مشروع النهضة

عزة الدمرداش

[email protected]

تبدأ النهضة ببناء الفرد ، ثم الأسرة ، ثم الحي ، فالمحافظة ، ثم الوطن العام .

حيث تتضافر جميع الإمكانات المؤثرة في هذه المنظومة ، لتؤثر عليها بالسلب او الإيجاب ....  هذه المؤثرات بداية من المنزل ، و المدرسة ، و المسجد ، وجميعها يقع تحت تأثير الإعلام الذي يحيط بها من جميع الاتجاهات ، في جميع الأوقا ت .

من أجل ذلك أرى ــ كبداية لأي إصلاح ــ أن نكون أمام إعلام صالح ، نظرا لتأثيره على كل هذه المنظومة ........

وقد رأينا على مدى ثلاثة عقود كيف ساهم الإعلام في افساد الفرد ، والمجتمع ، والذوق العام ،  بل كيف ساهم في إهدار الهوية ، وإغفال الاهتمام بالعلم والعلماء ، وقضى على القدوة الحسنة والمثل الاعلى ، و جعل أرذل القوم وأخبثهم ، وأتفه الشرائح تتربع على الشاشات ، والمنصات و صفحات الاعلام ، لتكون هي قدوة تساهم في ضياع الأمة .

 ورأينا الشباب لايعرف او يقتدي إلا بلاعب كرة أو ممثل ، أو مطرب ، أو راقصة . وأصبحت هذه الشريحة هي المثل الأعلى الذي فرضه الإعلام . في حين حوربت الكفايات العلمية ، واضطر كثير منها  للهجرة أو الانغلاق على نفسه .

 من حقنا أن نسأل كيف نصلح هذا المؤثر القوي (الإعلام ) و نجعله يقوم بالواجب ، الذي يساهم في نهضة الامة ؟  .

وفي هذا المقام نشير إشارات عاجلة إلى 

1-عدم إلقاء الضوء على  مثيري الفتن ،و مفسدي العقول ، بافكارهم المتطرفة المتخلفة امثال نوال السعداوي ، و سيد القمني ، وجمال البنا ، وأمثالهم ... يجب تجاهلهم تماما وعدم الرد عليهم، او ظهورهم إعلاميا، فكل ما يحرسون عليه هو الشهرة ، ولو على حساب الدين اوحتي الشهرة بفضيحة .

2_ تركيز الأضواء على القدرات الحسنة من أهل العلم ، و الدين ، والخبرة  والكفايات ، و تكريمهم و تقدير مجهوداتهم و تبني تنفيذها .

*********

وننطلق مما سبق إلى الحديث عن الإعلام الديني  في التأثير على عقلية الأمة و سلوكها .... كرؤية مستقبلية للنهوض بالأمة .

ومما لا شك فيه أن الإعلام الديني يعد الأكثر تاثيرًا لطبيعة البشر ، التدين لديهم فطري .

 واذا تحدثنا عن المجتمع المصري بالتحديد فإننا نستطيع القول بأن الإعلام الديني يعد الأكثر تأثيرا لسبب آخر وهو شيوع الأمية التي تجاوزت 75 % .

 ويمكن إضافة سبب ثالث وهو التقدير الشديد الذي يحظى به شيوخ الإعلام .

واذا كان الامر كذلك فلابد من النظر بعين الاعتبار إلى الإعلام بصفة عامة والديني منه بصفة خاصة إذا كنا نريد بالفعل نهضة لمصر والأمة الإسلامية.

وألف باء ضبط الإعلام الديني تتمثل في وضع ميثاق شرف إعلامي ديني تلتزم به جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة يضبط الآتي  : 

اولا : صفات ومؤهلات من يتصدر للدعوة عبر الإعلام. مع مراعاة عدم الاعتماد على المؤهل فقط ؛ لأنه ثبت أن كثيرًا ممن يحملون المؤهلات لا يصلحون للدعوة عبر وسائل الإعلام .

 ثانيًا : منهج الدعوة بحيث يلتزم الداعي بالمنهج الرباني ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ....." الإسراء (125)   

ثالثاً : التركيز على الثوابت والأصول وعدم طرح القضايا الهامشية ومراعاة الأولويات في الطرح .

 رابعًا : احترام الرأي والرأي الآخر وعدم تسفيه المخالف . او التعصب لرأي بعينه ورفض ما سواه .

 خامسًا : التركيز على البعد الغائب وهو البعد القيمي والأخلاقي . والانطلاق منه إلى العمل وإتقانه ، والتنمية واعتبارها صورًا من صور العبادة. 

سادسًا : إبراز جوهر الدين وعدم حصره في المظهر ، واستيفاء بيان قيمة  الدين في شموله ومرونة شريعته . وقدرته على صنع الحضارة  ، واتساعه لكل جديد نافع  .