صور ناطقة للتحوت والروابض 65+66

أحمد الجدع

[65]

-- -----------------------------

دأب نفر من قومنا من الذين تحالفوا مع عدونا على تضخيم قوة أعدائنا من اليهود الذين اغتصبوا فلسطين حتى وصفوهم بأنهم الجيش الذي لا يقهر ، وذهبوا في وصف مخابراتهم بأنها صاحبة الإنجازات الأسطورية .

وكان هدفهم من كل ذلك تثبيط عزائم جيوشنا وشعوبنا ، وتبرير تقاعسهم عن تحرير فلسطين الأقصى .

وفي الوقت نفسه عمدوا إلى الوقوف في وجه كل من حاول إفساد هذا المفهوم المتهافت للدولة التي لا تقهر ...

وعندما دخل هذا الجيش الذي لا يقهر أول اختبار له أمام المقاتلين المؤمنين مني بالهزيمة تلو الهزيمة .

من كان يصدق أن هذا الجيش الذي هزم الدول العربية مجتمعة في سبعة أيام لم يستطع أن يهزم المقاتلين في غزة بأسلحتهم الخفيفة لمدة ما يقارب من شهر كامل ، ولا أن يهزم مقاتلين مجاهدين على قلة عتادهم وأعدادهم لعشرين يوماً في مخيم جنين !

قال لي واحد من التحوت : لقد سلكنا في إعلامنا ما سلكه العرب في جاهليتهم ، فقد كانوا يضخمون من شأن عدوهم ويصفونه بالشجاعة والفروسية !!

قلت لهذا الجاهل أو الخبيث : لم يكن العربي قط يضخم من قوة عدوه قبل المعركة لأنه إن فعل ذلك فت في عضد جيشه وزرع في نفوسهم الخوف قبل أن يدخلوا في مواجهة معه ، ولكنه كان يضخم من قوة عدوه بعد أن ينتصر عليه ، وغايته من ذلك رفع شأن رجاله الذين انتصروا على مثل هؤلاء الأبطال الصناديد .

الغريب في عصرنا أن التحوت الذين تسنموا الإعلام في عصرنا يحاولون أن يجعلوا اليهود حلفاء ويجعلوا المسلمين أعداء ، وهم سادرون في غيهم ، غارقون في ضلالهم ، يحسبون أنهم قد أفلحوا في إقناع الشعوب بالمعادلة المعكوسة ، والشعوب إن خدعت أياماً لا يستمر خداعها أشهراً ...

اليهود الذين يحتلون فلسطين وقدسها الشريف ويذهبون قدماً لهدم المسجد الأقصى هم أعدى أعدائنا ، وكل من يلقي عليهم حجراً نرفع له يدنا بالتحية ، حتى لو لم يكن مسلماً ...

حسبنا الله .

==========

[66]

-------------------------------

وقف اليهود على الضفة الشرقية لقناة السويس يخرجون لنا ألسنتهم ، ويهزؤون بالجيش المصري الرابض الصابر على الضفة الغربية .

وقد عززوا دفاعاتهم وبنوا ما عرف بخط بارليف الدفاعي ، وضخم العرب من مناعة هذا الخط حتى لا يطالبهم أحد باقتحامه .

ولكن خير أجناد الأرض من أبناء مصر الكنانة لم يستكينوا ، ولم يستمعوا إلى تخذيل المخذلين ، فاستعدوا لتحرير ما اخذ من بلادهم ، وأشاعوا في أفراد جيشهم نفحات الإيمان والجهاد ، لأنهم يعلمون أن النصر معقود بهذا الجهاد العظيم .

أحبوا أن تكون معركتهم في شهر الانتصارات ، شهر رمضان الكريم ، وأحبوا أن يكون رمز عبورهم إلى النصر كلمة بدر .

وبعد الاستعداد ، وفي العاشر من شهر رمضان لعام 1393 لهجرة الرسول r ، وبالتكبير انطلقوا إلى هدفهم في عملية عسكرية عظيمة سموها بدر تفاؤلاً بنصر المسلمين في يوم بدر العظيم .

وتم لهم النصر وعبروا إلى شرق قناة السويس ، وحطموا خط بارليف الدفاعي الحصين ، وغرسوا أعلام مصر على الضفة الشرقية وعلى تحصينات بارليف .

وخيب هذا النصر العظيم آمال وأحلام التحوت والروابض في فشل هذا الهجوم ، ولكنهم لم يسكتوا ، فأخذوا ينفثون سمومهم من خلال إعلامهم ، فما تحدثوا عن معركة العبور إلا قالوا معركة 6 أكتوبر بدلاً من العاشر من رمضان ، وقالوا : الشرارة بدلاً من بدر .

أعترف لكم أنهم نجحوا في ذلك ، فلا يذكر العبور في صحفهم ومجلاتهم إلا بحرب السادس من أكتوبر حتى جرى ذلك على كل لسان ، فقد كان لهم الإعلام كله ، ولم يكن للمخلصين إعلام .

نعم لقد نجحوا بالتدليس على شعبهم نصرة لإخوانهم من اليهود كما نجح المنافقون في زمن الرسول في التدليس نصرة لأوليائهم من يهود خيبر والنضير ، يوهمون الناس أن هؤلاء أشداء عتاة لا يهزمون .

أيها التحوت ، أيها الروابض ، لقد هزم المسلمون يهود رغم كيد المنافقين ، ولقد هزم جيش الأجناد يهود رغم كيدكم .

حسبنا الله .