عفاف.. يا حبيبة العيون

عبد الله زنجير * /سوريا

[email protected]

هل رأيتم ( عفاف ) الحمصية الرضيعة ؟

عفاف محمود السراقبي ، اختطفت مع والديها عند حاجز أمني رعبي على طريق طرطوس في 6 / 12 / 2011 م ، وفي 10 / 1 / 2012 م سلمت جثة هامدة إلى عمها من أحد المشافي ، و عليها علامات التعذيب المروع و أمارات الجريمة البشعة .. بحسب منظمات حقوقية سورية

أنا لست أقترح التقدم بشكوى لجامعة الدول العربية ، أو اليونيسيف ، أو الأمم المتحدة و مجلس الأمن ومنظمة العفو . بل أقترح التوجه - و أنا بكامل قواي العقلية - إلى الوحشية أنى وجدت  وإلى حيوانات الغاب في كل غاب ، لينفضوا عن سمعتهم ما ألصقه بها أعوان هذا الأسد الأرنب و أشرار عتاة الشآم ، لأن الوحوش و الحيوانات - هي بالضرورة - أكثر رقيا و سموا من صنيع هؤلاء

عفاف ، مزقة القلب و

طهارة القطرة و النشيد الحنون .. انظروا - بالله عليكم - لوجهها الصبوح المستريح و لثغرها الندي البسام ، تكاد البراءة تتفجر من محياها . إنها - الآن - أكثر من مجرد طفلة ذبيحة  أو رقم أخير من قافلة قتلى الحرية ، إنها ابنة كل ثائر و كل سوري و كل مسلم و كل إنسان .. فما أكبرك يا عفاف العفة و ما أصغر و أتفه قاتليك 

 و يدور السؤال القاهر

عفاف محمود السراقبي ( 4 أشهر ) بأي ذنب  قتلت ؟

عفاف محمود السراقبي ( 4 أشهر )بأي ذنب مزقت ؟

عفاف محمود السراقبي ( 4 أشهر ) بأي ذنب أسرت ؟

عفاف محمود السراقبي ( 4 أشهر ) بأي ذنب جلدت ؟

ماذا فعلتم بعفاف يا أولاد الحرآآآآآآآم ؟ يا خنازير البرية و البحرية ؟ يا أحقر بني البشر و أفجر بني البشر و أوبش  بني البشر ؟؟

عفاف يا حبيبة العيون ، حظك أن تدفعي ثمن انفصام البشرية و خطايا الحضارة و دهاليز المصالح و المساومات ، قدرك أن تكوني مرآة غباء العالم و سبابة موت الضمير ، دورك أن تصرخي في وجه القرن و جاهلية اليوم : عيب عليكم ! أي والله عيب

لقد عبرت عفاف هذه الحياة طيفا من ياسمين حمص و عصفورة لم تنبت أسنانها اللبنية البيضاء ، لكنها - بقوة من خلقها و عزة من صورها - ستشعل النار و الثار تحت أرجل الأشباح و الشبيحة ، لكنها ستبقى خالدة في قلوبنا وجرحا مفتوحا راعفا في أجسادنا ، حتى زوال طاغية الجبل عن أنفاس سورية

عذرا يا ابنتي الشهيدة ، فدموعي اختلطت بحبري ، إنما و بكل أسى الروح و مرارة الحلق أقول كلمتين : بئس العمامة يا حسون .. بئس الطربوش يا بوطي.

                

    * عضو رابطة أدباء الشام