سوريا... ومصالح مسؤولية القتل

د. حمزة رستناوي

[email protected]

النص موضوع القياس:الترجمة العربيّة لمقابلة الرئيس السوري بشار الأسد مع محطةABC News  تاريخ :8-12-2011

المصدر: موقع زمان الوصل, ترجمة محمد خير أحمد  على الرابط:

http://www.zaman-alwsl.net/readNews.php?id=23023

المقاييس: حمزة رستناوي

المرجعية المستخدمة في القياس :المنطق الحيوي.

*أوّلاً : تمهيد ما قبل القياس :

-المقصود بالمصلحة هنا ما ضدّ المفسدة , و المصلحة مفهوم نسبي , فلكل كائن صلاحيّة ما في سياق ما, و الكائنات – و منه النصوص- تتفاوت في درجة صلاحيّتها.

- المُقاييس في المنطق الحيوي: هو الذي يحكم بما يتاح لعامة الناس أو عامة أهل الاختصاص الحكم به من دون أن يخالف التجربة.

- لن أستخدم طريقة العرض التقليدية لمقايسات المنطق الحيوي كونها ما تزال معقّدة, و تحتاج لخبرة خاصّة , و سأستخدم طريقة عرض على شكل أسئلة أطرحها حول النص موضوع القياس مع محاولات للإجابة عليها.

- سأقوم باختيار معلّل لفقرة من النص موضوع القياس  - و هي ما نسمّيها بلغة المنطق الحيوي "مصالح مفتاحيّة" - و سأقوم بتطبيق مقايسات المنطق الحيوي عليهما, من دون الإدعاء أن هذه المقايسة تتضمّن أحكام تخص كامل النص.

- المقايسة تخص مصالح  الرسالة و ليس المرسل.

*ثانياً: المصالح المفتاحية.

" لا يوجد حكومة في العالم تقتل شعبها ما لم يكن قائدها شخصا مجنونا,بالنسبة لي كرئيس أصبحت رئيسا بسبب الدعم الشعبي, من المستحيل لأي شخص في هذه الدولة أن يعطي أمرا بقتل الناس." انتهى النص.

جاءت المصالح المفتاحية السابقة- أي النص-  في معرض إجابة الرئيس السوري بشار الأسد على سؤال محاورته باربرا ولترز .

ولترز: حول التعامل مع المظاهرات و المتظاهرين, ما هو الانطباع الخاطئ بفرض وجوده؟

الأسد: حول هذا الوضع.

ولترز:حول المظاهرات,هذا ما نركز عليه الآن.

الأسد: حسنا, نحن لا نقتل شعبنا , لا يوجد حكومة في العالم..الخ.

ثالثاً : الأسئلة:

س1: ما سبب اختيار المصالح المفتاحيَّة  السابقة دون غيرها؟

ج1: *كونها تتناول قضية محورية شاغلة للرأي العام العربي و العالمي :من يعطي الأوامر بقتل الناس في سوريا؟ " مفتاح أخضر"

* كون المصالح المعروضة منافية لبرهان الحدوث" مفتاح أحمر".

ج2: هل الحكم على المصالح المعروضة يتطلب مرجعية أهل الاختصاص أم مرجعية عامة الناس؟

ج2: مرجعية أهل الاختصاص في الشأن السياسي السوري, فالحكومة  و الدولة السورية و مسؤولية أوامر القتل شأن يحتاج للاختصاص ؟ و لكن بما يتاح لعامة الناس ضمن ظرف و عصر  محدّد أن يؤكدوه أو ينفوه.

س3: هل المصالح المعروضة قابلة لنفي أو إثبات برهان حدوثها؟

ج3:نعم, و لنقف عند المصالح المعروضة في الجمل الثلاثة التالية:

*الجملة الأولى: " لا يوجد حكومة في العالم تقتل شعبها ما لم يكن قائدها شخصا مجنونا"

التعقيب: يوجد قرائن نفي برهان الحدوث , فالعديد من الحكومات عبر التاريخ و حول العالم قامت بفعل القتل ضد شعبها بهدف ضمان سيطرتها و تحكُّمها به, دون أن يكون قائدها شخصا مجنونا" مختل عقلياً"  , بل قد يكون – هؤلاء القادة- ممن يوصفون بالدهاء السياسي و قوة الشخصية أمثال :ستالين- صدام حسين – حافظ أسد- علي عبد الله صالح- تشاوسسكو ..الخ. 

*الجملة الثانية: " أصبح بشار الأسد رئيسا بسبب الدعم الشعبي" 

التعقيب: يوجد قرائن نفي برهان الحدوث, فقد أصبح بشار الأسد رئيسا وفق آلية توريث مشفوع بتعديل  دستوري شكلي  مع دعم من المؤسسة العسكرية و الأمنية , و عموم أهل الاختصاص في الشأن السياسي السوري يؤكدون – بما يتاح لعامة الناس في عصرنا تأكيده- أن نظام الحكم في سوريا ليس ديمقراطيا و يفتقد لآليات انتخابية شفافة ذات مصداقية.

* الجملة الثالثة  " من المستحيل لأي شخص في هذه الدولة – و يقصد سوريا- أن يعطي أمرا بقتل الناس" .

التعقيب: يوجد قرائن نفي برهان الحدوث , عموماً  في الأنظمة الاستبدادية من الشائع و السهولة بمكان أن تعطي السلطات أوامر قتل الناس المعارضين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر , و في المثال السوري يؤكد عموم أهل الاختصاص في الشأن السياسي السوري و المتابعين للحدث السياسي السوري أن قمع المعارضين السلميين و انتهاكات حقوق الإنسان تتّخذ شكل سياسات حكومية ممنهجة ,أبسط دليل عليها  وفاة العشرات تحت التعذيب لأشخاص تم اعتقالهم من قبل السلطات الأمنية و تم تسليم جثثهم عليها آثار التعذيب

لذويهم, مثلاً يمكن مراجعة تقرير منظمة العفو الدولية: 2- ديسمبر 2011

MDE 24 /083/ 2011 رقم الوثيقة

و كذلك يمكن مراجعة تقرير منظمة هيومن رايتش وتش:" بأي طريقة : مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوري" تاريخ ك1- ديسمبر "2011

http://www.hrw.org/sites/default/files/reports/syria1211arwebwcover.pdf

و تقارير كلا المنظّمتين الدوليتين تحظى بالقبول و المصداقية عند عموم أهل الاختصاص في شأن انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم.

س4: هل تتضمّن المصالح المعروضة   لارتياب أو تعشيش بين ما هو سلبي و إيجابي؟

ج4: نعم

لاحظ وجود مصالح ايجابية انفتاحية في إدانة قتل الشعب السوري و التبرؤ من مسؤولية ذلك. و كذلك نلاحظ وجود مصالح سلبية انغلاقية  لمنافاة برهان الحدوث وفقا لما تمّ عرضه أعلاه  في : ج3 .

س5: أي الاحتمالات التالية أكثر توافقا مع ما تعرضه المصالح المفتاحية في الفقرة السابقة,  اخترْ  الاحتمال أو الاحتمالين الأكثر توافقا مع التعليل؟ و الاحتمالات هي : عزلة- صراع- تعاون- توحيد.

ج5:صراع

السبب: كون المصالح المعروضة تتحوّى قضية إشكالية هي مسؤولية الحكومة عن قتل الناس في سوريا, و لا حظ أنّ المصالح الصراعية منغلقة عالية التوتر في " لا يوجد- تقتل شعبها- من المستحيل لأي شخص- أمر بقتل الناس" .

*س6: هل ثمّة قرائن تؤكد أو تنفي   برهان الفطرة  في المصالح المعروضة ؟  و المقصود هنا ببرهان الفطرة :فطرة الإنسان في طلبه الحياة و الحرية و العدل.

ج6:يوجد قرائن تأكيد برهان الفطرة.

المصالح المعروضة تؤكد برهان فطرة الحياة و رفض قتل الإنسان  للإنسان , لاحظ مايلي " من المستحيل لأي شخص في هذه الدولة أن يعطي أمرا بقتل الناس"

س7: هل ثمة قرائن تؤكد أو تنفي برهان وحدة المعايير

ج7: يوجد قرائن نفي وحدة المعايير , لا حظ  الازدواجيّة في قرائن تأكيد لبرهان الفطرة مترافقة مع  قرائن نفي لبرهان الحدوث .