حتى تهون علينا المصائب

حتى تهون علينا المصائب

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

بعد أن اتضح لغالبية الناس و في داخلها طبيعة العصابات التي تحكم سوريا , وأنها لاتراعي في عملها ولا في داخلها أي شعور ينتمي للإنسانية , فقط عصابات مجرمة تحكم سوريا منذ عشرات السنين , إن أكبر المصائب أن تبق هذه العصابات على رأس السلطة الحاكمة في سوريا , وكل مصائب الدنيا تهون في مقابل سحق هذه العصابات المجرمة .

فالشعب السوري مخير بين موقفين لاثالث لهما :

الموقف الأول : تبرئة هذه العصابات من كل جرائمها والرضوخ لها , واستمرار وجودها , والهتاف لها في أنها الأمثل والأفضل , والخلود لقائدها , كما حصل للفاطس الآخر بعد مجازره في سورية كلها ومنها مجزرة حماه , ليخرج بعدها القائد الخالد , ويستمر حكمه وهو فاطس , وقد كان البعض على الأقل يستحي من جرائمه العلنية , أما بعد الثورة فلن يردعه رادع , وكل شخص هو متهم في سوريا من قبلهم .

الموقف الثاني : هو القناعة التامة والاعتقاد المطلق بأن هذه الثورة لن يقف في سبيل وصولها القمة والجلوس عليها , أي قوة بشرية مهما كانت قوية ولو وقف العالم كله ضد هذه الثورة , فالثورة السورية ليست فقط ضد حاكم فقط , وهي ليست ضد عصابة فقط , هي ثورة من أجل الكرامة البشرية أولاً , ففي سورية الكرامة كلها مداسة تحت أقدام هذه العصابات  ماقبل الثورة  , وهي ثورة ضد الفساد , وثورة ضد الاحتلال الإيراني , وضد الطائفية والعرقية ثانياً, وهي باختصار : ثورة على كل السائد من مفاسد واحتلال وإهدار لكرامة الانسان , وفوق كل هذا إحلال الحلال وتحريم الحرام , وتسليم امور أولياء الناس لخيار الأمة وليس لمجرميها ومفسديها .

إن عاصمة ثورتنا حمص الأبية اختارت هذا الموقف , وعيت معنى الثورة , وشعار أخيارها شيباً وشباباً بنين وبنات (ندفن شهداءنا والدعاء لهم بالرحمة وجنان الخلد , ومداواة جرحانا والدعاء لهم بالشفاء العاجل , ولا يهمنا الحرمان والجوع والعطش , والعودة لعصور ماقبل التاريخ , وندافع عن أنفسنا ونقاتل عدونا حتى يتحقق النصر )

وهذا حال المناطق الثائرة في سورية كلها

وبالتالي فإن معارك التحرير عبر التاريخ الانساني كله تحمل تلك المصائب , فالشعب الذي يريد التحرر , لابد له من أن يجد المحتل يدافع بكل مايملك من قوة حتى يبقى محتلاً للمكان الذي هو فيه .

فكل الذي يمكننا فعله هو الاستمرار في ثورتنا , واستخدام كل وسائل القتال والدفاع والهجوم على هذه العصابات , وسيتم النصر بعدها بعون الله تعالى .

هي الحرب بين الخير والشر , وهي المعركة الحاسمة , ومصائبنا الكثيرة هي من أجل وقف المصائب بعدها , فكل مجرمي البشرية , عندما يجدون الطريق أمامهم ميسراً لاتردعه جريمة إلا بجريمة أبشع منها , ويستطيب المجرم أفعاله , حتى يأتي وقت يجد نفسه أمام قوة تفنيه , وثورتنا هي القوة الفانية لهؤلاء المجرمين .

وسيكون عزاء شهدائنا في سورية كلها بسحق هؤلاء المجرمين , رحم الله موتانا وقتلانا ونرجو من الله الشفاء العاجل لجرحانا , فياأهلنا في حمص إن جرائم هؤلاء هي جرائم الجبناء , أرادوا قتل شعب أعزل لخوفهم من رجالك الأحرار الذين يدافعون عن الوطن كله والنصر قادم ويحملون راياته , وتعجز الكلمات كلها عن التعبير عن أصالتكم وصبركم وشجاعتكم .