الضحك على الذقون

خيري هه زار - كوردستان

لما فرغ من الاستماع , مولى جحا في الاجتماع , الذي ضمهما مع الند , ولمح شيئا من الجد , في حكم واقوال الاثنين , استهزء بهما كانهما ابنين , يحكم عليهما القدربالطاعة , بضحكة امتلأت بها القاعة , صرخ بوجه كليهما ساخرا , ويرى الكل دونه داخرا , قال اراكما تجافيان الحقيقة , وتبدوان لي كالضفادع النقيقة , فهلا رأيتم ما أرى , الجهل سائد في الورى , ولا ينبغي على المليك , الا المسايرة وفن التدليك , لأدمغة وجماجم كل الرعية , والتمسك بالعرف واللوائح المرعية , وان كان في بعضها , ما يسوء علينا بدحضها , ونبقي على التي تبقينا , من كوثرالديمومة تسقينا , انما فرض علينا البقاء , في أسوأ حالات الشقاء , من لدن عمالقة السياسة , بعدما رأوا اللطف والكياسة , في نهج حكمنا السلمي , دون اشارة للتقدم العلمي , فانه رهن لمحض الاستمرار, لوجودنا ان تغلف بالاستقرار, فالويل ثم الويل للغوغاء , والمارد في غنى عن الضوضاء , ولا غرو من الفاقة , لانه من الحمق والصفاقة , ان يستفرد الكل بالناقة , فالزهورالتي في الباقة , قطفت من شتى الخمائل , تختلف في الرائحة والشمائل , ولا بد من حكم السماء , لاقناع الخلق بسيرالنماء , في الأرزاق كما وكيفا , ولا نرى فيه حيفا , في القسمة نقصت وزادت ، انما الناس بطرت وتمادت ، حتى باتت تنبش العرينا ، لهذا ترون القلق يعترينا ، ولا بد من أجل الحسم , واكتمال اطاراللوحة والرسم , ان نظهرالقوة في الربوع , ولا نفلت زمام الشيوع , كي لا يرانا الناس مرضى , فتستبيح الاشاعة وعلل الفوضى , وهذا سرمن اسرارالطبيعة , تقسو بالقوة القاهرة والمنيعة , وما هذه البراكين والزلازل , وهي تدك البرايا والمنازل , الا نزعة نحو التوازن , وكف اذى احفاد هوازن , وما جيء بمحض الشدة , واعد لفعله كامل العدة , لا يذهبن الى رمسه , الا بفعلة من جنسه , مالي اراكم في جهالة , عن منطق القوة والجعالة , كيف بعزيزحين الترهل , لا يعطى فسحة التمهل , لعمري ان محاسن الشيم , في غيبة وفضائل القيم , راقدة تحت غبار الاعوام , من عقود عزة الاقوام , افلت شمسها الى اللاشروق , ودماءها تلوثت في العروق , بات الانسان ينكر الجميل , ونفسه تتوق للتمرد وتميل , ساعية الى الفوضى وتسترسل , تظن انها واعية وتستبسل , هيهات ان ينفعنا الغريب , دون ان نتعلق بالقريب , ونشد من أزره وحصانته , ولا ننتقص من أمانته , فلسفة الحكم تستدعي شخوصا , دائمة الوثب وليس النكوصا , انما الهزيل يقعي ويتقادع , ليس بوسعه ان يتدافع , حينما يخوض مع الخصوم , غمارالحاكمية ووصل النجوم , ليت شعري ماذا يريد , من يزاحمنا وهو البعيد , عن كل خصال للسيادة , ويبغي دون تضحية القيادة , ألا ساء ما يفعلون , وانهم عن جد يعلمون , أن خبث الطوية يدنيهم , من الهاوية بل سنفنيهم , وعزمنا لن ينثني أمامهم , ولولا دعم الغريب أدامهم , لكانوا الآن مثل الصراصير, يختبأون في الأوكاروالمواسير, يا سواد ظنهم بالسادة , وويل تكهناتهم حول القادة , وخيب آمالهم ربيع العرب , فليس لهم ملاذ للهرب , ألا ترونهم يخشون الحوار, ويهرعون لأحضان سادة الجوار, للايقاع بنا وبكم والتملص , وبث الفتنة بيننا والتلصص , عليك بخطبتي يا جحا , تديربها كحجر الرحا , بين الملأ بكافة الأرجاء , وتبثها في كل الأنواء , لعل الناس منها تعتبر, وعلى المحنة تحتسب وتصطبر, وتتريث في اظهارالغضب , لأنني أرى احتمالها نضب , على واقع الحال المؤلم , والشرخ في الجدارالمثلم , بيننا وبينها بفعل الأنذال , يؤثرون العواطف على الأقذال , فيهيج فيها الحس والشعور, وعدم الرضا بخلدها يدور, نعم اتفق معك يا بهلول , فينا من يرى نفسه مسؤول , وفي حل عن ربقة القانون , ويرى غيره معدمون وفانون , ويتلذذ بخيرات هذه الأمة , والناس بحرمانها تعيش الغمة , له الخدمة مفعمة مطرزة , وسيرته بالقوة مكرمة معززة , فقال له جحا مولاي , لقد أززتني في بلواي , وعلى ذكرالمسؤولين طرا , من تقلد منصبا وهلم جرا , سيدي فيهم حين يمرض , وللطب الذي عندنا يعرض , ولم لا فله كل المفارج , وبلمحة يطيرصوب الخارج , اليست لدينا ثقة بعلومنا , ومنها علم مداواة مكلومنا , ولم الفقيراذن لا يظفر, بفرصة كهذه فلا يطفر, الى العدوة الأخرى ويبقى , رهنكم دون ان يشقى , الا ترون فداك روحي , آلاف مؤلفة من الجروح , تردي أصحابها الى الموت , ومن يستمع لخافت الصوت , وهل تسنح الفرصة للسفر, الا لحفنة وقلة نفر, وقد تعجبون اذا قلت , ومن الطبيعة لو سئلت , هل رايت يوما بحرا , وشممت من محيط سحرا , فماذا اقول لها حينها , ولم ارى دانوبها وسينها , وجوف الطائرة ما شاهدته , ومتن الباخرة ما عاهدته , ومثلي من امتي ملايين , من الحسرة وفعل قايين , ربما سنراها في الآخرة , ليست لنا آمال فاخرة , كالتي عند مرضى الثراء , فلنا الله وحسك العراء , سيدي أن تفرغ القاصة , وتجلب لهم مشاف خاصة , لا يحد ابدا من طمعهم , ولا يقلل قط من نهمهم , ومن منهم كل عام , لما سأموا من الشام , لا يطيرصوب النمسا , يجمع ويقصرفي الخمسا , وهو على متن الطائرة , ساخرا من القلوب الحائرة , التي تهفو لنصف رحلة , وتغادرلهنيهة مياها ضحلة , كي ترى قبل موتها , واضاعة سني العمروفوتها , ما يحق لها ان ترى , ألا يلفت النظرما جرى , فقال له السلطان لا عليك , قد نسوق الفسحة اليك , ونحن بصدد الحصروالجمع , لكل المظالم بالتدوين والسمع , وفي قابل السنين والاعوام , نرتقي لمصاف بقية الاقوام , ونولي الاهمية للهدف الاكبر, ولا نلوك الاخضروالاغبر, الا ترون امتلاك الهوية , تفوق كل الخيارات القوية , لبناء العش الدافيء والعرين , ونختاربهوانا الخل والقرين , وبعدها لكل حادثة حديث , فالآن خطانا الملح والحثيث , ما سمعته يا بهلول , بما فيه من مدلول , فهيا الى القوم مسرعا , واغرف من بياني مكرعا , لتقنع الناس جلل الخطب , ولا تلتفت ابدا الى العطب , ودعهم يسمعون منك البشارة , فقال انني رهن الاشارة , ولكن خوفي منهم وخشيتي , وانا الذي كالعرنجل مشيتي , ان لا يلقوا الي البال , لأنهم ملوا العيش والحال , ويحسبوه ضربا من الجنون , وسخرية وضحكا على الذقون , قال لا وخذ معك الحمار , فيرمونك بالضحكة بدل الجمار, خرج جحا ومعه الخصم , الذي كان يخشى القصم , وما ان دنا من داره , حتى سمع نهيق حماره , والسلام ختام.