وللماع إبداع

جعفر عبد الله الوردي

[email protected]

عضو رابطة العلماء السوريين

نعم إن الإبداع لا يقتصر على أولئك الأذكياء الذين تزخر بهم كتب الاختراعات والابتكارات، فثمة إبداع للغباء وللاستهبال، فريد النوع نادر الحصول.

وكما هي حكمة الله في الشدائد، حيث يظهر فيها الإبداع والتألق في السعي للتخلص والخروج من المآزق التي تحيط بالناس.

نحن عندنا في سورية الأمر أكثر اختلافا وأغرب أنماطا..!

حيث عندنا غباء ما نافسنا به أحد قط إلا غلبناه، ولا دخلنا به مسابقة إلا كنا في المقدمة.

يمثل هذا (الماع) وهو صوت غناء الخراف المشهور، حيث يدل استخدام هذا الصوت للإشارة إلى قمة الغباء والاستحمار الذي يصدر من بعض الناس.

مثل هذه البطولة العجيبة في سوريتنا هو إعلامها الرسمي ممثلا بقنوات الدولة الرسمية وبقناة الدنيا التي تساعدهم في ابتكار (الماع) وابداعه.

كثيرة صور الأمثلة التي تحضرني، حيث تكرس زخما كتابيا في سردها يصلح أن يستثمر في أعمال درامية كوميدية يكون لها السبق في بابها..

ولعل هذا الإعلام الخاروفي بسعيه الجهيد لانقاذ شرذمة النظام الفاشية التي تجور قتلا وسفكا للدم السوري الطاهر، فتتلمس أدنى خيط للتشبث به لتخرج من بئرها المظلم الغاسق.. 

ويأبى الله بحكمته وعدله إلا أن يرينا صورا عجيبة من هذا (الماع) لتسليتنا مما نلقاه من فتك وقتل، وليظهر لنا حكمته في إهلاك هذه العصابة المجرمة.. حيث هلاكها قاب قوسين أو أدنى.

يسعى كل من ينافح عن النظام ويمجد تاريخه الحافل بالجرائم ليرمم صورة قذرة بتكثيف العطور والمنظفات عليها لكن عمله دون جدوى حيث الزمن أسرع من (ماعه).

ولعل أقوى من أجبر الإعلام السوري على إظهار (الماع) هم أبطالنا الحماصنة، بطريف أعمالهم، وبذكاء مقالبهم.

قام أبطال حمص بصناعة الساعة التي هي من  أشهر معالم حمص ابن الوليد، ليورطوا بذلك الاعلام السوري بتحليله وسهره على اكتشاف أكبر مؤامرة كونية في التاريخ الجغرافي، مما خصصت لها القنوات السورية بثا عاجلا ومهما واستخدمت فيه المراسلون والمحررون، وعضدت ذلك بشهود العيان ، ليتجلى للكائنات الفضائية عظم هذا الاختراع والاكتشاف الذي قاموا به، حيث أكدوا أخطر مؤامرة تقودها قناة الجزيرة الفضائية بصنعها للمجسمات باستديوهاتها الخاصة في قطر..!!!

ونشط المنحبكجيون الفيسيون بهذا الخبر أيما نشاط، وتنادوا إلى نشره واللهث في إظهاره.. فما كان من أبطال سورية إلا أن سبقوهم بنشر اكتشافهم ليطلعوا العالم إلى (ماع) جديد ما مر في التاريخ مثله..!

لم يعرف هؤلاء الماع بأيها يعجبون، أمن نشر خبرهم بأيدي أعدائهم ؟!!  أم من مفاجأتهم باكتشاف غبائهم. !!!؟

وكما كل يوم تظهر (ماعة) جديدة ، كلما تزيد اليقين عند الناس الأحرار بقرب النصر والفتح المبين في سورية المكلومة، ويزداد عند العالم التأكيد على غباء أولئك البلهاء..

هي المتعة إذا من هذا الشعب الثائر؛ متعة بتعذيب هذا النظام ومحبيه عذابا أليما وإجباره لاقتراف الهبل بأنواعه وألوانه، ومتعة الثورة التي تنذر بقرب الصباح المشرق لهذا الشعب الذي يكحل دمه بضحكة وابتسامة..

وأيُّ شعب أنت..؟ احتار فيك جلّادك ..! فما عاد يفرّق بين ضحكة الألم ودمعة النصر.. ألا فلتحيا وليذهب الماع الرعاع إلى مزابل الحماصنة.. ذلك إن وافقت تلك المزابل باحتوائهم...!!!