايا العالقه منذ سنين طويله  ولكي نوضح المقصود من المنشود علينا ان ندخل في كهف الجامعه المظلم علنا نرى ونقرأ   شيء من ملفات والقضايا ونبحث في امورها لكي نرى ونتعرف على حقائق هذه الملفات  الساخنه وازماتها الكثيره والكبيره التي اودت بارواح الاف الابرياء وملاين الفارين الذين عاشوا بغربة عن الاوطان تلك الاعداد الهائله التي  هلكت في المجاعات والتي قتلت في النزاعات وتلك الاجساد الذائبه من الفقر والعوز كل هؤلاء هل مثلتهم الجامعه العربيه؟ وما ذالك الدور الفاعل للجامعه ماذا يقولون للشعوب التي كانت  ترقب قراراتهم؟ ماذا يقولون لفلسطين؟ ماذا  يقولون للجزائر؟ ماذا يقولون لتلك الارواح التي فتك بها القتل؟ ماذا  يقولون للصحراء التي غاب في رمالها الاف من القتلى والاسرى الذين غابوا عن ابنائهم واهاليهم عشرات السنين يقتلهم الحنين ويطويهم النسيان بين  الصحراء  وغبار الرمل المتحرك بين الجزائر والمغرب ماذا يقولون لشعب الصومال الذي يفتك القتل فيه منذ عشرات السنين ماذا  يقولون لشماله وجنوبه وشرقه وغربه وقد اهلك الجوع الملايين ماذا   تقولون  للسودان قسمها النزاع والمؤامرات ماذا يقولون للبنان وقد استوحش القتل في جنوبها ومخيماتها ماذا يقولون للعراق وقد استباح الغرب والعرب دماءها ما  يزيد عن عشرون عام ماذا يقولون الى شعب ليبيا حين نادى الاهل والجيران والعرب والمسلمين لانقاذهم من فساد مجرم  سفاح هل دول اتحاد الدول الاوربيه المتمثل في الناتو اولى في التدخل ونجدة الشعب والبلد من حاكم جبري  قهري اهلك الناس  ظلمه وجهله  وماذا يقولون الى شعب سوريا القابع في سجن البعث اعفن ما عرفت الارض من فساد لنظام مستبد منذ اثنين واربعين عاما قمعا وقهرا وقتلا وتنكيل وتشريد وحصار خانق للحرية الفكريه وحرية الانسان اما ان الاوان قبل فواته ان تنصروا اخوانكم وهل تنتظرون مرة اخرى عسكر الناتو ان   يفعل هذا اين انتم من التاريخ اين انتم من الشعوب اين انتم من الامانه التى تقيد اعناقكم  يوم لا تخفى خافيه اين انتم  في المساعده والحق المفروض ان تقدموه لشعوب العالم  العربي الذي يعيش تحت خط الفقر اين انتم من  التدخل السريع دبلماسيا او  عسكريا اين انتم في تامين  سبل العيش الكريم لابناء الشعوب العربيه وكل اقطار  العالم العربي ولن احملكم تبعيات فلسطين وشعبها ففلسطين تشكر لكم شجبكم واستنكاركم وتعتب عليكم احوالكم التي تفزع قلوبنا وتشغل عقولنا ولا حول ولا قوة الى بالله هو حسبنا اين انتم يا رابع كتله بين الامم المهمشه عن قصد في المحافل الدوليه وهيئاتها لم هذا السكوت والخضوع والقبول بتلك القرارات الجائره بحق شعوب المنطقه الى متى ستبقى هذه المنطقه مواقع لاختبار سلاحهم وتدريب جيوشهم على قتل شعوب المنطقه تحت ذرائع مفتعله وتسميات مفبركه  فذريعة الارهاب والاعتداء  والتسليم بها  وحدها وصمة عار لذواتكم  فاين بوارجنا وطائراتنا التي تغزوا بلادهم وكيف ترضون وتسلمون لتلك القرارات الجائره  التي تتلاحق وتتسارع وكانها توصيه من السماء يجب تنفيذها اما ان لكم يا ذوي الكتله الرابعه بين الامم ان تتصدوا.. اما ان لكم ان يعلوا صوتكم وتطالبوا بالحق الطبيعي في تلك المحافل والهيئات واقله صوت لحق النقض والاعتراض على القرارات الجائره التي يصدروها ويفتعلوها بحق شعوب المنطقه الم يتضح لكم جليا  انكم مستهدفون بين انياب   قراراتهم ومستهدفون من بين الشعوب بحد سيف النقض وحدكم فان المشاركه يا ساده تستدعي الاحترام والالتزام على تلك المبادىء وان تكونوا اندادا بينكم وبينهم احترام متبادل يومها نقر  ونعترف بانها منظمه امميه نحن من اعضائها  واذا لم  يتحقق هذا فهي منظمه هادفه بعدائها الصريح لشعوب المنطقه من هنا يا قادة الجامعه العربيه ندعوكم لتصحيح مسار الجامعه والاخذ بعين الاعتبار مصالح الشعوب والدول وتصليح ما افسدت هذه السنين الخامله وزعزعت ثقة ابناء الشعوب العربيه واذكركم بمناظرة النعمان ابن منذر ملك العرب حينها مع كسرى انو شروان في شان العرب: قيل قدم النعمان على كسرى وعنده وفود الروم والهند والصين فذكروا من ملوكهم و بلادهم  فقام النعمان وافتخر بالعرب  وفضلهم على الامم فقال كسرى وقد اخذته العزه في الملك يا نعمان لقد فكرت في امر العرب وغيرهم من الامم ونظرت في حالة من يقدم علي من وفود الامم فوجدت الروم حظا  في اجتماع الفتها وعظيم سلطانها وان لها دين يبن حلالها وحرامها ويرد    سفيهها ويقيم جاهها ورأيت الهند كذالك في طبها وحكمتها وكثرة انهارها وثمارها والصين في اجتماعها وفروسيتها وهمتها في الحرب وان لهم ملكا يجمعها ويدبر امرهم ولم ارى للعرب  شيئا من خصال الخير في امر دين ولا دنيا ولا حزم ولا قوه وان ما يدل على مهانتها وذلها وصغر همتها وقلة شأنها يقتلون اولادهم من الفاقه وياكل بعضهم بعضا.قال النعمان اصلح الله الملك ان امنتني تكلمت  فقال كسرى  قل  فانت امن قال النعمان فاية الامم قارنت بالعرب الا زاد    فضل   العرب    فضلها قال كسرى بماذا قال بعزها ومنعتها وباسها وسخائها وحكمة السنتها عاشوا ولم  يطمع بهم طامع ولم ينلهم نائل حصونهم ظهور الخيل ومهادهم الارض وسقوفهم السماء وجنتهم السيوف وعدتهم الصبر نسكن الصحراء مكشوفه وغيرنا من الامم عزها الحجاره والطين وجزائر البحور والقلاع واما احسابكم وانسابكم كما ذكرت فليست امه من الامم الا وقد جهلت اباءها واصولها وكثيرا من اولها حتى ان احدهم ليسال عمن وراء ابيه فلا ينسبه ولا يعرفه وليس  احد من العرب الا يسمي اباءه ابا فابا حاطوا  بذالك انسانهم واحسابهم فلا يدخل رجل في غير قومه ولا ينتسب الى  غير نسبه ولا يدعي غير ابيه حقا ان عز العرب في الجاهليه  اشد منعه وتقدير شان مما نحن فيه في هذا  الزمان اذ صدق فينا رسول الله صلى الله  عليه وسلم اذ قال يوشك ان تتداعى  عليكم الامم   كما  تتداعى الاكلة على قصعتها قالوا اومن قلة حين ذاك يا رسول الله قال بل انتم كثير ولكنكم كغثاء السيل او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فاتمنى من الله ان يجمع قلوب العرب والمسلمين على الخير وان يجمع حكامنا على كلمة سواء  يرى اثر الخير فيها قبل فوات الاوان فان نسائم  الربيع توشك ان تنفجر منه شراره تصرخ ماذا فعلتم وما قدمتم والله بيننا وبينكم يفصل بالحق وهو خير الحاكمين. والسلام...