سوريا والفصل الأخير من الثورة..

د. أحمد بن فارس السلوم

في الاسبوع المنصرم دخلت الثورة السورية في شهرها العاشر، مخاض عسير مر به الشعب السوري، لم يمر به أي شعب من شعوب الأمة العربية، لكن هذا الشعب النبيل فاق كل التوقعات في الصمود والتحدي والبسالة والإيثار، فقد أنست الثورة السورية ما قبلها من الثورات، 

وأصبحت رمزا وملهمة للشعوب.

في تصوري للأمور إن الثورة السورية في هذا الشهر العاشر قد بلغت الفصل الأخير من حلقاتها، وهي على وشك أن تحقق أهدافها، وتجني ثمار غرسها، بإذن الله عز وجل، لا أقول ذلك تخرصا ولا رفعا للمعنويات ولكنه الواقع الذي سنعيشه ملموسا قريبا في شامنا الحبيب.

اليوم في جمعة الجامعة العربية وصل الشعب السوري إلى طريق الخلاص ووضع أول قدميه في درب السلامة.

فقد فهم الشعب السوري أن الجامعة العربية وبما كانت تعطيه من مهل متكررة للنظام لم يكن ذلك إلا من إفلاسها على الحقيقة، فالجامعة مفلسة ومثقلة بهمومها، فقد منحت النظام السوري المهلة تلو المهلة ، ولكن بعد انتهت لديها مبررات المهل وضعت لنفسها مهلة لا ندري متى تنتهي فقد أرجئ اجتماع

وزراء الخارجية العرب لأجل غير مسمى.

هنا أدرك الشعب السوري وادرك الغيورون عليه أن سبيل الحل للأزمة السورية يكمن في شقين:

الشق الأول: في الخط الذي سلكه الجيش السوري الحر، فقد أصبح هذا الجيش مقلقا للنظام للغاية، ومخيفا لشبيحته، وأصبح من الواجب علينا دعمه بكل ما نستطيع من مال ورجال وسلاح، فهو الجهة المخولة للدفاع عن السوريين فقد أصبح هو الجهة الشرعية الوحيدة التي تحمل السلاح في سوريا.

ليس في دعم هذا الجيش وإبراز هذا الخط في الثورة السورية غضاضة، وليس فيه تأثير على خط الثورة السلمي، فالتظاهر السلمي مستمر دون انقطاع، وهو يسير في اتجاه، وهذا التسليح للجيش الحر يسير في اتجاه آخر، فهو يضمن حماية الثورة ورعاية سلميتها، ولا بد للحق من يد تحميه.

إذا كان النظام الفاجر السوري يجاهر بتسليح وشبيحته ويجلب مرتزقته الطافيين من كل مكان، فهل على السوريين والغيورين من جناح إذا مدوا يد العون لمن يحمي سليمة المتظاهرين.

يجب على المعارضة أن تفهم ان المحافظة على سلمية الثورة تمر عبر دعم الجيش السوري الحر الذي يحمي المتظاهرين.

الشق الثاني: وهو واجب ثقيل على المجلس الوطني السوري، عليه أن يضغط باتجاه تحويل الملف السوري الى مجلس الأمن، وليتجاوز عقبة الجامعة العربية، فالفصل الأخير من كل مسلسل قصير

ولا يحتمل سياسة المهل التي تقوم عليها الجامعة العربية.

لذلك أطالب المجلس - وقد زاد اعتبارا بعد انضمام المحامي الناشط هيثم المالح إليه - أن يتجه إلى الدول المؤثرة صاحبة القرار ويتعامل معها مباشرة، وعليه أن يسير المظاهرات الضاغطة في أوربا، ولنترك التشدق الذي يقوله بعض أعضاء المجلس من أنه يرفض تدويل الأزمة وما شابه من كلمات

لا أظن أن أصحابها مقتنعين بها.

هناك دماء زكية تهراق على ثرى بلاد الشام، وهناك إبادة طائفية على أيدي النصيرين وأذنابهم من البعثيين ، وهناك شياطين وأبالسة تعربد في بلاد الشام هل نتركها إلى مالا نهاية بحجة أننا نرفض التدخل الدولي!!

الجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري هم أملنا بعد الله عز وجل، فنسأل الله ألا يخيب رجاءنا فيهم.