وزير الثقافة الجديد

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

لست متفائلا بالسيد وزير الثقافة الجديد ! فقد جاء من حظيرة فاروق حسني بكل قيمها ومفاهيمها في الإقصاء والتعتيم والاستئصال لكل من يخالفها الفكر والمنهج، ولكل من يرفض أن يبيع الإسلام بثمن بخس في سوق التبعية الدولية ، أو يستسلم لمقولات الأنبياء الكذبة الذين يبشرون بالحداثة والتنوير والعلمانية بمفاهيم الاستعمار الغربي ، ووحشيته التي قتلت الضمير ، وسحلت الأديان ، واستباحت نهب الشعوب وتدميرها بعد تخريبها من الداخل !

الوزير الجديد يحاول أن يبدو بطلا في غير أوانه ، ويوحي لأتباعه والناطقين باسمه من الرفاق أنه غادر مصر إلى الخليج نأيا بنفسه عن القبول بما لا يحب ، ونسي أن يقول أنه قبل أن يكون من أهل الحظيرة حين كان مسئولا فيما يسمى أكاديمية الفنون والمجلس الأعلى للثقافة ، وأن خروجه إلى الخليج كان لمزيد من اكتناز الدراهم والريالات والدنانير، وأنه بعد أن امتلأت مخلاته عاد إلى أرض الوطن حيث حل أوان التقاعد أو المعاش بلغة العامة .. وهاهو يخرج من المعاش إلى الوزارة ليواصل مهمة الرفاق الذين سبقوه ، وخربوا ثقافة الوطن طوال ربع قرن ، ولم يبال بعضهم أن يقسم يمين الولاء للمخلوع وهو يعبر بحور دماء الشهداء التي لم   تجف في ميدان التحرير  وشوارع القاهرة والمدن الأخرى ,

يدعونا الوزير الجديد إلى قبول الآخر والتسامح معه ، ولكن معاليه لا يطبق هذه الدعوة على نفسه أو على فريق الحظيرة ، ولا يمنحها للأغلبية الإسلامية التي تكوّن هذا الوطن ، بل إنه يتطوع غير مشكور فيصفها بأنها خرجت من القبر ، ويحدثنا عن ثقافة الموت باستفاضة مريبة ، ونحن لا ندرى تماما من الذي يجب عليه أن يقبل الآخر ، وماذا تعني ثقافة الموت التي يحدثنا عنها معالي الوزير من منظور علم النفس الذي يشتغل به ويؤلف وفقا لمعطياته . هل هي ثقافة الإسلام التي تؤمن بالآخرة وترى الدنيا قنطرة عبور إليها ، ومناط العمل والحساب يوم الدين ؟

معالي الوزير أحدث تغييرات في بعض المؤسسات ، وكان معظم الذين تولوا المناصب من أهل الحظيرة الثقافية ، وكأن وزارة الثقافة ملك يمين هذه الفئة التي أهانت الوطن وثقافته على مدى ربع قرن من الزمان بدءا من محاربة الإسلام حتى الاحتفال بالغزاة الفرنسيين الذين قتلوا ثلاثمائة ألف مصري بأحط الوسائل وأبشعها بقيادة المجرم الصليبي  نابليون بونابرت !

هل هذه هي الثقافة التي يؤمن بها معالي الوزير الجديد وفريقه ؟ إنها ثقافة البؤس بلا ريب ! وهي ثقافة لا تصنع عقل أمة ، ولا تنهض بوجدانها ، ولا تشبع روحها .. إنها ثقافة التعصب والانحياز لثقافة مادية ميتة لا تحيي نفسا ، ولا تبعث حياة ..

لقد تفضل معالي الوزير كما ذكرت الأنباء بتخصيص مبلغ  25 ألف جنيه لمجلة ميتة اسمها " أدب ونقد " يصدرها الشيوعيون الحكوميون في حزب توتو ، فهل صارت وزارة الثقافة التي يدفع ضرائبها شعب لا يؤمن بالشيوعية ، فرعا من فروع حزب توتو ، بحيث يتحمل الشعب المصري المسلم ميزانية مجلة تحارب إسلامه وعقيدته وتصفه بالظلام والظلامية  ويفخر محرروها ومصدروها بهذه المهمة الرخيصة ؟

إن معالي الوزير لم يكتف بتخصيص المبلغ المذكر عالية للمجلة الميتة ، بل أعلن أنه سيشترى الأعداد الأولى بعد معاودة صدورها بوصفها مشروعا ثقافيا يجب الحفاظ عليه ! فهل مشروعات الشيوعيين المعادية للأمة يجب الحفاظ عليها من جانب الدولة المسلمة ؟

وإني أسأل معاليه لو كانت مجلة أو صحيفة إسلامية تعيش أزمة مالية – هل كان يتدخل وينقذها ؟ الإجابة معروفة . ثم هل عرفتم لماذا لست متفائلا بمعالي الوزير الجديد ؟