إلى متى الخوف يلاحقنا

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

أخي الانسان ليس أمامك إلا طريقين , في الدنيا أو الآخرة  , في الدنيا طالما أنت حي ترزق , فلا يوجد عندك إلا اختيارين :

أن تعيش غنياً أو فقيراً , صحيحاً او عليلاً , إنساناً أو حيواناً , عزيزاً أو ذليلاً , حراً أو عبداً

وإن كنت تؤمن بالحساب بعد الموت , فليس عندك اختيار فيها , جنة ونعيم دائم , أو نار وذل وعذاب دائم , جنبنا الله وإياكم النار , ورزقنا الجنة ونعيمها جميعاً .

الثوار في الداخل اختاروا طريقهم وعزموا وتحركوا وتوكلوا على الخالق وبقولون :

 نعمل  لدنيانا كأننا نعيش أبداً , ولن نرض بعد الآن إلا طريق العزة والحرية , ولسنا عبيداً إلا لله , ونعمل لآخرتنا كأننا نموت غداً , ولن نختار إلا إحدى الحسنيين , النصر أو الشهادة .

ونراهم في المظاهرات السلمية , والموت أمامهم وهم يهتفون معبرين عن الحياة الحرة الكريمة , ولا يخشون في الله لومة لائم , وأبطال تركوا الجيش وعصابات الحاكم المجرمة , وحملوا أرواحهم على أكفهم نذراً للدفاع عن أهلهم وأنفسهم ووطنهم , يجوعون ومحرومون , والبرد الشديد يجمد العروق , وتعرضهم للموت في كل حين , وأسلحتهم بسيطة , ولكن قلوبهم قد قدت من حديد , وهممهم عالية , وهدفهم يرونه محققاً , وقريباً بعون الله .

وعلى الجانب الآخر في الداخل كما في الخارج , صامت ويكاد صمته يقتله من الغيظ ولكنه يخاف , وموال للمجرمين في مقابل دريهمات , لن تغن عنه شيئاً , وأقليات تخشى على نفسها من المستقبل القريب فتدعم المجرمين , فلو امتلكت الشجاعة , وأزالت عن كاهلها الحقد , وقادها المنطق في أن الزمن قد تغير , وسحبت البساط من تحت المجرم .لذهبت الخشية بداخلها كلها.

والسؤال بعدها : ممن تخافون ؟ فقط الذي يخاف هو مجرم يعمل ضمن عصابات المجرمين , أما البريء , فلا يمكن أن يخش نجاح الثورة , فهي خرجت من قلب ظلام الظلم لتنير الحياة .

والمعارضة من اتجاهات شتى , تخشى وتخشى , ومن ثم تخشى , وتضع الحسابات وترسم الخطط , وبدلاً من أن تخرج من خططها التي وضعتها , كاسرة حاجز الخوف , وإذ بها تدعم حاجز الخوف وتزيده حجراً فوق حجر .

يخشون من حرب أهلية , وغالبية الشعب السوري ينتمي لفئة واحدة , يخشون من التدخل الخارجي بحجة السيادة , والوطن لايملك سيادة منذ أربعة عقود , يخشون من الجيش الحر على مستقبلهم , في أن هذا الجيش سيدير دفة الحكم بحكم عسكري قادم بعد التحرير , لذلك يضعونه وجيش المجرم في سلة واحدة , ولما الخشية من هؤلاء الأبطال , وهذا الشعب العظيم والذي يقاوم عصابات تمتلك كل وسائل الدعم والقوة , وهو بالصدور العارية , ومن ثم بأبطاله الأحرار , سيسقط هؤلاء المجرمين .ومن توسوس له نفسه في المستقبل للعودة قدماً واحدة للوراء .

لذلك نلاحظ في الأيام القليلة الماضية قد بدأت أياد خفية , مهمتها تفتيت وتمزيق جيشنا الحر البطل , والتقى الطرفان, المعارضة والمجرمين في السلطة  , لاضعاف هذا الجيش الحر البطل .

إخواني الأبطال من الجيش الحر البطل احذروا المعارضة في الخارج , كحذركم من عصابات الاجرام في الداخل , فالطرفان ينظران لكم بالريبة والشك , والاثنان يخشونكم , فعصابات الاجرام تستخدم القوة , وتستخدم أعوانها ضدكم , أما المعارضة تستخدم إهمالكم , وعدم الاهتمام في أموركم في امتناعها عن دعمكم مادياً ولوجستياً, وقد تستخدم البعض منكم ومن هم في الخارج , عن طريق تقديم السم بالعسل , والكلام المعسول , والخطط الوهمية .

ليس أمامكم ياأبطالنا الأحرار , إلا الضرب بقوة , ولا تستصغروا أي هدف , الوطن عندنا كبناء آيل للسقوط , شقوق عريضة ومتعرجة ومستقيمة في جدرانه , وفي سقفه , والأرضة تفتت أساساته , فلا يمكن العيش فيه إلا بهدمه وإعادة بنائه مرة أخرى , فما نفع السكن بعد موت أهله .

فلا تخشوا إلا الله , فهاهو العالم يقول عن الحاكم ومن والاه مجرماً وقاتلاً , فهل قدم لكم شيئاً ؟ فليقل العالم مايقول عنكم , المهم أن هدفكم أصبع مشروعاً عند العالم , فاجمعوا صفوفكم واضربوا كل مكان , فشباب مضايا والزبداني في انتظار فعلكم كما هو الحال في باب عمرو وحمص وحماة والدير ودرعا وجبل الزاوية وريف حلب , فقد حان وقت التحرير , والله معكم وقلوبنا معكم والنصر يهرول باتجاهكم كما تهرول الهزيمة باتجاه أعدائكم.