احتفالا بالذكرى السنوية لانطلاق الثورة المباركة

عرس سوري في قلب ستوكهولم

احتفالا بالذكرى السنوية لانطلاق الثورة المباركة

محمد خليفة

[email protected]

شهدت ستوكهولم عرسا سوريا رائعا ولافتا , يوم الاحد 18 مارس شارك فيه ما يناهز الثلاثمائة مواطن سوري , استمر لأكثر من ست ساعات في جو عابق بالحيوية الفياضة والتفاعل الحي والحار لفت انتباه السويديين فاصطفوا للفرجة والمشاركة , وكذلك العديد من العرب من جنسيات مختلفة ليبية وتونسية ومغربية وفلسطينية .

جاء ذلك في الذكرى السنوية الاولى لانطلاقة الثورة السورية , بمبادرة ودعوة مشتركتين من كل من لجنة التنسيق لدعم الثورة السورية في السويد وجمعية البيت السوري الثقافية , وانتظم في ساحة سيرغلس توريت , Sergels torget حيث جرى الاحتفال بين الساعة الواحدة ظهرا حتى الساعة السادسة مساء بلا توقف , وتميز بقوة المشاركة وسخونة التفاعل والحيوية ومشاعر التأثر والفرح . 

وكان المنظمون قد أقاموا برجا من الخشب بطول ثلاثة أمتار يشبه برج الساعة الشهير الذي يميز مدينة حمص التي يلقبها الثوار عاصمة الثورة , تقديرا لها على صمودها وتضحياتها في مسيرة الثورة وثباتها وقوتها , ورفعت عشرات الاعلام السورية والكوردية والسريانية والشركسية . كما أقاموا خيمة كبيرة , وأعدوا مائدة سورية حافلة بالحلويات والأطباق الخفيفة السورية والمشروبات , كما عرضوا ملبوسات وبعض التذكارات التي صنعت خصيصا للمناسبة من جانب البيت السوري , وحملت علم الاستقلال السوري المعتمد من قوى الثورة , وبيعت بأسعار رمزية على أن يقدم ريعها دعما للثورة والحراك السوري في السويد . وكان أبرز ما في هذا الاحتفال غير المسبوق امتزاج الهتافات بالأغاني الثورية والوطنية على إيقاع الطبل الذي كان مسموعا من على بعد أكثر من خمسمائة متر مما جعل المواطنين السويديين يتوجهون الى مكان الاحتفال والتحلق للفرجة والمشاركة عندما علموا أنه احتفال سياسي بالثورة السورية الشجاعة .

افتتح الاحتفال السيدان محمد حموي ومحمد خليفة عضوا لجنة التنسيق بكلمتي ترحيب بالسويدية والعربية باسم اللجنة , ركزتا على المناسبة الوطنية الكبرى , وإصرار الشعب السوري على النضال والنشاط بكل السبل والوسائل لنيل الحرية وإسقاط النظام الديكتاتوري الحاكم في سوريا , ورفض أي حوار معه أو مساومة عليه مهما بلغت التضحيات , وطالت الثورة .كما تحدث السيدان محمد زلطي وأزاد إبراهيم باسم جمعية البيت السوري بكلمتين أيضا بالعربية والكوردية عن المناسبة , وحتمية الاستمرار في الثورة , والتضامن مع الشعب السوري البطل في محنته , كما شددا على متانة العلاقات الاخوية والثورية بين مكونات الشعب السوري ولا سيما بين العرب والكورد والسريان . 

وألقى الفنان والناشط السياسي شفغر هوفاك كلمة سياسية بنفس المعاني ختمها بأغنيته الشهيرة ارحل يا بشار التي تتضمن عبارات باللغات الثلاث العربية والكوردية والسريانية , وسط تفاعل عارم من الحضور . 

وألقى السيد د. عبد الباسط سيدا عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري خطابا تضمن موقف المجلس , من عدد من القضايا السياسية التي تتعلق بمسيرة الثورة والمواقف الدولية . 

وألقى السيد فرمز حسين , وهو كاتب وعضو في لجنة التنسيق , كلمة عن أهمية الثورة والحراك السوري . 

والقت السيدة إيمان البغدادي الناشطة الاعلامية والسياسية السورية كلمة عن تجربتها الشخصية خلال فترة الثورة بين سوريا والسويد . 

وألقت السيدة زينة كروما كلمة أيضا نقلت فيها انطباعات والديها القادمين حديثا من حمص عما شاهداه وعايناه في حمص نفسها وفي دمشق أثناء خروجهما من مطار العاصمة , بعد معاناتهما المريرة أثناء الحصار والقصف والهجوم على أحياء المدينة البطلة .

كما تحدث السيد منار الهاشمي الناشط السياسي الإسلامي كلمة مؤثرة بالمناسبة وحث فيها السوريين في السويد على زيادة التبرع لدعم الثورة . 

وتضمنت التظاهرة هتافات حارة مفعمة بالقوة والثورية والروح المعنوية العالية , ومشاركة فعالة وكثيفة بالهتاف والغناء والتصفيق والتعبير عن تأييد الثورة بلا أي وهن ولا ضعف ولا تردد .

وعندما انتهى الوقت المخصص وهو ضعف المدة التي تستغرقها التظاهرات المشابهة عادة , كان السوريون المشاركون لا يرغبون بمغادرة المكان ويطالبون بالاستمرار في الاحتفال رغم التعب الشديد . وخاصة من شباب اللاذقية الذين كان لهم الدور الأكبر والابرز في إنجاز الاحتفال بهذه الحيوية الرائعة , دون غمط دور الاخرين من الثناء .

واختتم الاحتفال بعد الساعة السادسة , بشكر جميع المشاركين , وخاصة السيدات اللواتي قمن بإعداد المأكولات والاطباق السورية , و التفرغ لبيعها , وجمع الترعات لصالح دعم الثورة والجيش الحر تحت عنوان : حملة المائة الف كراونة لدعم الثورة وخاصة مدينة حمص .